كثيرات هن الفتيات والفتيان اليافعون، والقاصرون كذلك الذين يهربون من منازل أسرهم لأتفه الأسباب خوفا من غضب الأب أو غيره ممن يكبرونهم سنا، فيلجأون الى الشارع دون تقدير للعواقب السلبية لهذا الهروب، إذ منهم من يدفع ثمنا غاليا قد يصل حتى الموت أو التعرض للاختطاف والاحتجاز والاغتصاب أو هتك العرض. غرف الجنايات لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، مثل غيرها من الغرف بمحاكم استئناف المدن الكبرى تعرض أمامها قضايا من هذا النوع، إذ يكون الضحية فيها صغيرا ذكرا أو أنثى يقل عمره عن ثماني عشرة (18) سنة، يكون قد هرب من الدار خوفا من عقاب محتمل ليقع ضحية اعتداء شنيع قد يؤثر فيه مدى الحياة. في هذا الإطار ناقشت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء يوم الخميس ملفا اتضح أن الضحية بنت قاصر مزدادة عام 1992 بإحدى مدن سهل الغرب وأنها هربت من منزل أسرتها خوفا من عقاب والدها لها لكونها لم تلتزم بالبقاء في البيت وغدت تخرج للتسكع مخالفة بذلك قرار والدها. هذه الصغيرة عندما غادرت منزل والدها لم تتمكن من البقاء في المدينة لصغرها، حتى لا يجدها والدها الذي كانت تعرف أنه سيخرج للبحث عنها فإنها قررت الهروب بعيدا الى مدينة أكبر حيث لا يمكن العثور عليها. هكذا إذن استغلت بعض الدراهم التي كانت لديها وامتطت القطار نحو مدينة الدارالبيضاء، لكنها أخطأت ونزلت بمدينة المحمدية ليلا حيث نامت قرب المحطة ليلتقي بها المعتدي المفترض عليها ويرغمها على مرافقتها تحت تهديدها بسكين. عند الاستماع لها كضحية، جاءت إفادتها متطابقة مع ما دونه محرر محضر الضابطة القضائية بالنسبة للتصريحات المنسوبة للمشتكى به الذي حاول إنكار استعمال السلاح والتهديد به لإرغامها على مرافقته والاستجابة لنزواته، لكن شهادة أحد حراس السيارات أكد ذلك كما ان محضر القبض في حالة تلبس ومحضر الحجز والتفتيش أشارا فيهما محررهما الى وجود سكين وكذلك حالة السكر العلني. الضحية أكدت أنه تم الاعتداء عليها جنسيا تحت التهديد، وأنها لم تعد بكرا فيما قال المتهم الذي تابعته النيابة العامة بهتك عرض قاصرة نتج عنه افتضاض والسكر العلني، أنها ذهبت معه على خاطرها وأنه دفع لها مبلغا ماليا. عندما كان رئيس الجلسة يسأل المتهم حول ظروف الاعتداء وملابساته، كان يعتمد في ذلك على المحضر المنجز من طرف عناصر الضابطة القضائية بالمحمدية الذين استطاعوا أن يلقوا القبض على المتهم في حالة تلبس لانتقالهم على وجه السرعة لمكان الجريمة بمجرد أن إخبارهم من طرف الحارس هاتفيا. بالمحضر قدمت فرقة الأمن المكلفة بهذه القضية معلومات حول المتهم تفيد سوابقه العدلية ما بين سنوات 1995 و2008 والتي ذكرت منها تهم السرقة بالنشل، الضرب والجرح باستعمال السلاح، الضرب والجرح المتبادل السكر العلني وإحداث الفوضى بالشارع العام، إهانة رجل أمن أثناء قيامه بعمله. هذا وقد طالب ممثل النيابة العامة بإدانة المتهم وفق فصول المتابعة ليدرج الملف للمداولة. هكذا كانت سلبية هروب هذه البنت خوفا من والدها هي الوقوع ضحية هتك عرض وافتضاض بكارة قد تحرمها من الزواج مستقبلا ووقد تخلق لها متاعب ومشاكل نفسية.