قضت غرفة الجنايات الابتدائية لدى استئنافية الرشيدية، بعد ظهر الأربعاء الماضي، ببراءة هشام (ب) (28 سنة)، من تهمة "هتك عرض ابنة شقيقه القاصرة، الذي نتج عنه افتضاض البكارة والحمل"وكانت النيابة تابعته بها، بعدما وضعت فتاة قاصرة (17سنة) مولودا، في شهر أكتوبر 2008، بداخلية إحدى المؤسسات التعليمية بالمدينة نفسها، واتهامها لعمها بأنه هو من يقف وراء حملها. وخلال الجلسة الأخيرة، استمعت هيأة المحكمة للمعلمة المساعدة (سناء)، التي كانت صرحت، في محاضر الضابطة القضائية، أنها، وبأمر من الحارسة العامة، رافقت الضحية إلى غرفتها لتغيير ملابسها، وأن هذه الأخيرة أخبرتها بأنها وضعت مولودا، وطلبت منها أن تتستر على الأمر. فأعادت التأكيد أمام المحكمة أن الضحية صرحت لها تصريحين متناقضين، أولهما يفيد أن عمها هو من هتك عرضها وتسبب في حملها، والثاني هو أن شخصا تجهل هويته وملامحه، اعترض سبيلها وهي في طريقها إلى حقل والدها، إذ أمسك بها، واغتصبها، وانصرف، مضيفة أن الكلام نفسه راج بين باقي تلميذات القسم الداخلي. وتميزت الجلسة بمرافعات الدفاع، الذي التمس تبرئة المتهم، القابع خلف القضبان منذ أربعة عشر شهرا، لانعدام الإثبات، وبالتالي تبرئة المتهمتين الأخريين: حارسة القسم الداخلي بالثانوية الإعدادية مولاي رشيد، والممرضة، المتابعتين بجنحة "عدم التبليغ عن وقوع جناية"، أما النيابة العامة، فتقدمت بملتمس مهم غير مسبوق، محليا على الأقل، يقضي بإجراء تحليل جيني للمولود، ومعرفة هل العم المتهم هو والده أم لا؟ غير أن المحكمة لم تستجب له. وبعد المداولة، نطقت المحكمة بحكمها، القاضي بتبرئة المتهمين الثلاثة، وبذلك طويت الصفحة الابتدائية لهذا الملف، الذي شغل الرأي العام المحلي. وسبق أن قالت فاطمة باها، حارسة القسم الداخلي بالثانوية الإعدادية مولاي رشيد، ل "المغربية" إنها تطالب بالمساندة القانونية، إذ أنها متابعة بتهمة عدم التبليغ عن جناية، بعدما وضعت إحدى النزيلات مولودا أنثى داخل المؤسسة. وأكدت فاطمة باها في حديث، نشرته "المغربية" في أكتوبر من سنة 2008، أنها بعدما علمت بوقوع الحادث، أسرعت بتبليغ الممرضة التي توجد بالمؤسسة، خصوصا أن التلميذة كانت تحمل مولودها في محفظتها، ومازال الحبل السري مرتبطا به، ويجب تقديم الإسعافات المستعجلة لإنقاذها، وأخبرت بعد ذلك مدير المؤسسة بعد عودته إليها. كما أخبرت رجال الوقاية المدنية، وقدمت تقريرا إلى مدير المؤسسة، الذي أشر عليه وأرسله إلى النيابة الإقليمية، وتقريرا آخر لرجال الوقاية المدنية، قبل أن ينقلوا التلميذة ومولودها الأنثى إلى المستشفى، إضافة إلى تقرير لعون قائد المنطقة، الذي كان حاضرا إلى جانب رجال الوقاية المدنية. وأوضحت فاطمة أن التلميذة التحقت بالمؤسسة، بتاريخ 8 أكتوبر سنة 2008، ووضعت مولودها في 16 من الشهر نفسه، وكان من غير الممكن أن تسجل أي ملاحظة غير عادية عليها، موضحة أنها مكلفة بالإشراف على 138 تلميذة بالقسم الداخلي، وأن هذا القسم لا توجد به أي آليات العمل والاتصال، خصوصا الهاتف.