قال أمس محي الدين خالف، المدرب الوطني السابق إن مباراة الجزائر والمغرب في السابع والعشرين من الشهر الجاري صعبة جدا بالنسبة للمنتخبين، خاصة بالنسبة ل"الخضر" على خلفية حاجتهم للنقاط الثلاث ولعبهم بعقر دارهم، مضيفا خلال اتصال هاتفي مع "الشروق" أن على زملاء بوقرة الحفاظ على هدوئهم وتركيزهم إذا أرادوا الفوز بهذه المباراة القوية، التي وصفها بالكلاسيكو، بالنظر للرصيد الكروي الكبير لمنتخبي الجزائر والمغرب، وتاريخ المواجهات بين المنتخبين، لكن في حدود الروح الرياضية، التي قال بشأنها خالف أنها لطالما ميزت المواجهات بين منتخبي البلدين الشقيقين. قبل أقل من شهر من مواجهة الجزائر والمغرب في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2012، كيف يرى خالف هذا اللقاء؟ المباراة ستكون صعبة جدا بالتأكيد، لكن قبل الحديث عن المباراة يجب أن نتحدث عن تحضيرات المنتخب الوطني، لأن مباراة كرة قدم شيء، وتحضير المنتخب الوطني شيء آخر، ومن هذه الناحية إذا قارنا المنتخب الوطني الحالي وبوضعيته وظروفه الآنية مع الظروف التي كان فيها خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 نجد أن هناك فرقا كبيرا ويمكننا القول أننا لا نملك منتخبا وطنيا جاهزا، لأننا غير جاهزين وغير محضرين جيدا... لدينا لاعبين لا يشاركون بانتظام مع أنديتهم، لم نلعب لقاء وديا منذ مباراة لوكسمبورغ، لدينا مدرب وطني جديد وكلها معطيات ليست في صالحنا، على عكس ما كان عليه الحال عندما واجهنا مصر بالبليدة مثلا، أين كنا محضرين جيدا وكان لدينا لاعبون يلعبون بانتظام مع أنديتهم ولم يكونوا يعانون من مشكل نقص المنافسة، إذا تحدثنا عن هذه التشكيلة يمكنني القول أننا لن نواجه مشاكل كثيرة أمام المنتخب المغرب، لكن بالنظر إلى الظروف الحالية التي يمر بها المنتخب الوطني حاليا هناك مشكل.. ماذا تقصد؟ يجب أن نحلل الوضعية بكل موضوعية وعقلانية... كما يعرف الجميع فإن المنتخب الوطني لم يجر أي تربص منذ أكثر من أربعة أشهر، وهذه مدة طويلة، المدرب لم يلتق باللاعبين ولم يعمل معهم، وهذا المعطى ليس في صالحنا تماما، خاصة أن تحضير مواجهة كالمغرب لا يتم في ظرف أسبوع واحد فقط، كما أننا لم نلعب اي مباراة تحضيرية منذ لقاء لوكسمبورغ أيضا، وهذا غير كاف تماما حتى نقف عند استعدادات اللاعبين، ضف إلى هذا فإن وضعية لاعبينا لا تبعث على التفاؤل، فهناك لاعبون لا يلعبون مع أنديتهم أو يعانون من نقص المنافسة، كما أن بعضهم عاد مؤخرا إلى الميادين بعد تعافيه من الإصابات التي تعرضوا لها، وهناك نقطة أخرى فمثلا لاعب مثل بلحاج ليس في المستوى الذي عرفناه به من قبل، لأنه يلعب في قطر حاليا... وهذه كلها معطيات تدفعني للقول بأننا غير جاهزين مئة بالمئة لمواجهة المنتخب المغربي على عكس هذا الأخير... هل هذا يعني أن المنتخب المغربي أحسن تحضيرا منا؟ بالطبع... خاصة أن طابع المباراة خاص جدا.. المنتخب المغربي أحسن تحضير منا، ولاعبوه يوجدون في ظروف أحسن من لاعبينا، حيث يلعبون في أندية أقوى وبانتظام على عكس لاعبينا، كما أنهم حضروا بطريقة جيدة لحد الآن تحت إشراف مدرب محترم يملك تجربة أوروبية وعالمية كلاعب رغم أن تجربته كمدرب على مستوى المنتخبات تبقى متواضعة حسب رأيي، ضف إلى هذا فإن المنتخب المغربي سيستفيد خلال مواجهته لمنتخبنا الوطني من لاعبين كانوا يلعبون لمنتخبات أخرى، وهذه إضافة لا يمكن الاستهانة بها، لا سيما أن اللاعبين المعنيين يتمتعون بمستوى جيد... ولا يجب أن ننسى أن المنتخب المغربي لعب لقاء وديا على عكس نظيره الجزائري، وهي المباراة التي سمحت لغيريتس بالتحضير لمواجهة السابع والعشرين مارس الجاري، واللاعبون لديهم ثقة أكبر ويحسون بالاهتمام الكبير الذي يلقونه من الاتحاد المغربي، خاصة أنهم يريدون العودة إلى الواجهة القارية والدولية... كما أريد أن أشير إلى نقطة أخرى... ما هي..؟ حتى في قضية الملعب هم أحسن منا.. لقد اضطررنا لتغيير الملعب الذي تعودنا اللعب فيه، على عكس المغاربة الذين لديهم عدة خيارات بهذا الشأن، خاصة بعد افتتاح ملاعب جديدة مؤخرا، على عكسنا نحن، أين وجدنا صعوبات كبيرة لإيجاد ملعب نلعب فيه... وحتى اختيارنا لملعب عنابة لا يعني أننا وجدنا الحل، لأنه في حال سقوط الأمطار لمدة يومين قبل المباراة فإننا سنجد صعوبات كبيرة في اللعب فوق أرضية ثقيلة.. تغيير الملعب الذي تعودنا على اللعب فيه ليس في صالحنا، شخصيا اللعب بملعب عنابة في مثل هذه الظروف أعتبره بمثابة اللعب في ملعب محايد، لكن بأفضلية الجمهور فحسب، لأن لاعبينا سيكتشفون ملعب عنابة كما سيكتشفه لاعبو المنتخب المغربي. لكن رغم كل هذه المعطيات، المنتخب الوطني مجبر على الفوز لبعث حظوظه في التأهل؟ صحيح، نحن مجبرون على الفوز، خاصة أننا نستقبل فوق أرضية ميداننا، كما أنه لا يجب أن ننسى أننا سننتقل إلى المغرب شهر جوان المقبل، وهذا ما يزيد من أهمية مباراة عنابة... ضف إلى ذلك فإن المغرب هو رائد المجموعة وسجل فوزا في المباراة الأخيرة أمام تنزانيا.. نحن بحاجة للنقاط الثلاث، لكن المهمة لن تكون سهلة، خاصة بالنظر لتحضيراتنا وجاهزية المنتخب المغربي. ماذا يلزم للمنتخب الوطني من أجل الفوز بهذه المباراة؟ مقابلة مثل هذه، والتي أعتبرها بمثابة كلاسيكو وليس داربي بالنظر لتاريخ المنتخبين، تستلزم تحضيرا كاملا من جميع الجوانب.. يجب على اللاعبين أن يكونوا محضرين بدنيا، ذهنيا وتكتيكيا، كما يجب أن تكون خيارات اللاعبين في المستوى ولا نخطئ فيها، لأن التدارك صعب جدا، كما أن الهدوء والحفاظ على برودة الأعصاب سيكون من أهم مفاتيح الفوز باللقاء... صحيح أن المنتخب المغربي أحسن تحضيرا منا، لكن في مباراة كرة قدم كل شيء ممكن.. في مقابلة واحدة يمكننا تحقيق الفوز وتجاوز النقائص بالاعتماد على جزئيات أخرى كالروح القتالية والإصرار الذي يتميز به اللاعبون الجزائريون. الكثير يتحدث عن هذه المباراة وإصرار كل منتخب على الفوز.. " يقاطع"... المباريات بين الجزائر والمغرب لطالما جرت في ظروف جيدة ورائعة، وفي روح رياضية عالية ولم يسبق حدوث أي مشكل في هذا الشأن.. أتمنى أن يجرى اللقاء في روح رياضية عالية وفي حدود قوانين كرة القدم رغم أهمية النتيجة بالنسبة للمنتخبين، لأن ما يجمع البلدين الشقيقين من تاريخ وعلاقات متينة أكبر بكثير من مباراة كرة قدم، لأنها مهما كانت تبقى مجرد لقاء كروي فقط، وتاريخ اللقاءات بين الجزائر والمغرب شاهد على ذلك، أتذكر أننا فزنا على المغرب بخمسة أهداف لهدف بالمغرب وبعد نهاية اللقاء صفق كل من كان حاضرا بالملعب، كما أن الجميع حيّانا في طريقنا إلى العودة إلى مدينة المحمدية مكان إقامتنا أنذاك.. مباريات المنتخبين جرت دائما في روح رياضية عالية وأتمنى أن تكون هذه الأخيرة هي الفائزة خلال المباراة المقبلة قبل أي نتيجة أخرى. حسب رأيك ما هي نقاط قوة وضعف المنتخب المغربي؟ المنتخب المغربي استنسخ تجربة الجزائر مع اللاعبين المحترفين، حيث يعتمد كليا على لاعبين محترفين يلعبون في أندية أوروبية قوية، لديهم خط هجوم قوي يضم أسماء من العيار الثقيل على غرار تعرابت، العربي، الشماخ، الحمداوي، حاجي، كما يضم مدافعين جيدين كذلك على غرار أحدهم الذي يلعب في إيطاليا "يقصد.. مدافع أودينيزي"، لكن حسب رأيي لديهم مشكل في منصب المدافعين الأيسر والأيمن.. لكن في المجمل، المنتخب المغربي يضم لاعبين ممتازين وحضروا جيدا للقاء الجزائر.. صحيح قد تقول لي أنهم لعبوا أمام النيجر وهذا المنتخب ليس من العيار الثقيل، لكن نحن لم نلعب أي مباراة... بالنسبة لي غيريتس كان ذكيا لما اختار اللعب مع النيجر... أفضل الفوز بثلاثية على النيجر بدل الانهزام أمام غانا وديا مثلا، لأن ذلك سيرفع من معنويات اللاعبين ويزيدهم ثقة قبل لقاء الجزائر. ألا تخشى تأثير حتمية الفوز بهذه المباراة بالنسبة لنا على تركيز زملاء بوقرة..؟ صحيح أن الضغط سيكون أكثر على لاعبينا، لأنه إذا سجلنا نتيجة سلبية فإن ذلك سيرهن حظوظنا في التأهل بنسبة مئوية كبيرة، لكن لا يجب أن نفكر بهذه الطريقة، ولا يجب إعطاء المقابلة أكثر من حقها.. بالنسبة لي الإقصاء من كأس إفريقيا 2012 لن يكون كارثة، لأن هناك كأس إفريقيا أخرى في 2013 قبل مونديال البرازيل في 2014. المباراة والتأهل مهم أكثر بالنسبة للمغاربة، لأنهم يتطلعون إلى العودة إلى الواجهة، بعد غيابهم عن الساحة الإفريقية والعالمية مؤخرا، على عكسنا نحن، أين شاركنا في كأس إفريقيا وكأس العالم الأخيرة. لكن لا يمكننا الغياب عن كأس إفريقيا بعد وصولنا إلى نصف النهائي في الدورة السابقة، وتأهلنا إلى كأس العالم؟ إسمعني جيدا... كنا موندياليين وانتهى الأمر، كل شيء انتهى في شهر جوان من العام الفارط، ولا يجب أن نعيش بهذا اللقب، الآن نحن في مرحلة جديدة ويجب أن نعمل على أن نكون موندياليين في 2014، لكن هذا لا يعني أن اللاعبين سيدخلون مباراة المغرب بدون هدف، لأن هناك سمعة وتاريخا يجب أن يدافعوا عنه، خاصة أن اللاعب الجزائري معروف بروحه القتالية العالية. المنتخب المحلي شارك في "الشان" مؤخرا، من هم لاعبوه الذين تراهم قادرين على حمل ألوان المنتخب الأول حسب رأيك؟ لا أريد تقييم اللاعبين أو التدخل في صلاحيات المدرب... لكن صراحة هذه المنافسة كانت خاصة باللاعبين الهواة فقط، وكما تعرفون كل المنتخبات الإفريقية تعتمد على اللاعبين المحترفين فقط. وبالنسبة لي هناك فرق كبير بين المنتخب المحلي والمنتخبات الإفريقية الكبيرة التي تعتمد على المحترفين، لا يجب مقارنة منتخبات تعودت على لعب تصفيات كأس إفريقيا للأمم وتصفيات كأس العالم والمشاركة في المونديال... انظروا فقط من توج ب"الشان"..؟ تونس، والمنتخب التونسي مشكل بنسبة 75 بالمئة من لاعبي المنتخب الأول تعودوا على لعب تصفيات كأسي إفريقيا والعالم، وهو نفس الشيء الذي ينطبق على أنغولا منشطة الدور النهائي... صحيح أن هناك لاعبين في المنتخب المحلي يملكون مستوى جيد ولديهم إمكانات، لكن ذلك ليس كافيا.. يلزمهم الوقت حتى يصلوا إلى المستوى العالي... لا يجب أن نخطئ.. صحيح أن بعض اللاعبين كشفوا عن إمكانات جيدة، لكن بالمقابل نفس اللاعبين كانوا في المنتخب الأول ولم يستغلوا الفرصة التي أتيحت لهم. ما هي الرسالة التي توجهها لزملاء بلحاج قبل لقاء المغرب؟ أول شيء يجب أن يدافعوا عن السمعة الكروية للمنتخب الجزائري ويحافظوا على هدوئهم وتركيزهم خلال مباراة المغرب، لأن هذا المعطى مهم جدا من أجل تسجيل نتيجة إيجابية، كما عليهم أن يكونوا متضامنين فيما بينهم ويلعبوا بروح قتالية كما عودونا في المواعيد الكبيرة، والأهم من كل هذا يجب أن يغلبوا الروح الرياضية خلال اللقاء، خاصة أن تاريخ اللقاءات بين المنتخبين كان دائما في المستوى. الشروق