جرى اليوم الثلاثاء بالرباط، إطلاق مشروع "ستار لاب" لفائدة الشباب غير المتمدرسين، وذلك بمناسبة إعطاء انطلاقة الموسم الدراسي 2023 – 2024 بمركز يعقوب المنصور للفرصة الثانية الجيل الجديد. وبهذه المناسبة، قال مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، محمد أضرضور، إن الجهود المبذولة من أجل إعادة الشباب غير المتمدرسين إلى صفوف الدراسة والتكوين "يجسد بحق مفهوم الدولة الاجتماعية". وأوضح أضرضور، في كلمة له خلال هذا الحفل، الذي حضره مسؤولون بقطاعات التربية والتعليم والتكوين وهيئات المجتمع المدني، أن النتائج التي تم بلوغها لحد الآن على مستوى تجربة مراكز الفرصة الثانية الجيل الجديد "لم تكن لتتحقق لولا تظافر جهود مختلف شركاء وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بمن فيهم شركاء القطاعين العام والخاص". وبعد أن ذكر بأن جهة الرباط-سلا-القنيطرة تضم ما مجموعه 28 مركزا للفرصة الثانية الجيل الجديد، أكد مدير الأكاديمية أنه "تم إدماج معظم المستفيدين من التكوين بهذه المراكز في سوق الشغل". كما أبرز أضرضور أن الفئات المستهدفة "لا تشمل اليافعين والشباب غير المتمدرسين فحسب، بل تضم كذلك الأحداث وبعض الشباب الوافدين من بلدان إفريقية"، مشددا على أن الهدف الأسمى يظل هو "إرساء ركائز الدولة الاجتماعية". من جانبه، أكد مدير التربية غير النظامية بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حساين أجور، في مداخلة مماثلة، أن فتح باب الاستدراك في وجه المنقطعين عن الدراسة اليافعين والشباب هو "مجهود جبار ما فتئت تقوم به المملكة منذ سنوات طويلة، وذلك من خلال العمل الذي تقوم به الوزارة الوصية بمختلف تمثيلياتها (..)"، مبرزا أهمية الدور الذي تلعبه الشراكة مع هيئات وجمعيات المجتمع المدني في هذا الاتجاه. - Advertisement - وبعد أن أشار إلى أنه تم افتتاح 181 مركزا للفرصة الثانية الجيل الجديد، منذ سنة 2018، استهدفت ما مجموعه 16 ألف شاب وشابة ممن غادروا صفوف الدراسة على الصعيد الوطني، شدد المسؤول التربوي على أن "التعاون بين القطاعات الحكومية وفعاليات المجتمع المدني يشكل صحوة قوية في إنجاح ورش إدماج الشباب في سوق العمل". كما لفت أجور إلى استمرار ارتفاع نسب الهدر المدرسي في العالم القروي، وخاصة على مستوى السلك الإعدادي، والتي "تكلف ميزانية الدولة نسبة 2 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي"، مشددا على "الدور الكبير الذي يمكنه أن تضطلع به مراكز الفرصة الثانية الجيل الجديد في سبيل القضاء على آفة الهدر". في هذا الصدد، قال أحمد حمودو، رئيس الهيئة المغربية للتربية والتنمية، المشرفة على تدبير مركز يعقوب المنصور للفرصة الثانية الجيل الجديد ، أن إعطاء انطلاقة الموسم الدراسي 2023-2024 بهذا المركز "يندرج في إطار تنزيل مضامين البرنامج الذي تم تقديمه أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بتاريخ 17 شتنبر 2018، من أجل إدماج اليافعين والشباب المنقطعين عن الدراسة، سواء منهم المفصولين أو المغادرين". كما سلط حمودو الضوء، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أهمية "حدث اليوم" في ما يخص تحسيس وتعبئة كافة شرائح المجتمع، والرفع من مردودية عمل مراكز الفرصة الثانية الجيل الجديد "بوصفها قاطرة أساسية ومهمة لتحقيق التنمية (..) والتي من شأنها احتضان هذه الفئة من الشباب من خلال العمل على تجويد الخدمات المقدمة لهم". - Advertisement - وفي سياق متصل بإطلاق مشروع "ستار لاب" أو "مختبر النجوم" بمركز يعقوب المنصور للفرصة الثانية الجيل الجديد، أوضح رئيس الهيئة المغربية للتربية والتنمية، المشرفة على هذا المشروع، أن هذا الأخير يرمي بالأساس إلى "تحويل الشباب المستفيدين من تكوينات وخدمات (ستار لاب) إلى نجوم يخلقون دينامية وحركية مجتمعية، وذلك من خلال المساهمة في إحداث 50 مقاولة في أفق ثلاث سنوات". في هذا الإطار، قالت إشراق عيد، مديرة مشروع "ستار لاب"، الذي أطلق تحت شعار "جميعا من أجل إدماج اقتصادي لفائدة اليافعين غير المتمدرسين"، إن من بين الأهداف الرئيسية للمشروع "تعزيز روح المقاولة عند الشباب المنقطعين عن الدراسة والذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و20 سنة بسبب ظروفهم الاجتماعية". وبعد أن لفتت إلى أن مشروع "مختبر النجوم" يستهدف أكثر من 400 شاب وشابة مع تمكين 200 مستفيد على صعيد جهة الرباط-سلا-القنيطرة (كمرحلة أولى) من متابعة حصص تكوينية في مراكز الفرصة الثانية الجيل الجديد، أوضحت السيدة إشراق، في تصريح مماثل، أن هذه التكوينات ستشمل خمس شعب هي على التوالي "الكهرباء والطاقة الشمسية"، و"رعاية المسنين"، و"الحلاقة والتجميل"، و"الفندقة والطبخ"، و"نجارة الألمنيوم". وتم بهذه المناسبة تدشين فضاء للعمل التشاركي بمركز يعقوب المنصور الفرصة الثانية الجيل الجديد، والذي تصل طاقته الاستيعابية إلى 50 مستفيد ومستفيدة يؤطرهم مستشار في مجال المقاولات وإطار في المحاسبة، ويحتوي هذا الفضاء على ما مجموعه 10 حواسيب للاشتغال والأعمال التطبيقية. وتجدر الإشارة إلى أن الهيئة المغربية للتربية والتنمية، المشرفة على مشروع "ستار لاب" أو "مختبر النجوم" بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وبتعاون مع مؤسسة "دروسوس" للتعاون السويسري والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، إضافة إلى شركاء آخرين، هي جمعية وطنية مستقلة تم تأسيسها سنة 2000، وهي متخصصة في مجال التربية والتنمية المحلية والمجالية. رابط المقال: https://www.almaghreb24.com/dir2