خصصت وسائل الإعلام الإسبانية حيزا كبيرا للحديث عن القرار الذي اتخذته المحكمة العليا الإسبانية يوم الاثنين الماضي والذي حظرت من خلاله استخدام الأعلام أو الرموز أو الشعارات غير الرسمية في الأماكن العامة مؤكدة أن هذا القرار يشمل ويمتد إلى ( البوليساريو ) . وكتبت وسائل الإعلام الإسبانية ومنها الصحف الكنارية ( لا بروفانسيا ) و( إيل ديا ) في تعليقاتها على قرار المحكمة العليا أنه ” لا شعارات أو رموز الصحراويين ولا شعارات ورموز الجمعيات التي تدافع عن المثليين في الأماكن العامة والفضاءات والمؤسسات العمومية. من جانبها أكدت صحيفة ( لافانغوارديا ) أنه ” أصبح من الآن فصاعدا استخدام الأعلام غير الرسمية للاحتفاء أو للتضامن مع الجمعيات التي تدافع عن المثليين أو جماعات الغجر أو الصحراويين محظورا من طرف القضاء الإسباني ” . وفي نفس السياق قالت المنصة الإخبارية ( إل إسبيرال 21 ) إنه ” لم يعد من المسموح به منذ الآن عرض علم جزر الكناري ولا علم جبهة البوليساريو في المباني العامة ” الإسبانية مضيفة أن قرار المحكمة العليا الذي يشمل كل التراب الإسباني ” سيكون له ما قبله وما بعده في ترسيخ مبدأ حياد المباني والأماكن العامة ” . وهو نفس الاستنتاج الذي ذهبت إليه البوابة الإخبارية ( تريبونا ليبري ) حين شددت على أن قرار المحكمة العليات الإسبانية ” لم يترك أي شك حين أكد أن استخدام الأعلام أو الرموز غير الرسمية ذات الطابع السياسي في الإدارات العامة الإسبانية لا يتوافق مع الإطار الدستوري والقانوني الحالي ” أو مع ” واجب الموضوعية والحياد المفروض في هذه الإدارات ” . وأشارت وسائل الإعلام الإسبانية إلى أنه لا يجب أن يكون علم ( البوليساريو ) إلى جانب علم إسبانيا والأعلام الأخرى القانونية والرسمية ” . من جهتها خصصت المجلة الإسبانية المتخصصة في القضايا المغاربية ( أتالايار ) مقالا لقرار المحكمة العليا الإسبانية مذكرة أنه في اليوم التالي لهذا القرار نشرت البوليساريو إعلانا تطلب فيه من إسبانيا الاعتراف ب ” مسؤوليتها التاريخية والسياسية والقانونية والأخلاقية ” في النزاع حول الصحراء . من جانبها قالت المجلة الاسبانية ( أتالايار انتري دوس أوريلاس” إن الخطوات التي اتخذتها الحكومة الاسبانية على مدى العامين الماضيين تؤكد أن السلطة التنفيذية الإسبانية بقيادة بيدرو سانشيز ” تمضي قدما وبشكل تدريجي لعزل البوليساريو ” . وأضافت مجلة ( أتالايار ) المتخصصة في القضايا المغاربية أنه منذ عام 2018 شرعت الحكومة الإسبانية ” في توضيح موقفها وخطها السياسي بشكل متزايد ” بشأن قضية الصحراء مشيرة إلى أن العديد من الحقائق تؤكد هذا الموقف . وأوضحت المجلة أن بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية دافع في خطابه أمام الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة في شتنبر الماضي عن حياد إسبانيا ” دون أن يشير في أي وقت من الأوقات لا إلى البوليساريو ولا إلى الاستفتاء حول تقرير المصير ” . وذكرت ( أتالايار ) أن بيدرو سانشيز أكد في نيويورك أن ” الحكومة الإسبانية تدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين ” لقضية الصحراء. وتابعت المجلة ” وفي الآونة الأخيرة وتحديدا يوم 25 ماي وبمناسبة الاحتفال بيوم إفريقيا نشرت وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوربي والتعاون أرانشا غونزاليس لايا على موقع ( تويتر ) خارطة إفريقيا تتضمن جميع أعلام الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي باستثناء علم الجمهورية الوهمية ” . وقالت ” ويضاف إلى كل هذا الحكم الذي أصدرته المحكمة العليا الإسبانية الاثنين الماضي والذي يحظر استخدام الأعلام والرموز والشعارات غير الرسمية بما في ذلك علم البوليساريو في المباني والأماكن العامة الإسبانية ” .