اعتبرت صحيفة "إلباييس" الإسبانية، أن أكبر متضرر من قرار المغرب إغلاق معبر سبتة، هو مدينة "كاستيخو" (الفنيدق)، وليس سبتةالمحتلة، مضيفة أن المدينة "تنهار ببطء وفي صمت". وكان آلاف المغاربة – رجالا ونساء – يعبرون ذلك المركز الحدودي يوميا لنقل البضائع لحساب تجار يبيعونها في مدينة الفنيدق المجاورة ومنها إلى أسواق في مختلف المدن المغربية، مستفيدين من الإعفاء من الرسوم الجمركية، خلافا لناقلي البضائع في سيارات أو شاحنات. واشتهرت حمالات البضائع إعلاميا باسم « femmes mulets » نظرا للطرود السلع الضخمة التي يحملنها فوق ظهورهن في مشاهد مهينة، قبل أن يشرعن في استعمال عربات صغيرة مجرورة باليد، بمبادرة من تجار سبتة في 2018، بعد سلسلة من الحوادث المميتة بسبب التدافع. ورغم تلك الحوادث المأساوية كان « التهريب المعيشي » يخلق رواجا تجاريا في مدينة الفنيدق ومدن أخرى مجاورة، ويدر على الحمالات نحو 200 درهم يوميا في المعدل. وكانت تصل إلى الفنيدق عن طريق النساء الحمالات، السلع المهربة ، ومنها إلى أسواق شعبية في مدن مختلفة بما فيها الرباط والدار البيضاء . لكن معبر « تاراخال 2 » الحدودي الذي شكل لسنوات شريان هذه التجارة صار اليوم خاليا من الحركة محاطا بسياج حديدي تحت أعين رجال الشرطة و الجمارك. أما مدينة الفنيدق، الشهيرة بأسواقها وشواطئها التي يملأها المصطافون صيفا، فأصبحت تعاني كسادا تجاريا يثير قلق سكانها. أوصى تقرير برلماني مطلع يناير بإنشاء منطقة صناعية في الجهة المغربية لتحفيز ممتهني التهريب على العمل في الصناعة. وعلى الجانب الآخر من الحدود انتقدت كونفدرالية مقاولي سبتة منتصف ديسمبر ما وصفته « أزمة خانقة للتجارة » في المدينة. وتبدو مظاهر الكساد في المنطقة التجارية التي كانت تستورد منها سلع « التهريب المعيشي » داخل سبتة غير بعيد عن المعبر الحدودي، والتي أضحت اليوم فارغة والكثير من محلاتها مغلقة « فالتجارة متوقفة ».