احتضنت قاعة الندوات و المحاضرات التابعة لجمعية النبراس للثقافة و التنمية ندوة في موضوع انحراف الشباب ومسؤولية الأسرة، شارك في هذه الندوة كل من الدكتور عبد المجيد بن مسعود و الدكتور عبد المجيد كمي، وقد كان عرض كمي يتمحور حول التأثيرات المباشرة و اللامباشرة في دور الأسرة في إطار انحراف الشباب. ذلك أن الدكتور النفساني استعرض في البداية عن معنى الانحراف وهو الخروج عن المألوف، ثم أعطى نماذج و أنواع من الانحراف على اعتبار أنه هناك الانحراف السلوكي و الانحراف الفكري وقد ربط هذه الظاهرة بمسؤولية الآباء و الأمهات على اعتبار أن بعض الفترات - مضيف الدكتور كمي – العمرية للأطفال خصوصا ما بين ستة سنوات إلى 12 سنة، هذه الفئة الآخرة بإمكانها إدراك الأشياء و ربطها مع الواقع الخارجي، كما بين نفس الباحث أن فترة ما بين 12 سنة إلى غاية 18 سنة وهي الفترة الصعبة للطفل أو الشاب على أساس أن فترة المراهقة للشباب الراهن محفوف بالمخاطر باعتبار يتلقى تأثيرات خارجية وقد يصبح مدمن بالتدخين و المخدرات، خصوصا إذا كان هذا الطفل ينتمي لأسرة منحرفة خصوصا الأب، ثم ركز الدكتور كمي عن الإهمال أي إهمال الأبناء من طرف الآباء ثم انعدام التواصل مع الطفل، وفي المقابل قد يتلقى الطفل بصلة حسن التربية وهو ما سماها الدكتور كمي الصرامة المنفرطة الخارجة عن حدود التربية و التكوين الاجتماعي. أما مداخلة الدكتور عبد المجيد بن مسعود فكانت محدودة في مدى التفكك الأسري وعلاقة هذه الظاهرة بتربية الأبناء ذلك أن الشباب هي فئة تشكل عصب المجتمع، وقد راهن بن مسعود في مداخلة عن خطورة هذه الفئة، وذلك باعتبار أن فئة الشباب تمثل الخلف هذا الخلف الذي يمثل في حد ذاته الاستمرارية كما راهن الدكتور على أن الانحراف له أبعاد عاطفية وأبعاد سلوكية و أخرى فكرية وفي هذا الإطار يمكن القول كما أكد المحاضر في مداخلة أن الانحراف قد يكون عاطفيا وهو ما يلاحظ حاليا في الإعداديات و الثانويات وهذا الشكل من الانحراف قد يؤثر على عطاء الطفل أو الشباب في التحصيل الدراسي، هذا فضلا عن الانحراف السلوكي و الفكري الذي له عواقب كثيرة على مستوى النفسي و الواقعي وهذا راجع إلى عدم وجود السلطة الأبوية، خصوصا كما أشار الدكتور و المحلل النفسائي إذا كان الأب و الأم أي الأسرة عموما تخوض مخاض التشرذم و التمزق الاجتماعي، ذلك أنه في هذا الوسط لا يمكن للشباب إلا أن يكون منحرفا وهي نتيجة حتمية، إن الأسرة هي المدرسة الأولى التي ينبني عليها المجتمع.