تعاقب الكثير من المدربين على العارضة التقنية للمنتخب الوطني المغربي، لكل منهم تجربة خاصة يستفاد منها في باب الدروس والعبر، ولها تفاصيل خاصة عاشها هؤلاء المدربين بمختلف قبعاتهم وفي مختلف التظاهرات الرياضية، وتضل محفورة في تاريخ الذاكرة الرياضية للجمهور المغربي. حسن مومن واحد من المدربين اللذين رافقوا أسود الأطلس في رحلة التدريب قبيل مونديال جنوب إفريقيا 2010، وكأس أمم إفريقيا بأنجولا، تجربة يقول حسن مومن في هذا الحوار الذي خص به جريدة المغرب 24 ضمن العدد الأول من سلسلة '' مدربو الأسود '' ، يقول أنها كانت محطة مليئة بالدروس والعبر التي لا بد من الاستفادة منها في أي تجربة تدريبية للمنتخب. -عشت تجربة مع المنتخب الوطني في 2010، بعد إقالة روجي لومير، كيف يمكن أن تتحدث لنا عن تلك التجربة التي كانت قبيل كأس إفريقيا أنجولا ، وكأس العالم جنوب إفريقيا ؟ لا بد من التأكيد أولا على أنها تجربة لا مجال فيها للمقارنة مع التجربة الحالية، وثانيا، نحن نتحدث دائما عن ضرورة منح الوقت الكافي للمدربين من أجل تطبيق استراتيجياتهم، في تلك التجربة كانت المدة الزمنية الفاصلة بين تعييني وبين لعب أول مقابلة هي 15 يوم بمعنى لم يكن هناك وقت كافي للاستعداد، أو لمتابعة اللاعبين . -كيف تربط تجربتك بالتجربة الحالية ؟ من الدروس المستفادة من تلك التجربة هو ضرورة توفير الوقت الكافي لأي مدرب، وربما هذا ما جعل فوزي القجع يحتفظ بوحيد حاليلوزيتش رغم الجدل الكبير الدائر حوله، لأنه يعرف أن فترة شهرين لن تكون كافية، ولا يمكن أن تستعد من فراغ، مثلما حدث لي شخصيا مع المنتخب. -ما هي الصعوبات التي واجهتها في تجربتك بالمقارنة مع التجربة الحالية ؟ ما يجعلها تجربة لا تقارن بالتجربة الحالية مرة أخرى، أنني كنت أتوفر على 13 لاعب مصاب داخل التشكيلة، وبالتالي حتى دكة الاحتياط لا أملك فيها ما يسد الرمق، لكنها من الباب الإيجابي بينت على أهمية جاهزية اللاعبين، ولهذا أركز على هذه النقطة في حديثي، نعم لدينا الآن قاعدة اختيار واسعة، لكن المعايير يجب أن تكون صارمة، ومن أهمها مدى جاهزية اللاعب لحمل القميص الوطني. -كيف تنظر إلى استعدادات المنتخب الوطني لكأس العالم قطر 2022 ؟ الحمد لله لا زالت هناك حوالي ست مقابلات يمكن أن نعتبرها مقابلات تدريبية، وهي مقابلات في إطار تصفيات كأس إفريقيا 2023، ومن خلالها يمكن أن نقيس درجة جاهزية كل لاعب، لأن جاهزية كل لاعب، هي التي تحدد جاهزية المجموعة، وبالتالي يمكننا الاستعداد للمونديال في أفضل الظروف الممكنة. -في رأيك هل يتوفر شرط الجاهزية في اللاعبين الذين تمت المناداة عليهم في الاستحقاقات الأخيرة ؟ للأسف مجموعة من اللاعبين اللذين تمت المناداة عليهم مثلا لكأس أمم إفريقيا الأخيرة، لم تتوفر فيهم الشروط الأساسية للجاهزية، وعلى رأسهم اللاعب برقوق مثلا، أمرابط كذلك، لم يكن جاهزا ولا يتوفر على شرط التنافسية، أملاح وماسينا وغيرهم، وهذا ما جعل المنتخب الوطني يمر من فترات حرجة وصعبة، بينما كنا نتوفر على بدائل أخرى. -ما رأيك في أزمة الجامعة والمدرب مع بعض اللاعبين ؟ لم الشمل هو دور من أدوار الجامعة، لن أتحدث عن اسم بعينه، لكن الرسالة التي أوجهها للمسؤولين وعلى رأسهم السيد فوزي القجع هي، عفا الله عما سلف، يجب إصلاح ما يجب إصلاحه، كي لا نخسر مواهبا تستطيع تقديم الإضافة للمنتخب الوطني، ولا بد من الإسراع في عملية لم الشمل لنركز في الاستعدادات للمونديال . -هل أنت مع تغيير المدرب في هاته الفترة ؟ أنا دائما وطيلة مشواري، مع استقرار الإدارة التقنية والمدرب، لكن في نهاية المطاف تبقى الجامعة الجهة المسؤولة عن اتخاذ مثل هذه القرارات، وهي المسؤولة عن النتائج، وبالتالي فهي أدرى بالمدرب الذي يمكنه أن يقود سفينة الأسود ، لكن الحسم يجب أن يكون في أقرب وقت، ليكون هناك متسع من الوقت للعمل على الخطط المستقبلية. -ما الذي يجب أن يقوم به اللاعبون ليضمنوا مكانهم في المنتخب ؟ هناك مجموعة من اللاعبين اللذين شارفت عقودهم على الانتهاء مع فرقهم، وعليهم أن يحرصوا في لحظة التجديد أو الانتقال لفريق جديد على شرط المشاركة وضمان التنافسية ، فبين نهاية هذا الموسم وبداية الموسم المقبل، معطيات كثيرة قد تتغير ، أوناحي مثلا، ومن خلال هذا المنحى التصاعدي لتطور الأداء الذي يقدمه، يمكن أن يحظى باهتمام فريق أكبر، ويمكنه التوقيع معه، لكن المشكل سيكون في بقائه حبيس دكة الاحتياط دائما، وبالتالي سيفقد التنافسية، ولن يكون نفس أوناحي الذي تابعناه مؤخرا . -كيف يمكن أن تتدخل الجامعة في اختيارات المدرب دون مشاكل؟ الجامعة يجب أن تضع معاييرا قبل التعاقد مع أي مدرب، تخص اختياراته مثلا، وعندما تضع الجامعة معايير خاصة لحمل القميص الوطني، ويحترمها المدربون المتعاقبون على تدريب المنتخب، ستصل الرسالة للاعبين، ويبذلون مجهودا أكبر ليكونوا ضمن اللائحة الرسمية للمنتخب. -سؤال أخير: هل المنتخب قادر على الذهاب بعيدا في مونديال قطر ؟ إن المنتخبات التي ستواجه المنتخب الوطني على قوتها، تضل منتخبات قابلة للهزيمة، يجب أن نؤمن أننا قادرون على إعادة إنجاز 86 ولما لا الذهاب لما هو أبعد، قبل أن نطرح سؤال المجموعة وأهميتها يجب أن نطرح سؤال حول لماذا نريد الذهاب الى قطر؟ هل سنذهب من أجل المشاركة فقط، أم من أجل مواجهة فرق يفترض أنها قوية، ما دامت قد بلغت محطة المونديال؟ ، لدينا كل الإمكانيات اللازمة التي من شأنها المساهمة في صناعة المجد الكروي المغربي مجددا.