تحذوهم رغبة جامحة في مواصلة المعركة المستميتة ضد فيروس “كورونا”، عناصر الأمن الوطني بابن جرير بإقليم الرحامنة، على غرار أقرانهم على الصعيد الوطني، لا تفتر همتهم عندما يتعلق الأمر بهذا العدو الخفي. وفي سعيهم نحو تحقيق هذا الهدف، لا يدخر أبطال الواجب، بتفان وإخلاص، جهدهم بالليل كما في النهار، لترجمة ولائهم وإخلاصهم على أرض الواقع، وحبهم اللامشروط للوطن، إذ لم يخلفوا موعدهم مع تلبية نداء الوطن قصد التعبئة والتضامن والتعاون والفعل المشترك لمحاصرة الفيروس. وبات واضحا للعيان التفاني والجدية والحس العالي للمسؤولية أثناء العمل لدى المرفق الشرطي الذي يخلد هذه السنة الذكرى ال64 لإحداث المديرية العامة للأمن الوطني، باعتبارها مؤسسة مواطنة بامتياز، في ظل ظرفية تتطلب من عناصرها مزيدا من التعبئة والتضحيات. ومنذ اندلاع الأزمة الوبائية، ظهرت العناصر الأمنية، برجالها ونسائها ومختلف رتبها وأسلاكها، في طليعة المواجهة، بشجاعة وحس عال من المسؤولية، أمام هذا “الزائر غير المرغوب فيه”، مع السهر بعناية فائقة على احترام حزمة من التدابير والتوجيهات المندرجة في إطار حالة الطوارئ الصحية. هي معركة بنفس طويل يخوضها هؤلاء الأمنيون، على مدى اليوم وفي ساعات متأخرة من الليل، في تجسيد لأبهى مشاهد الوطنية الفعالة، معينها قناعة راسخة لدى هذه الفئة المهنية الفخورة بالانتماء لمؤسسة مواطنة أحدثت، خلال السنوات الأخيرة، تغييرات عميقة في منظور عملها ومقاربتها، معتمدة في ذلك على الشفافية والقرب من المواطن والانفتاح على المجتمع كأولوية من الأولويات. تشير عقارب الساعة إلى الحادية عشر صباحا بمدينة ابن جرير، جولة صباحية عبر المحاور الكبرى والفضاءات العمومية للمدينة، تكفي لمعاينة الحضور المتميز لعناصر الأمن الوطني مدعومة على مستوى بعض نقط المراقبة بالقوات المساعدة، ومسلحة بكافة الوسائل اللوجستيكية اللازمة للاضطلاع بالمهام المنوطة بها على أكمل وجه، في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر منها المملكة. أقنعة واقية على الوجوه، واحترام تام للتباعد الاجتماعي وتعقيم للتجهيزات، تجعل أفراد الشرطة تقارع خطر الإصابة بعدوى (كوفيد-19) في كل لحظة، لكنها تقدم في ذات الوقت، مثالا حيا في مجال احترام التدابير الوقائية، قبل السهر على تنزيلها بصرامة وجدية بعيدا عن التراخي والارتجال. وفي ملتقيات طرق المدينة وتحديدا عند ملتقى شارع الحسن الثاني ومولاي رشيد المؤدي لمسلك المجمع الشريف للفوسفاط، ينتصب حاجز ثابت للشرطة، مع حضور للعناصر الأمنية والقوات المساعدة، كل في موقعه المحدد، لمراقبة كاملة وشاملة لهوية مستعملي الطريق، وكذا التراخيص الاستثنائية للتنقل وفي بعض الأحيان المركبات إذا دعت الضرورة ذلك. وعلى مستوى مختلف نقاط المراقبة والحواجز الثابتة والقضائية الموضوعة في عدد من الأماكن بابن جرير، يسهر أفراد الشرطة، المسلحون بالجدية والصرامة، على الاحترام الدقيق للقانون، ذلك أنهم يجدون أنفسهم في أغلب الأحيان، مدعوين إلى تدبير