النجم المغربي السابق مصطفى حجي يطلق النار في كل الاتجاهات في حوار صريح ل"هسبريس": بنسليمان رئيس استثنائي وهناك في جامعة كرة القدم من لا يطيقني والمنتخب ملك للجميع، والدوري المحلي تراجع كثيرا قطر قادرة على تنظيم مونديال استثنائي وتكريمي تكريم لكرة لقدم المغربية واللاعب المغربي اختارته لجنة ملف قطر لاحتضان كأس العالم 2022 والاتحاد القطري لكرة القدم واللجنة المنظمة لمعرض ومؤتمر الرياضة العالمي ASPIRE4SPORT ضمن نخبة من ألمع نجوم كرة القدم والرياضة العالمية بهدف تكريمهم على هامش مباراة البرازيل والأرجنتنين الودية في العاصمة القطريةالدوحة في 17 نوفمبر الماضي. حضر نجمنا الذهبي السابق مصطفى حجي إلى الدوحة بدعوة خاصة ضمن لائحة ضمت نجوم عالميين كبار من أمثال النجم الفرنسي السابق زين الدين زيدان والهولنديين رونالد دو بور ونيسكينز والأرجنتينيين أوزفالدو أرديليس وماريو كامبس ودانييل بوروتشاغا والحارس الألماني الشهير طوني شوماخر والحارس الإيطالي العملاق فرانشيسكو تولدو والنجم البرازيلي السابق في السبعينيات كارلوس ألبرتو والمدرب الصربي الشهير بورا ميليتنوفيتش والدولي الجزائري السابق رابح مادجر والمصري مجدي عبد الغني والسعودي سامي الجابر وغيرهم. لقي نجمنا السابق كل الترحاب والحفاوة وحظي بتقدير الجميع وتم تكريمه إلى جانب الكبار لأنه فعلا كبير بعطائه وبأخلاقه وبوطنيته وهويته المغربية التي برهن عليها في بداية تسعينيات القرن الماضي عندما تمت المناداة عليه لصفوف المنتخب المغربي خلال مشوار تصفيات مونديال الولاياتالمتحدة الأميركية 1994، فلبى النداء غير مكثرت برغبة منتخب الديوك الفرنسية في ضمه لصفوفه. اختار الفتى السوسي سليل أرض الكفاح لقبائل آيت باعمران المجاهدة الانتماء إلى بلد الأصل بلد الجذور والآباء والأجداد المغرب عوض بلد المنشأ فرنسا في وقت تسابق فيه غيره إلى حمل أقمصة وألوان المنتخبات الأوروبية التي يعيشون على أرضها. كان موقفا مشرفا من شاب من عرفه عن قرب علم مدى حبه للمغرب وإخلاصه للجذور. التقينا نجمنا الخلوق في الدوحة فقابلنا بابتسامته المعهودة وطلبنا منه إجراء حوار نطلع من خلاله عشاقه في المغرب، وهم كثر، عن آخر أخباره ومشاريعه المستقبلية بعد اعتزاله اللعب الدولي منذ سنتين تقريبا وعن تكريمه في الدوحة وملف قطر 2022 وعن حال المنتخب المغربي في الوقت الراهن ونبش في ذاكرة المنتخب في الماضي وحال الاتحاد المغربي لكرة القدم( الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم) بين الأمس واليوم وعن المدرب غيريتس في مقابل الكوادر التدريبية المغربية( الزاكي مثلا)، وعن ما إذا كان يفكر في دخول عالم التسيير في الجامعة والعمل مع فريق العمل أسوة بزميله السابق النيبت، واسئلة أخرى كثيرة نكتشفها في سياق الحوار التالي: هسبريس: نرحب بنجمنا الدولي السابق مصطفى حجي في هذا الحوار الخاص لقراء هسبريس من العاصمة القطريةالدوحة مصطفى حجي: أولا شكرا على إتاحة الفرصة لي للتواصل مع جمهوري في المغرب الذين احييهم من هذا المنبر وأشكرهم على كل الدعم المعنوي والتشجيع الذي اخصوني به طيلة حملي للقميص الوطني