غادر الوالي محمد اليعقوبي مدينة طنجة، بعدما بصم على إنجازات غير مسبوقة في الجهة، ونجح في تنزيل مشاريع برنامج طنجة الكبرى الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل تنمية مندمجة ومتوازنة وشاملة لمدينة البوغاز. وسهر اليعقوبي على وضع برنامج طنجة الكبرى على أرض الواقع، ليكون نموذجا حضريا غير مسبوق في المغرب وبالضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. بحيث مكن عروس الشمال من الارتقاء إلى مصاف الحواضر العالمية الكبرى. ويُحسب للوالي اليعقوبي أنه كان خصما عنيدا لمافيا العقار الذي زحفوا على المناطق الخضراء، كما قام بالضرب بالحديد على المخالفين للتعمير بالمدينة، وكان رجل الميدان بامتياز حيث يقوم بمعاينة كل الأوراش المتعلقة بالبنية التحتية للمدينة، كما يمتاز بحسن الإصغاء لمشاكل وشكايات السكان والتجاوب معها في ظرف وجيز بالإضافة إلى كرهه الشديد للعشوائية. اليوم في عهد الوالي الجديد محمد مهيدية، غزت مظاهر الترييف المدينة، وصارت الحيوانات الأليفة والضالة جزءا من الإكسسوار الذي يزين جل الأحياء التي غرقت في الأزبال بشكل يبعث القلق على حاضر مدينة أطلق عليها “عروس الشمال”، ويطرح أكثر من تساؤل حول ما يجري بها. اليوم في عهد الوالي الجديد محمد مهيدية ، دخلت عاصمة البوغاز في فترة بيات وسبات عميق، حيث توقفت المشاريع الكبرى والصغرى وتناسلت المشاكل وتراكمت وسرى اليأس إلى قلوب الطنجاويين وتساءلوا هل توقف الزمان مع رحيل اليعقوبي؟ اليوم في عهد الوالي الجديد محمد مهيدية ، تفشت مظاهر احتلال الملك العمومي بطنجة الكبرى ، حتى صارت القاعدة السائدة في أغلب الشوارع والفضاءات المفتوحة في وجه المواطنين أن يجبر السكان على التطبيع مع التسيب الحاصل في استغلال الملك العمومي دون موجب قانوني، فيما يبدو أن السلطات المحلية اختارت بدورها التخلي عن واجبها وممارسة حياد سلبي تجاه هذه الظاهرة. اليوم في عهد الوالي الجديد محمد مهيدية ، تنامت ظاهرة الباعة المتجولين بشكل كبير مع تزايد إقبال العديد من الشباب خصوصا القادمين منهم من مدن مختلفة بحثا عن فرص أفضل لكسب قوتهم اليومي خصوصا في فترة الصيف، التي تشهد ذروة في السلع المعروضة للبيع، وبجانبهم يزحف أصحاب العربات المجرورة من باعة المأكولات بشتى أنواعها لاحتلال أكبر قدر من المساحات وسط المدينة وعلى أطرافها، غير أن اللافت للانتباه أن الساحات والفضاءات التي استحدثت أخيرا في إطار برنامج طنجة الكبرى لم تسلم بدورها من عملية الاستغلال "الفاحش"، ما أفقد الكثير منها جماليتها والمغزى من إنشائها كمتنفسات للتنزه والهروب من حرارة الصيف ليلا. اليوم في عهد الوالي الجديد محمد مهيدية أصبحت ظاهرة البناء العشوائي تؤثث المشهد المحلي، وأصبحت تنسج البيوت و التجزئات السرية بشكل غير منظم في زمان يقال أنه يحارب فيه البناء العشوائي، والغير القانوني، " ويسمح فيه لأباطرة البناء العشوائي بالعبث في المجال العمراني"، وذلك عن طريق الانتقائية والمحسوبية والزبونية. فهل يعلم السيد الوالي “مهيدية” أن ظاهرة البناء العشوائ مباشرة بعد رحيل الوالي محمد اليعقوبي ، ضربت أطنابها في كل فج عميق من أرجاء المدينة ، بواسطة الاعتماد على منطق المحاباة والانتقائية، ونهج سياسية " أرا لحلاوة و ماشفتيني ماشفتك". هل يعلم السيد الوالي أن أحد أباطرة الانتخابات من الحزب إياه بمنطقة كزناية ، استحوذ على مجموعة من الأراضي بالمنطقة ، سواء التي أقيمت عليها بيوت عشوائية أو التي تحولت إلى ملك خاص، في ظروف مشبوهة وبطرق غير قانونية ، وأنه أصبح يتحدى أعلى سلطة والجهات المختصّة بالمدينة ، وأن جميع الشكايات ضده ، تظل حبراً على ورق، ودون تنفيذ، وأن جميع المسؤولين في المدينة على علم بذلك وكافة المتتبعين ، كما أنه حاليا متورط في عملية تزوير بقعة أرضية مساحتها أكثر من 7000 متر وتم استدعائه للمحكمة. على السيد الوالي أن يترك أبراجه العاجية التي ألفها ، وأن يصغي إلى السلطة الرابعة وهي سلطة الشعب التي لم تعد مجرد جهة ترفيه بل جهة توجيه ، ونقد ، وتصحيح ، ورب سلطة رابعة أجدى وأنفع من غيرها من السلط التي بات وجودها “زايد ناقص”.