عد زيارتها إلى تايوان التي أثارت غضب بكين، أكدت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، في طوكيو، المحطة الأخيرة في جولتها الآسيوية، أن الولاياتالمتحدة "لن تسمح" للصين بعزل الجزيرة. وتعتبر الصين الجزيرة، التي تتمتع بحكم ذاتي ويبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، جزءا لا يتجزأ من أراضيها. وقد ردت على الزيارة بتدريبات عسكرية واسعة غير مسبوقة حول الجزيرة، لا سيما إطلاق صواريخ بالستية كان يمكن أن يسقط بعضها في المنطقة. ولم تعلق بيلوسي (82 عاما) على المناورات بشكل مباشر؛ لكنها أكدت أن السياسيين الأمريكيين يجب أن يتمكنوا من السفر إلى تايوان بحرية. وقالت المسؤولة الأمريكية، في مؤتمر صحافي في طوكيو الجمعة، إنهم "قد يحاولون عزل تايوان عن الزيارات أو المشاركة في أماكن أخرى؛ لكنهم لن يعزلوا تايوان عبر منعنا من السفر إلى هناك". وبعدما أشارت إلى أن بكين رفضت في الربيع الاستجابة لدعوة الولاياتالمتحدة السماح بمشاركة تايوان في الاجتماع السنوي لمنظمة الصحة العالمية، قالت: "لن يعزلوا تايوان عبر منعنا من الذهاب إلى هناك". وأضافت" "قمنا بزيارات على مستوى عال (...) ولن نسمح لهم بعزل تايوان"، مشددة على أنهم "لا يملكون قرار تحديد تحركاتنا". ووصفت الجزيرة الديمقراطية بأنها "واحدة من أكثر الدول حرية في العالم"، مؤكدة أنها "فخورة" بعملها على كشف مصادر القلق المتعلقة بالصين القارية، من الانتهاكات التجارية المفترضة إلى انتشار الأسلحة وانتهاكات حقوق الإنسان. وصلت السياسية الأمريكية، الخميس، من كوريا الجنوبية، الحليفة الرئيسية الأخرى للولايات المتحدة. وقد زارت الحدود مع كوريا الشمالية التي تمتلك سلاحا نوويا. وهذه هي المرة الأولى التي تزور بيلوسي اليابان منذ 2015. وقد التقت، صباح الجمعة، بفوميو كيشيدا، رئيس الوزراء، الذي قال إن اليابان "دعت إلى إلغاء التدريبات العسكرية فورا". وأجرت بيلوسي محادثات أيضا مع هيرويوكي هوسودا، رئيس مجلس النواب الياباني. ويفترض أن تلتقي عددا من أفراد القوات الأمريكية في اليابان. رجحت طوكيو سقوط صواريخ بالستية صينية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان، وقالت إن أربعة صواريخ حلقت فوق جزيرة تايوان. تمتد المنطقة الاقتصادية الخالصة لمسافة 200 ميل بحري عن ساحل اليابان خارج حدود مياهها الإقليمية. ودان كيشيدا إطلاق الصواريخ، ووصفه بأنه "مشكلة خطيرة تؤثر على أمننا القومي وسلامة مواطنينا". وتقع أجزاء من منطقة أوكيناوا الواقعة في أقصى جنوباليابان بالقرب من تايوان، وكذلك الجزر الصغيرة التي تشكل موضوع خلاف طويل الأمد بين طوكيووبكين. وفي ماي، أثار الرئيس جو بايدن غضب بكين أيضا خلال زيارة لليابان، عندما قال إن القوات الأمريكية ستدافع عن تايوان عسكريا إذا حاولت الصين السيطرة على الجزيرة بالقوة؛ لكن بايدن والمسؤولين المرافقين له أصروا في ذلك الوقت على أن نهجهم المتبع منذ عقود تجاه تايوان لم يتغير. فمنذ 1979، تعترف واشنطن بحكومة صينية واحدة فقط هي حكومة بكين؛ بينما تواصل تقديم الدعم للسلطات التايوانية، لا سيما عبر بيعها كميات كبيرة من الأسلحة. وقالت بيلوسي: "قلنا، منذ البداية،" إن هذه الجولة "لا تهدف إلى تغيير الوضع القائم هنا في آسيا، أو تغيير الوضع القائم في تايوان". وأوضحت أن زيارتها للجزيرة "تتعلق بقانون العلاقات مع تايوان" الذي صوت عليه الكونغرس في 1979 ويحكم العلاقات بين الولاياتالمتحدةوتايوان، وكذلك "السياسة بين الولاياتالمتحدةوالصين وبكل التشريعات والاتفاقات التي أرست طبيعة علاقتنا". وأضافت أن "الأمر يتعلق بالاحتفاء بتايوان لما هي عليه من ديمقراطية عظيمة مع اقتصاد مزدهر ومع احترام لكل سكانها"، وب"إحلال السلام في مضيق تايوان وبجعل الوضع القائم يسود". وحول العلاقات الصينيةالأمريكية، قالت بيلوسي إن الولاياتالمتحدة تريد إيجاد "أرضية مشتركة" مع الصين بشأن عدد من القضايا من حقوق الإنسان إلى تغير المناخ. وسجلت: "مرة أخرى، لا تتعلق زيارتنا بتحديد ما هي العلاقة بين الولاياتالمتحدةوالصين. إنه تحد أكبر بكثير وأطول أمدا، ويجب علينا أن ندرك أنه يتعين علينا العمل معا في مجالات معينة". وقال تيتسو كوتاني، الأستاذ في جامعة ميكاي وزميل كبير في معهد اليابان للشؤون الدولية، إن التدريبات الصينية يمكن أن تمنح الجمهور الياباني رؤية "أكثر واقعية" لقدرة طوكيو الدفاعية مقارنة ببكين التي عززت قوتها العسكرية بشكل ثابت. وصرح المتحدث ذاته لوكالة فرانس برس بأن "التدريبات العسكرية الأخيرة أظهرت أن ما يحدث في أوكرانيا يمكن أن يحدث في آسيا".