المغربي، وهو واجب وطني وشرف كبير لي أن أمثل بلدي الأصلي. كابتن مصطفى أنت الآن في الدوحة بدعوة من لجنة ملف قطر 2022 لاحتضان كأس العالم 2022 واتحاد الكرة القطري ولجنة معرض ومؤتمر الرياضة العالمي ASPIRE4SPORT بهدف تكريمك مع نخبة من النجوم العالميين، حدثنا عن هذا التكريم قليلا وعن هذه الالتفاتة القطرية لأحد ألمع النجوم العرب. دعني أتوجه بالشكر إلى المسؤولين في قطر، هذا البلد العربي الجميل الذي أعجبت به كثيرا، وخصوصا اللجنة المنظمة لمؤتمر الرياضة العالمي ولجنة ملف قطر 2022 واتحاد كرة القدم القطري على هذا التكريم ضمن نخبة من نجوم كرة القدم الكبار ويكفي أن أكرم جنبا إلى جنب مع لاعب كبير مثل زين الدين زيدان ونجوم كبار في عالم كرةالقدم. حقيقة كانت بادرة طيبة جدا من الإخوان في قطر، والذين أهنئهم على العمل الكبير الذي يقومون به في ملف ترشح قطر لاحتضان كأس العالم 2022، وأنا على يقين تام بأنهم سينجحون في مهمتهم وتحقيق الحلم العربي الكبير بالفوز باحتضان كأس العالم 2022 لأن قطر بلد إسلامي وعربي وسوف يغير احتضانه لنهائيات كأس العالم أمورا كثيرة في المنطقة العربية والشرق الأوسط ( الحوار سجل أياما فقط قبل إعلان الفيفا عن البلد المنظم حيث تحققت رؤية نجمنا حجي وفازت قطر بتنظيم كأس العالم 2022 وتحقق الحلم ونهنئ من القلب أشقاءنا في قطر على هذا الفوز التاريخي بعد محاولات عربية متكررة من دول مثل المغرب ومصر وتونس وليبيا)، وأنا هنا اليوم أمثل بلدي المغرب مرة أخرى في هذا التكريم العالمي لنجوم عالميين. تمكنت من الاطلاع على التقدم السريع الذي يعيشه هذا البلد العربي في مجالات عدة ومن بينها مجال البنى التحتية والمجال الرياضي من ملاعب ومؤسسات رياضية كبيرة مثل أكاديمية أسباير. كيف ترى حظوظ ملف قطر في الفوز بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم 2022 خصوصا في ظل تجارب عربية سابقة لم يكتب لها النجاح، وخصوصا بالنسبة لنا في المغرب؟ بكل صراحة ومن خلال ما شاهدته واطلعت عليه، فإن الإخوة القطريين لديهم حظوظ وافرة جدا للفوز بتنظيم كأس العالم 2022 بالنظر لما يتوفرون عليه من إمكانيات كبيرة وإرادة سياسية ودعم ورغبة من المسؤولين. شخصيا أرى أنه من المنصف جدا أن يمنح الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا كأس العالم لقطر كأول بلد عربي مسلم لأن من شأن ذلك أن يحل عدة أمور في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، مع الأسف نحن في المغرب مررنا بجانب الهدف في عدة مرات وكان سيكون من الرائع جدا ان نفوز بتنظيم كأس العالم في المرات السابقة التي ترشحنا فيها لأننا شعب شغوف بكرة القدم ولنا تقاليد كبيرة في كرة القدم لكن مع الأسف لم يتحق لنا ذلك وأتمنى صادقا أن يكون حظ قطر أوفر في الفوز( تحقق ذلك وفازت قطر). على ذكر ترشح قطر وحدث تكريمك مع النخبة من نجوم كرة القدم العالمية، هل طلب منك أن تكون ضمن سفراء ملف قطر 2022 مع زيدان وغوا رديولا ودو بور والجابر وغيرهم؟ لا لم يتصلوا بي وأنا رهن إشارتهم متى ما طلبوا مني ذلك أضف إلى ذلك أنني لست متوفر باستمرار نظرا لانشغالي بامور خاصة، لكن وجود لاعب مثل زيدان يعتبر فعلا دعما كبيرا للملف وليس مهما أن أكون من ضمن الفريق وإذا ما نودي علي فسأكون سعيدا بتمثيل المغرب مرة أخرى ضمن فريق ملف عربي لدولة مسلمة وهي قطر. بعد اعتزال مصطفى حجي اللعب الدولي اختفى عن الأنظار وهو شيء طبيعي بعد نهاية المشوار الكروي، رغم أنني لا أحب كلمة" نهاية مشوار"- مقاطعا: مع الأسف هذه الحقيقة- أين مصطفى حجي الآن؟ عقب اعتزالي اللعب نهائيا منذ سنة ونصف تقريبا، أنا الآن بصدد دراسة والتفكير في عدة مشاريع تدور ببالي. أفكر كثيرا ببلدي المغرب من أجل الاستثمار فيه وخصوصا فيما يتعلق بقطاع الفئات الصغرى وأنوي الاستثمار فيه من أجل النهوض بكرة القدم المغربية نظرا لأهمية التكوين السليم في مسيرة لاعبي كرة القدم وخصوصا أيضا وأن بلدنا يزخر بالمواهب الجيدة وفي كل مرة أزور فيها المغرب أرى هذه المواهب التي تمتلك ما يؤهلها للعب على أعلى المستويات كلما توفرت لها الرعاية الجيدة والتكوين السليم ومن هذا المنطلق يأتي مشروعي المستقبلي الذي أفكر فيه جيدا وأدرسه وأن تحققه على أرض الواقع أصبح مسألة وقت ليس إلا، وسوف يرى النور قريبا إن شاء الله. جميل جدا أن نرى نجما من نجوم منتخبنا الوطني يفكر في مستقبل كرة القدم المغربية من خلال مشروع مركز تكوين للفئات السنية، لكن هل ترى أن الأمر سيكون سهلا بالنظر لبعض الإجراءات الإدارية المعقدة لنيل رخصة بذلك في ظل تداخل المهام بين عدد من القطاعات في المغرب؟ أعلم ذلك جيدا، لكن لدي الرغبة والعزيمة الكافية أعتقد للقيام بذلك من أجل مساعدة المواهب. سوف أطرق كل الأبواب وأعتقد أن التوجهات الحالية في المغرب تغيرت عما كانت عليه وأن إرادة المسؤولين أصبحت أكبر بقيادة ملك شاب في شخص جلالة الملك محمد السادس. نتمنى لمشروعك التوفيق، لكن دعني أسألك عن غياب مصطفى عن مجال التحليل الفني في المحطات الفضائية التلفزيونية الوطنية والعالمية، خصوصا وأن المشاهد المغربي اكتشفك محللا بارعا خلال نهائيات كأس أفريقيا 2008 بغانا وشكلت ثنائيا جيدا مع ألان جيريس على محطة Euro Sport ثم أيضا في فترة وجيزة مع القناة الثانية دوزيم، أين مصطفى من التحليل الفني؟ انتهى عقدي مع محطة أورو سبور وحقيقة كانت تجربة مفيدة وجيدة في التحليل الفني، خصوصا وأن الموضوع يتعلق بميدان كرة القدم التي مارستها كلاعب وأعرف خباياها، ثم إن المناسبة كانت كأس أمم أفريقيا التي مثلت المغرب فيها في عدة مناسبات وحصلت على الكرة الذهبية الأفريقية، بالنسبة لعملي مع دوزيم في وقت سابق انتهى لكوني أقطن في باريس ولم يكن من السهل التنقل بين باريس والدار البيضاء في رحلة دائمة للحضور إلى استوديوهات دوزيم. ربما كانت الفرصة مواتية مستقبلا للتواصل مع الجمهور المغربي من خلال التحليل الفني حيث يمكن للاعبين الدوليين إبداء خبرتهم الفنية المكتسبة من خلال تحليل مباريات كرة القدم. هل اتصلت بك بعض القنوات الرياضية من أجل التحليل الفني، كالجزيرة الرياضية مثلا التي أصبحت من المحطات المهمة على الساحة الرياضية العالمية؟ في الواقع كنت مشغولا جدا بأموري الشخصية وبأمور عائلتي، والآن يمكنني التفكير في التحليل الفني في حال تلقيت عروضا بذلك سواء مع الجزيرة الرياضية أو مع القنوات المغربية أو في فرنسا. قد تهتم الجزيرة مثلا بالدوري الفرنسي الذي لم يسوق بالشكل المطلوب في منطقة الشرق الأوسط على الرغم من أنه ليس في مستوى الدوري الإسباني اوالإنجليزي أو الإيطالي وساعتها سوف تكون الفرصة مواتية ربما للعمل مع الجزيرة الرياضية. لكن الدوري الفرنسي فيه لاعبين كبار وفيه فرجة وليس سيئا لهذا الحد وأتمنى أن تهتم به الجزيرة الرياضية أكثر على الرغم من أنها تنقل بعض مبارياته حاليا. مصطفى حجي في صورة جماعية مع المكرمين من منظمي معرض ومؤتمر الرياضة العالمية لنتحول الآن إلى المغرب وبالضبط للحديث عن المنتخب الوطني، الذي يمر حاليا بفترة انتقالية على جميع المستويات، على مستوى الإدارة الفنية بقدوم إريك غيريتس بعض طول انتظار ومد وجزر، ثم فريق عمل جامعي جديد برئاسة السيد علي الفاسي الفهري، أولا ماذا تقول لنا عن المدرب غيريتس؟ أولا دعني أقول لك أن التعاقد مع المدرب البلجيكي إيريك غيريتس شيء مهم للغاية من وجهة نظري كلاعب دولي سابق وبحكم ما أعرفه عن الرجل مهنيا. ما كان يحتاجه المنتخب المغربي منذ مدة هو مدرب قوي وجيد واليوم هو غيريتس الذي يجب منحه الوقت الكافي كأي مدرب وكما هي القاعدة في كل بلاد العالم، وأنا كنت دائما أقول إنه يجب ترك الوقت لأي مدرب من أجل العمل وإيجاد الحلول وفهم المجموعة. فلا يعقل أن نأتي بمدرب لفترة 6 شهور مثلا ونطلب منه تحقيق المعجزات. يجب منحه الوقت لفهم العقلية وكيف تدار الأمور في المغرب. غيريتس ليس صاحب معجزات في كرة القدم ويجب ترك الوقت المناسب له ولفريق عمله من أجل تحقيق نتائج جيدة. ما الذي يجعل من غيريتس الرجل المناسب على رأس المنتخب في نظرك، أو ما الذي يميزه عن غيره خصوصا وأنه لم يدرب منتخبات في السابق حتى ولو كانت صغيرة ومغمورة؟ أعتقد أنه ذو شخصية قوية وله سلطة وحضور قوي وهو ما ينقص لأن المنتخب المغربي لا تنقصه مواهب ولا لاعبين جيدين، ولكن ينقصه قائد الأوركسترا والمجموعة ككل ومعرفتي بغيريتس تجعلني أقول إنه الرجل المناسب لهذه المهمة. ثم لا ننسى أن غيريتس رغم أنه لم يدرب منتخبات من قبل لكنه درب أندية كبيرة ويكفي أنه درب مارسيليا والعارفون بكرة القدم الفرنسية يدركون تماما ماذا يعني أن تدرب فريق مارسيليا إذ إنه ليس من السهل على أي مدرب النجاح في مهمة تدريب هذا الفريق. عناصر المنتخب المغربي هي ذاتها التي أشرف عليها مساعده كوبرلي خلال المناسبات السابقة وتبين غياب الانضباط حيث أنه في فترة من الفترات غير الحمداوي ولما جاء ليحييه دفعه اللاعب، لكن في مباراة إيرلندا الأخيرة (1-1) تبين دور حضور غيريتس، هل يمكن أن نتحدث عن بوادر انطلاقة جيدة مع المدرب الفعلي للمنتخب؟ بكل تأكيد، لأن الرجل ذو شخصية قوية ويعرف كيف يفرض احترامه على المجموعة ككل وإن كان اللاعبون هم أنفسهم، ولا أعتقد أن اللاعب الذي دفع كوبرلي، مع احترامي للرجل، سوف يفعل الأمر ذاته إذا غيره غيريتس ببساطة لأن الرجل صاحب سلطة ويعرف كيف يفرض الانضباط داخل المجموعة، ووجود شخص مثل غيريتس على دكة الاحتياط يجعل اللاعبين يفكرون مرتين قبل الإقدام على ارتكاب أي حماقة أوسلوك مماثل. هل ما يميز غيريتس في نظرك كلاعب سابق هو مدى قدرته على فرض الانضباط وشخصيته القوية، أم أن خبرته الفنية أيضا لها دورها؟ لا أنا لم أقصد أن ما يميز غيريتس فقط هو قوة شخصيته، ولكن ما أعنيه أن قوة الشخصية بالنسبة للمدرب شيء مهم جدا لكن المدرب الناجح يجمع بين قوة الشخصية والتكتيك الفني الجيد أيضا وهو سر تفوق مدربين كبار كأليكس فيرغيسون وأرسين فينغير وجوزيه مورينيو وغيرهم، إذا لا بد من توفر الشرطين معا في أي مدرب ناجح وأعتقد أن غيريتس يدخل ضمن هذا الصنف من المدربين. وأعتقد كذلك أن الأمر يتعلق بمدى إجادة المدرب للغة التواصل مع اللاعبين وشرح طريقة العمل بشكل مبسط ليفهمه الجميع. التدريب هو فن إدارة مجموعة بكاملها والإلمام بالجوانب النفسية والسيكولوجية والاجتماعية. دائما في إطار الحديث عن المنتخب المغربي، وبالنظر إلى العناصر الموجودة حاليا بمن فيهم أخوك الأصغر يوسف، ومروان الشماخ المتألق هذا الموسم عقب انتقاله إلى صفوف الغانرز( أرسنال) هل تعتقد أن الموجودين حاليا هم نواة المنتخب المغربي؟ حسب علمي هؤلاء هم أفضل ما لدينا حاليا، لا أعلم غيرهم! أو على الأقل هؤلاء هم الأكثر جاهزية في الوقت الراهن من خلال لعبهم مع انديتهم على أعلى مستوى. إذا أردت تحقيق نتائج جيدة. في الوقت الراهن ليس لدينا في المغرب 40 لاعبا جاهزين على مستوى عال، والمنتخب يجب أن تعرف تشكيلته استقرارا تاما على مستوى التشكيل الرسمي وليس مختبرا للتجريب. إذن يجب الحفاظ على المجموعة الحالية للتجانس بهدف المباريات المقبلة وإذا برز بعض اللاعبين مع أنديتهم بشكل لافت يفيد المنتخب يمكن إعطائهم الفرصة. المنتخب المغربي هو ملك للجميع وليس ملكا لفئة دون أخرى وعلى من ينال شرف الانضمام للمنتخب أن يعض على فرصته ويجب أن يكون نيل شرف حمل القميص الوطني صعبا وليس في متناول من هب ودب حتى نتفادى الدخول والخروج متى شاء هذا اللاعب أو ذاك لأن المنتخب ليس سوقا. فلكل لاعب مكانه في المنتخب لكن لمن يستحق هذا الشرف وليس لأي كان، لمن يصلح ليكون سفيرا لبلده على أحسن وجه، واللعب للمنتخب ليس كاللعب للأندية فهي فرصة يجب أن تنال بصعوبة وأن يبدل اللاعب أقصى جهده للحفاظ عليها. مصطفى حجي كان أول من بدأ ما يمكن تسميته اليوم بالهجرة المعاكسة للاعبي كرة القدم المغاربة في الخارج، بحيث بعدما كان اللاعب المغربي يصارع من أجل الاقناع واللعب للمنتخب الوطني حتى تسلط عليه الأضواء ويلج عالم الاحتراف، اليوم نستقبل لاعبين محترفين جاهزين من أبناء الجالية المغربية في الخارج، ونحن اتفقنا في بداية هذا الحوار والكل يتفق أيضا داخل المغرب وخارجه على أن المنتخب ملك للجميع، هل ينظر إليك اليوم على أنك قائد هذا التيار( يضحك) ثم كيف تفسر لنا هذه الظاهرة ؟ ألا ترى أن هذا يمكن أن يضايق اللاعب المحلي ويؤثر على المردود العام للمنتوج الكروي المحلي ونحن على أبواب الدخول لعالم الاحتراف؟ لا إطلاقا لا اعتقد أن ما سميته بالهجرة المعاكسة سيؤثر سلبا بل العكس سيخلق تنافسية كبيرة من شأنها خدمة مصلحة المنتخب الوطني العليا والدوري المحلي. إذا اللاعب المحلي يفكر بطريقة سلبية وإنزال يديه مبكرا فهو لا يصلح لا للمنتخب ولا لناديه، بل على العكس يجب أن يكون أكثر تركيزا ويؤمن بقدراته ويبذل جهدا كبيرا. عندما نودي علي لحمل قميص المنتخب الوطني في بداية التسعينيات وجئت للمنتخب كان هناك لاعبون جيدون للغاية من البطولة المحلية من الرجاء والوداد ومراكش( الكوكب المراكشي) ومكناس( النادي المكناسي) الجيش وأندية أخرى كانت تنتج لاعبين رائعين من أمثال البهجة والطاهر وكماتشو وبصير والنيبت وأبرامي والداودي والسلامي واللائحة طويلة وهؤلاء لم يتخرجوا من أندية فرنسية أو هولندية أو بلجيكية بل من داخل الأندية المغربية، واليوم عندما ننظر للدوري المحلي نجد أن المستوى تراجع كثيرا مقارنة بالسابق، واتصور أنه أتى وقت في المغرب تم فيه تهميش الدوري المحلي ولم يحظى الدوري المحلي بالعناية التي يستحقها فتراجع المستوى. وأعتقد أن الوقت حان الآن للأندية للعمل بجد مرة أخرى والاعتناء باللاعبين وتكوينهم على مستوى كل الفئات بهدف استعادة عملية تزويد المنتخب بلاعبين موهوبين من طينة اللاعبين الدوليين الذين شكلوا العصر الذهبي للكرة المغربية. بصراحة مستوى البطولة الوطنية في السنوات الأخيرة أقل من الهواة وعليه يجب العمل من أجل الاحتراف والارتقاء بمستوى اللاعبين والدوري. الحديث عن كرة القدم المغربية واللاعب المحلي والمنتخب يقودنا للحديث عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الجهاز المسؤول الأول عن كل هذه الأمور، كما تعلم تم تغيير أعضاء المكتب الجامعي وذهب الجنرال حسني بنسليمان، الذي عاصرته أنت كلاعب، وأتى مكتب جديد برئاسة رجل، حسب علمي، ليس من وسط كرة القدم اي أنه ليس بلاعب سابق، على عكس بنسليمان الذي كان حارسا في فريق الجيش، ويفسر البعض قدوم السيد علي الفاسي فيوقت أصبحت فيه كرة القدم تؤمن بعالم المال والأعمال، كيف ترى أنت هذا التغيير في هرم سلطة كرة القدم المغربية؟ صراحة، ولا أريد أن يفهم كلامي أننا مع طرف ضد طرف ولكني عرفت دائما بالصراحة، فالجنرال حسني بنسليمان رجل من وسط كرة القدم ورجل يفهم تفاصيل كرة القدم وأعتقد شخصيا أنه رئيس استثنائي للجامعة وفاهم بكرة القدم، أنا كما قلت لا أنتقد المكتب الحالي لأني لا أعرف أعضاءه، ولكني أتكلم على الجنرال بنسليمان بحكم معرفتي به فهو إنسان فريد من نوعه يعرف كيف ومتى وأين يتحدث مع اللاعبين وكان حريصا على زيارتنا دائما في أي وقت للاطلاع على دقائق الأمور وسير المعسكرات والاستعدادات قبل أي مباراة للمنتخب، وكان مهتما بتفاصيل الأمور. هذا لا يعني أني أحمل شيئا ضد المكتب الحالي ولكن لا أعرف الرئيس الحالي ولست ضده وأنا لا أتحدث إلا على من أعرف، وكلما أعرفه الآن هو أن المكتب الجامعي الجديد تعاقد مع مدرب في نظري جيد هو غيريتس وأتمنى أن يحمل هذا التغيير الجديد لكرة القدم الوطنية وللمنتخبات الوطنية. وماذا عن الجزء المتعلق بكون المكتب الجديد يضم أعضاء من عالم المال والأعمال في ظل التوجهات الجديدة في كرة القدم المبنية على البيزنيس؟ هذا كلام غير منطقي وأي كلام. الحديث عن البيزنيس في كرة القدم يمكن أن ينطبق على أندية مثل ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد وبقية الأندية العالمية، اما المنتخبات فلا حديث فيها عن البيزنيس والمال، المنتخب ليس مكان للبزنيس مكان للنتائج فقط، في المنتخب لديك خيرة اللاعبين جاءوا لتمثيل راية البلاد ليس بوسعك شرائهم ولا بيعهم كما في الأندية الكبيرة التي تنهج سبيل البيزنيس، والمنتخب يمثل بلدا واللاعبون الذين يلعبون للمنتخب لا يأتون من أجل المادة والمال، وإلا كان من باب أولى أن يبقى اللاعب المحترف رفقة ناديه الذي يدفع له مبالغ أكبر بكثير من راتب المنتخب، ولهذا فحمل القميص الوطني شرف للاعب وليس مكان للبيزنيس وكسب المال. حجي في تصريح للجزيرة الرياضية خلال حفل العشاء الخيري دائما في إطار الحديث عن المكتب الجامعي، زميلك بالأمس في المنتخب نور الدين النيبت يعد أحد أعضاء المكتب الحالي، لماذا لا نرى مصطفى حجي في المكتب يفيد بخبرته الجامعة وكرة القدم المغربية؟ أنا لا أعلم دور نور الدين في الجامعة الحالية، هل هو مستشار فني أم مدرب أم أي شيء آخر، ولكني أعتقد أنه شيء جميل أن يكون أحد اللاعبين القدامى في مركز القرار بالجامعة بحيث يمكنه التحدث مع اللاعبين وتحميسهم، وبالنسبة لنورالدين أعتقد أنه شيء جيد له أن يكون هناك لتعلم بعض الأمور التي قد تفيده مستقبلا إذا أراد أن يختار مشواره كمدرب أو مسير في يوم ما، وأعتقد أنه مع غيريتس سيكون بوسعه التعلم أفضل. بالنسبة لسؤالك لما لا حجي؟ جوابي هو أنني دائما جاهز لتقديم خبرتي، لكن المشكلة ليست في شخص حجي بل هناك أناس لا يرغبون في وجودي في مقر القرار الكروي في المغرب ولا يريدون رؤيتي في الجامعة هذا شيء أكيد. أنا إنسان صريح للغاية وموضوعي ولا أسكت على قول كلمة الحق لأني لا أريد إلا الحقيقة ولا أخشى لومة لائم ولا أحد ولي نعمتي لأنني ولله الحمد عندي خير ولا أحتاج لأحد. ولهذا عندما آتي لأعمل سآتي بكل تأكيد لتقديم عمل مفيد وليس لمجاملة فلان على حساب علان هذا ليس أسلوبي وهذا ما يزعج الناس مني لأن قول الحقيقة والمواجهة يزعج الكثيرين. مشاركتي ليس لجمع المال وليس للمجاملة ولكن مشاركتي ستكون لحمل إضافة وليس لأخذ مكان اي كان أوطعن هذا من الخلف أو عرقلة فلان أو علان، صراحتي مبدأ ولن أغيره وإذا أرادت الجامعة أن أعمل معها فلتقبلني كما أنا أو تتركني بعيدا. ضمن حديثنا عن المنتخب المغربي، تعلم أن لدينا مباراة ديربي مغاربي مع الجزائر في مارس المقبل، ونعلم حدة هذا النوع من المباريات التي تجمع منتخبين لهما نفس الأسلوب ونفس طريقة اللعب، كيف يرى مصطفى هذه المواجهة الكروية المغاربية؟ بالفعل هو ديربي كروي مغاربي لا يحدث باستمرار، لكنه ياتي هذه السنة في وقت يشهد فيه مستوى المنتخب الجزائري تراجعا كبيرا في الأداء والنتائج، وكذلك حالة من عدم الاستقرار، على عكس المنتخب الوطني الذي بدا يستعيد كثيرا من مؤهلاته خصوصا وأنه يمكنني أن أؤكد من وجهة نظري الخاصة أن عناصر المنتخب الوطني أفضل بكثيرمن عناصر المنتخب الجزائري وهذا واقع يعرفه حتى الجزائريون، أضف إلى ذلك أن عدد من لاعبي الجزائر يعانون من الإصابات وغياب الرسمية في معظم الأندية التي يلعبون بها ولديهم نوع من غياب التنافسية