ألقت الأجهزة الأمنية اليمنية، أول أمس الثلاثاء، القبض على ثلاثة أشخاص مشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، كانوا أصيبوا أثناء محاولة "وحدة من مكافحة الإرهاب إلقاء القبض على محمد أحمد الحنق، زعيم تنظيم القاعدة بمنطقة أرحب" في محافظة صنعاء،في الوقت الذي قالت وزارة الداخلية إن مكافحة الإرهاب أصبحت حرباً يومية تنفذها عبر عمليات مداهمة في أكثر من محافظة، بما لا يعطي فرصة للعناصر الإرهابية لالتقاط أنفاسها. ونقل مركز الإعلام الأمني، التابع لوزارة الداخلية اليمنية، عن الأجهزة الأمنية قولها إنها ألقت القبض على المصابين الثلاثة، وهم من حراس "الحنق" وأقربائه، بداخل أحد المستشفيات بمديرية الريدة محافظة عمران، حيث كان يجري إسعافهم جراء تعرضهم للإصابة على أيدي رجال الوحدة التابعة لمكافحة الإرهاب أثناء عملية ملاحقة الحنق في أرحب. وأشارت الأجهزة الأمنية إلى أنها وضعت المصابين من المشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة تحت الحراسة، فيما ضبطت 4 أشخاص آخرين قالت إنهم تورطوا في عملية نقل المصابين إلى المستشفى بمديرية الريدة، ومحاولة التستر عليهم، وفقاً لما ذكرته وزارة الداخلية اليمنية. وكانت الأجهزة الأمنية طاردت مجموعة من المطلوبين الاثنين، وعلى رأسهم زعيم القاعدة المحلي " الحنق"، وأسفر الاشتباك عن مقتل اثنين من مرافقيه، وجرح اثنين آخرين، بينما تمكن الحنق من الفرار. وجددت الأجهزة الأمنية تحذيرها "لكل من يقوم بإيواء العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة أو التستر عليهم أو تقديم أي نوع من أنواع المساعدة لهم" موضحة أنه سيخضع للمساءلة القانونية. وعلى الصعيد ذاته، قالت قيادة وزارة الداخلية إنها حولت مواجهة الإرهاب ومكافحته إلى حرب يومية، إذ تجري مداهمة أوكاره في أكثر من محافظة وبطريقة متتابعة لا تعطي فرصة للعناصر الإرهابية لالتقاط أنفاسها أو إعادة ترتيب صفوفها. وأوضحت أن العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة لم تعد هي صاحبة المبادرة في تحديد زمن المواجهة ومكانها، بل أصبحت الأجهزة الأمنية هي الممسكة بزمام مبادرة مهاجمة الأوكار الإرهابية والقضاء عليها. من جهة أخرى، استأنفت السفارة البريطانية في صنعاء، أمس الأربعاء، أعمالها بعد إغلاق دام ثلاثة أيام لأسباب أمنية احترازية، لتلحق بذلك بالقرار الأميركي بإعادة افتتاح سفارتها في العاصمة اليمنية بعد إغلاقها ليومين. وجاء على موقع السفارة في اليمن أنها أعادت فتح أبوابها مجدداً، غير أن الخدمات العامة، التي تشمل منح التأشيرات والخدمات القنصلية، ستظل معلقة إلى إشعار آخر. وأوضحت أنه يجري تقييم الأوضاع بشكل يومي. ويأتي هذا القرار بعد اتصال هاتفي بين الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، ورئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، بحثا خلاله التحضيرات والآلية التي سينعقد بها مؤتمر لندن لدعم اليمن، وتنسيق جهود البلدين في هذا المجال. وأكد رئيس الوزراء البريطاني وقوف بريطانيا والمجتمع الدولي إلى جانب اليمن لمواجهة التحديات الماثلة أمامها في الظروف الراهنة و"في مقدمتها ما يتصل بمكافحة الإرهاب"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ". وأشار براون إلى أن مؤتمر لندن سيستهدف دعم اليمن تنموياً وأمنياً بما يعزز قدراته على مكافحة الإرهاب ومواجهة تلك التحديات وتحقيق الاستقرار والتنمية والتقدم. وأوضح أن اليمن بلد مهم للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وجدد الرئيس اليمني التأكيد على عزم اليمن مواصلة جهودها في مجال مكافحة الإرهاب ودعم جهود المجتمع الدولي المبذولة في هذا المجال. وكان وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، قال في حديثه لمجلس العوم البريطاني إن الأوضاع في اليمن تظل "مثار قلق"، مشيراً إلى أن هذا الأمر بدأ بالتطور بصورة مقلقة، منذ 18 شهراً. وكانت السفارة البريطانية في صنعاء أعلنت إغلاق أبوابها لأسباب أمنية، بعد ساعات من قرار مماثل اتخذته واشنطن إثر تهديد صادر عن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية بمهاجمة المصالح الأميركية في اليمن.