أجلت محكمة الاستئناف بالقنيطرة، في جلستها المنعقدة أول أمس، النظر في قضية أب مقعد، متهم باحتجاز أسرته وبالمشاركة في اغتصاب ابنته القاصر باستعمال العنف نتج عنه افتضاض بكارتها، والضرب والجرح ضد الزوجة، وإلحاق الضرر البالغ بأطفاله نتيجة سوء المعاملة، وإعطاء القدوة السيئة لهم في السكر وفي سوء السلوك وفي انعدام الأخلاق، وإعداد منزل للدعارة، والسكر العلني واستهلاك المخدرات، إلى الثالث عشر من يناير الجاري. وجاء قرار التأجيل، الذي يعد الثاني من نوعه في ظرف أقل من شهر، نظرا لوجود حالة التنافي، على اعتبار أن الأستاذ الراوي، رئيس غرفة الجنايات، سبق له البت في هذا الملف، لما كان معروضا على الغرفة الجنحية الاستئنافية بالقنيطرة. هذا، ويتابع في نفس الملف، متهم آخر من أجل اغتصاب فتاة قاصر باستعمال العنف الناتج عنه الافتضاض، وهتك عرض طفل قاصر باستعمال العنف، والسكر العلني واستهلاك المخدرات. وانطلقت وقائع هذه القضية، حينما داهمت عناصر الأمن بسيدي قاسم منزلا بحي الزاوية، في السادس من أبريل السنة المنصرمة، وعثرت على ثلاثة أطفال وأمهم، داخل غرفة نتنة كانت مقفلة من الخارج بقفلين، وهم في حالة صحية جد متدهورة، حيث تم نقلهم جميعا إلى المستشفى الإقليمي لتلقي العلاجات الضرورية. التحريات الأولية التي باشرها المحققون الأمنيون، كشفت، وفق تصريحات الأم «نجاة. ش.»، أن الزوج قام منذ مدة طويلة باحتجازها رفقة أبنائها، بينهم فتاتان قاصرتان، إحداهما كانت حاملا، نتيجة اغتصاب نتج عنه افتضاض بكارتها من طرف المتهم الثاني «بوجمعة ج.»، قريب والدها، الذي قالت الفتاة الضحية إنه اعتاد على زيارة منزلهم لمعاقرة الخمر مع أبيها «محمد. ب.»، الذي اتهمته بإرغامها على ارتداء ملابس شفافة والتبرج لحضور جلسات الخمر التي تجمعه بالظنين الآخر، وتلبية رغباته الجنسية، وهو الفعل نفسه، الذي كان الطفل «عبد الرزاق» ملزما بإتيانه، بسبب أوامر والده، الذي قال، إنه كان يطالبه بمشاركتهما احتساء الخمر، إلى أن فوجئ ذات ليلة بالمتهم الثاني وهو يمسكه بقوة ويقوم بهتك عرضه أمام أنظار شقيقته، مشيرا إلى أن الاعتداء تكرر في مناسبات عديدة، قبل أن يتمكن من الفرار إلى بيت خالته، التي أشعرها بموضوع الاعتداءات التي تعرض لها وكذا والدته وشقيقته. بالمقابل، نفى الأب، الذي يعمل «فقيها» بالمقبرة، جميع التهم المنسوبة إليه، أثناء الاستنطاق التفصيلي، موضحا أنه لا يتعاطى لشرب الخمر وللمخدرات، ولم يسبق له أن احتجز زوجته وأبناءه، مضيفا، أن المتهم الثاني، الذي كان يساعده ماديا، خطب ابنته برضاها وموافقة أمها، وتعهد بالعقد عليها، بعدما كشفت له ابنته بأنها تعرضت للاغتصاب من طرفه، معتبرا أن ادعاءات ابنه عبد الرزاق لا أساس لها من الصحة، ومجرد أكاذيب من اختلاق زوجته وإخوتها. وهو الإنكار نفسه الذي أعرب عنه الظنين «جواد»، الذي فند ما جاء على لسان الطفل المذكور بشأن هتك عرضه، نافيا في ذات الوقت استهلاكه للخمور والمخدرات، بسبب معاناته من قرحة المعدة، رابطا زيارته لمنزل الضحايا ومساهمته في مصروف البيت، بوجوده تحت تأثير أعمال السحر، وقال إن الأب سمح له بمواقعة ابنته، التي اكتشف بأنها كانت ثيبا عندما عرض عليه رغبته في الزواج بها، معترفا بمعاشرتها جنسيا برضاها وموافقة والدها إلى أن ظهر حملها.