في ظل الأحداث التي شهدتها مدينة جرادة، جراء اعتصام عمال الفحم الحجري يوم 28 دجنبر الماضي، على مستوى المديرية الجهوية للطاقة والمعادن.، بسبب عدم تقاضيهم لأجرتهم، بعدما استخدمهم "شخص مجهول" مقابل 100 درهم للقنطار.وذلك بحضور لجنة عن عمال "السندريات" وممثل عن عمالة إقليم جرادة قصد استصدار رخصة جديدة لهذا "الشخص المجهول" إلا أنهم لم يتمكنوا من تسوية المشكل، كما لم يف هذا المقاول بالتزامه في أداء مستحقات العمال، حسب ما أفادت به مصادر مطلعة. وفي السياق ذاته، عقد يوم 30 دجنبر الماضي، لقاء على مستوى العمالة بحضور عامل الإقليم ورؤساء المصالح الأمنية ولجنة العمال إلى جانب بعض حاملي الرخص المعروفين في مجال استخراج الفحم الحجري بجرادة، وتوصلوا إلى اقتناء المنتوج بثمن 75 درهما للقنطار مع اقتطاع ثمن نقل المنتوج من هذا السعر وبالتالي يبقى الحاصل حوالي 60 درهما للقنطار. من جهتها، صرحت "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع جرادة ل"المغربية" أن الاعتقالات التي طالت عددا من عمال المناجم ما تزال مستمرة، ما دفع بالجمعية إلى إعداد تقرير حول الواقع المأساوي الذي يعيشه العمال، في وقت يعانون إكراهات نفسية واجتماعية"، مدينة في الآن نفسه أشكال استغلال العمال، الذين قالت عنهم، إنهم "أناس بسطاء همهم كسب قوت عيشهم اليومي" في إشارة إلى أن الجمعية "عازمة على مساندتهم إلى حين تخليصهم من المشكل، الذي تسبب فيه شخص استغل مجهوداتهم دون تعويضهم عن ذلك". يذكر أن عمال الفحم احتجوا في وقت سابق وسط مدينة جرادة على نحو دفع بالقوات الأمنية للتدخل والحيلولة دون إثارة الشغب، فيما عبر العمال، خلال احتجاجهم، عن استيائهم من بذل مجهودات كبيرة في ظروف صعبة، لاستخراج الفحم من باطن الأرض، ليحرموا على حين غرة من أجورهم دون مبرر، هذه الأجور التي تعد مكسبهم الوحيد، مقابل أعمال شاقة ينجزونها في عمق الأرض"، حسب قولهم. وأكد العمال المحتجون أن ظروفهم الاجتماعية مزرية، ما يجعلهم غير مستعدين للتنازل عن حقهم في التعويض، بعدما اشتغلوا لمدة أسبوع، يستخرجون الفحم الحجري من باطن الأرض، في ظروف تخلو من السلامة، إذ كثيرا ما يقع العمال ضحايا تهدم الآبار عليهم، أثناء انشغالهم بالحفر تحت الأرض، لاستخلاص الفحم الحجري.