وضعيات معقدة تقتضي منهم اليقظة والتبصر والاستباقية والنجاعة. وإلى جانب نقاط المراقبة والحواجز الثابتة، تشارك عناصر الشرطة بابن جرير، بشكل يومي، في دوريات متنقلة مختلطة (قوات مساعدة ورجال سلطة…)، بتنسيق مع السلطات الإقليمية لفرض احترام الحجر الصحي. وإضافة إلى فرض احترام التشريعات المعمول بها، يضطلع أفراد الشرطة، في تجسيد لأدوار “المواطن المثالي”، بمهمة تحسيس الساكنة إزاء المخاطر الناجمة عن الإخلال بقواعد الحجر الصحي، وحث المواطنين على تفادي السلوكيات اللامسؤولة أو المتهورة. وفي هذا السياق، لا مجال لتساهل أصحاب البدلات الزرقاء مع المخالفين، إذ يتعلق الأمر بالمحافظة على النظام العام، وحماية صحة ورفاهية المواطنين في مهمة “إنسانية” بامتياز ل”حماة” قواعد العيش داخل المجتمع. وبالمناسبة، أكد عميد شرطة نائب رئيس المنطقة الإقليمية ابن جرير، عبد العزيز المهتدي، أنه في إطار حالة الطوارئ الصحية المعتمدة على الصعيد الوطني، اتخذت المديرية العامة للأمن الوطني، عبر الاستراتيجية التي تقودها، جملة من التدابير الوقائية والاستباقية والزجرية، بهدف المساهمة بشكل ناجع في محاصرة الوباء. وأضاف المهتدي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المنطقة الإقليمية للأمن بابن جرير، على غرار المصالح الخارجية الأخرى للمديرية العامة للأمن الوطني على مستوى جهة مراكشآسفي، ومنذ اندلاع الأزمة الوبائية، اعتمدت حزمة من التدابير العملية، من ضمنها إحداث حواجز إدارية وقضائية على صعيد مداخل ومخارج المدينة، قصد وضع حد للتنقلات غير القانونية وغير المرخص لها. وأوضح أن العمل المنجز على صعيد نقط المراقبة يتم تحت الإشراف الفعلي والدقيق للضباط الأعلى رتبة التابعين للمنطقة الأمنية، مع إيلاء أهمية خاصة للتطبيق “الصارم” للتشريعات الجاري بها العمل، خاصة ما يتعلق باحترام التدابير المرتبطة بالحجر الصحي. وموازاة مع ذلك، تسهر دوريات متنقلة وثابتة للمراقبة على ضبط تنقلات المواطنين بين الأحياء، مسجلا أن هذه المراقبة تتم وفق الصرامة اللازمة، قصد التأكد من قانونية تراخيص التنقل الاستثنائية التي تمنحها السلطات الإقليمية. وذكر المسؤول الأمني أن المديرية العامة للأمن الوطني أطلقت بوابة إلكترونية تمكن المواطنات والمواطنين من التبليغ عن المخالفات المرتبطة بعدم احترام قواعد حالة الطوارئ الصحية، مبرزا في هذا السياق، التنسيق “المثالي” والتكامل بين السلطات الإقليمية ومختلف المتدخلين المنخرطين في المعركة اليومية ضد الفيروس. وتابع أن حملات أمنية مختلطة تجوب بشكل مستمر، مختلف محاور وأزقة المدينة، مع إيلاء الأهمية للأحياء الشعبية وفق مقاربة واضحة ومدروسة، منوها بالالتزام والانضباط الذي أبان عنه المواطنون في مجال احترام الحجر الصحي. وفي هذا الصدد، دعا المهتدي المواطنين إلى التقيد بقواعد وتوجيهات حالة الطوارئ الصحية، قصد رفع جميع التحديات وتمكين المملكة من الخروج من هذه الأزمة الوبائية في المستقبل القريب وبأقل الخسائر. سمير لطفي (وم ع)