في عز شهر غشت ، و رغم الارتفاع في درجات الحرارة ، تحذوهم رغبة جامحة في مواصلة المعركة المستميتة ضد فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، عناصر الأمن الوطني بمدينة الفنيدق، على غرار أقرانهم على الصعيد الوطني، لا تفتر همتهم عندما يتعلق الأمر بهذا العدو الخفي. وفي سعيهم نحو تحقيق هذا الهدف، لا يدخر أبطال الواجب بهذه المدينة الصغيرة التي تقع بشمال المملكة، بتفان وإخلاص، جهدهم بالليل كما في النهار، لترجمة ولائهم وإخلاصهم على أرض الواقع، وحبهم اللامشروط للوطن، إذ لم يخلفوا موعدهم مع تلبية نداء الوطن قصد التعبئة والتضامن والتعاون والفعل المشترك لمحاصرة الفيروس. تشير عقارب الساعة إلى الحادية عشر صباحا بمدينة الفنيدق ، جولة صباحية ل"المغرب 24″ عبر المحاور الكبرى والفضاءات العمومية للمدينة، تكفي لمعاينة الحضور المتميز لعناصر الأمن الوطني مدعومة على مستوى بعض نقط المراقبة بالقوات المساعدة، ومسلحة بكافة الوسائل اللوجستيكية اللازمة للاضطلاع بالمهام المنوطة بها على أكمل وجه، في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر منها المملكة. أقنعة واقية على الوجوه، واحترام تام للتباعد الاجتماعي وتعقيم للتجهيزات، تجعل أفراد الشرطة تقارع خطر الإصابة بعدوى (كوفيد-19) في كل لحظة، لكنها تقدم في ذات الوقت، مثالا حيا في مجال احترام التدابير الوقائية، قبل السهر على تنزيلها بصرامة وجدية بعيدا عن التراخي والارتجال. وفي مدخل المدينة قرب مدينة سبتةالمحتلة، ينتصب حاجز ثابت للشرطة ، كل في موقعه المحدد، لمراقبة كاملة وشاملة لهوية مستعملي الطريق، وكذا التراخيص الاستثنائية للتنقل وفي بعض الأحيان المركبات إذا دعت الضرورة ذلك. وعلى مستوى مختلف نقاط المراقبة والحواجز الثابتة والقضائية الموضوعة في عدد من الأماكن بمدينة الفنيدق، يسهر أفراد الشرطة، المسلحون بالجدية والصرامة، على الاحترام الدقيق للقانون، ذلك أنهم يجدون أنفسهم في أغلب الأحيان، مدعوين إلى تدبير وضعيات معقدة تقتضي منهم اليقظة والتبصر والاستباقية والنجاعة. وإلى جانب نقاط المراقبة والحواجز الثابتة، تشارك عناصر الشرطة بالفنيدق، بشكل يومي، في دوريات متنقلة مختلطة (قوات مساعدة ورجال سلطة...)، بتنسيق مع السلطات الإقليمية لفرض احترام الحجر الصحي. وإضافة إلى فرض احترام التشريعات المعمول بها، يضطلع أفراد الشرطة، في تجسيد لأدوار "المواطن المثالي"، بمهمة تحسيس الساكنة إزاء المخاطر الناجمة عن الإخلال بقواعد الحجر الصحي، وحث المواطنين على تفادي السلوكيات اللامسؤولة أو المتهورة. وفي هذا السياق، لا مجال لتساهل أصحاب البدلات الزرقاء مع المخالفين، إذ يتعلق الأمر بالمحافظة على النظام العام، وحماية صحة ورفاهية المواطنين في مهمة "إنسانية" بامتياز ل"حماة" قواعد العيش داخل المجتمع.