وهذه عوامل مجتمعة تصب في مصلحة المنتخب الوطني، شريطة أن يعمل المنتخب بجد ويحضر للمباراة على الوجه الصحيح، وأعتقد أننا سنحقق آنذاك نتيجة إيجابية بالجزائر. كيف تفسر الانتفاضة التي حققها المنتخب الجزائري في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010، خصوصا أمام المنتخب المصري، الذي لديك معه ذكريات خالدة من خلال أهداف رائعة يذكرها الجمهور المغربي والمصري إلى اليوم، ما سر تفوق الجزائر في تلك التصفيات؟ (يضحك) نعم أتذكر أهدافي وقصتي مع منتخب مصر خلال مواجهتنا معه وهي أهداف جميلة جعلت المصريين يكرهونني( مازحا). بالنسبة للجزائر أعتقد أنه كان أمامهم خصم قوي هو مصر وأن اللاعبين الجزائريين كانت لديهم رغبة أكيدة في تحقيق إنجاز ولم يكن من بد ومفتاح لذلك من تحقيق الفوز على مصر وهو ما تحقق في الجزائر تم اتضحت معالم الطريق إلى المونديال من خلال تعثر مصر أمام زامبيا في مصر بتعادل ليثق اللاعبون الجزائريون في إمكانياتهم ومن تم جاء الإنجاز. بدأت مشوارك مع المنتخب المغربي مع المرحوم عبد الله بليندة، أي أن من منحك الفرصة هو الإطار الوطني، وهناك من ينادي الآن بعودة بادو الزاكي لقيادة المنتخب خصوصا في ظل النتائج التي حققها مع تقريبا نفس المجموعة الموجودة حاليا، ماذا رأيك في الزاكي مدربا؟ أولا دعني أترحم على السي عبدالله بليندة الله يرحمه. أما بخصوص الحديث عن الزاكي، فليس لدي الشيء الكثير لأقوله عن هذا الرجل، لا أريد الحديث عنه، لأنه بالنسبة لي ليس الرجل المناسب للمنتخب المغربي. صحيح أنه قاد المنتخب لنهائي كأس أمم أفريقيا في تونس وكاد يتأهل للمونديال سنة 2006، لكنه ليس وحده من حقق هذا الإنجاز بل اللاعبون هم من ساعده ولكنه نسب كل شيء إليه بعد ذلك وكان أنانيا، في حين لم يكن لوحده بل كان وراءه رجال من اللاعبين الذين وقفوا إلى جانبه لتحقيق تلك النتائج. كان عليه أن يظل مدربا يحترم الآخرين فيحترمونه وليس أن يتعالى على لاعبيه ويقلل احترامهم. هل لك أن توضح؟ ماذا تقصد بكلامك، وكأنك تريد قول شيء ما تعلمه عن الزاكي؟ م.ح: في البداية قلت لك أنني لا أريد أن أتكلم عن الزاكي، لأنني للأسف خاب ظني فيه بعدما كان بالنسبة لي مثلا أعلى عندما كان حارسا عملاقا وكنت من المعجبين به سنة 1986، لكن عندما أصبح مدربا وعلمت بطريقته وأسلوبه مع اللاعبين أدركت أنه ليس ذلك المثل الذي كنت أسعى إليه، فقد كان أنانيا ويسب اللاعبين بطريقة لا تليق وبكلمات نابية تسيء لذويهم وعائلاتهم وهذا ليس أسلوبا حضاريا بل يذل على عقلية الرجل، كنت سأفضل مدربا من شاكلة نجوم كالتيمومي أو بودربالة أو ظلمي، أي مدرب خلوق ويختار اسلوب كلامه بدقة و" حنين" كما نقول وليس من يقلل من احترام اللاعبين. كلمة أخيرة أحيي الجمهور المغربي وأطلب منه الصبر على المنتخب لأن لدينا فريق جيد ويجب أن نصبر عليه بعض الشيء وأدعو الجمهور إلى عدم التعرض للاعبين بالسب والكلام الجارح لأن من يمثل المنتخب يحس بنفس درجة الوطنية وحب راية البلاد ولذلك لا أعتقد أن أي لاعب يقصد التقصير في حال النتائج غير الجيدة. وأتمنى التوفيق لكرة القدم المغربية في السنة الجديدة 2011.