خص السيد عمر عبو رئيس المجلس البلدي لمدينة فكيك جريدتي وجدة نيوز والجسور بمقابلة صحفية، اغتنمنا من خلالها المناسبة لنسأله عن طبيعة المشاريع المؤهلة للمدينة والإقليم، وعن نوعية الإكراهات التي تواجه عمل المجلس، وعن واقع ومصير مطار بوعرفة الذي لا يزال لم يفتح في وجه الساكنة، وخاصة أبناء المدينةوالإقليم من المهاجرين بالديار الأوروبية... فجاءت الإضاءات التالية: مشاريع بقيمة ملياري سنتيم عن أهم المشاريع التي يتفاعل في إطارها المجلس البلدي لمدينة فكيك، يقول الرئيس:" هي مشاريع مرتبطة بالزيارة الملكية مؤخرا للإقليم، وضمنها يحضر مشروع احتواء الأحياء الناقصة التجهيز، وقد تم إعطاء انطلاقته، ودخل حيز التنفيذ مباشرة بعد الانتهاء من الدراسة، ويشمل بالدرجة الأولى تزفيت الطرق، وشبكة الوادي الحار، والأرصفة وحواشيها ارتباطا بمجموعة من الأحياء.. وتبلغ القيمة المالية ملياري سنتيم، والشطر الأول يكلف حوالي ثمانية 800 مليون سنتيم.. المشروع الثاني المعلن عنه في إطار الزيارة الملكية، هو مشروع المركب السوسيو ثقافي، والأشغال المتعلقة به متقدمة.. أيضا مشروع القاعة المغطاة، ودار الطالبة في مرحلة البناء.. مع أن بعض المشاريع الأخرى التي أعلن عنها صاحب الجلالة ما تزال لم تنطلق، والمثال هو مركز تأهيل الفتاة، وتوجد دراسته في مرحلتها الأخيرة، ونفس الشيء بالنسبة لمركز تكوين الشباب القروي، وسيكون بالدرجة الأولى لتكوين الفلاحين، وأبناء الفلاحين في المناطق الواحية، وقد قرب وقت الإعلان عن الصفقة المتعلقة بهذا المشروع.. وكذلك مشروع التهيئة الحضرية يوجد في مرحلة متقدمة من الدراسة، وقد تم الإعلان عن صفقة شطر منه ويخص تهيئة ساحة من الساحات.. مشروع ترميم قصور فجيج ومن مكونات المشاريع الملكية، يحضر كذلك مشروع ترميم قصور فجيج، وما يزال الإنجاز لم ينطلق لسبب أن الدراسة المتعلقة به، كانت عرفت نوعا من التعثر، لاعتبار أن مكتب الدراسة الذي كان قد باشرها في الأول ظهر على أنه تنقصه الخبرة الكافية المرتبطة بالترات المبني على تقنيات الطين، وقد تم الشروع في الدراسة التي على ضوئها سيتم مباشرة هذا المشروع .. أيضا نحن أمام مشاريع أخرى خاصة ببرنامج المغرب الأخضر المرتبط بواحة فكيك، والخاصة بالسقي الصغير، وبالسقي المتوسط، وتشمل ترميم السواقي، وبناء الحواجز لحماية الواحة من مياه الفيضانات... باستثناء منطقة الحمُّام الفوقاني إلى جانب هذه المشاريع، تتواجد مشاريع أخرى مهمة، تحتاجها المدينة بشكل أساسي لاعتبار أن فيها نقصا واضحا.. والمشكل الكبير يوجد في بعض التجهيزات الأساسية، ومن بينه الوادي الحار؛ لأننا إذا استثنينا منطقة واحدة، هي منطقة الحمُّام الفوقاني، فالمناطق الأخرى غير مربوطة بشبكة الوادي الحار.. إذاً، نحن أمام مطلب إتمام بناء الشبكة، وبناء محطة التطهير، وحل مشكل المياه العادمة.. وهذا كما قلت مشروع أساس تحتاجه المدينة. خصاص عى مستوى القطاع الصحة ومن بين ما تعاني منه المدينةوالإقليم بصفة عامة، هو الخصاص الكبير على مستوى القطاع الصحي، وكمثال بسيط، هو أننا كنا في السنة الماضية نتوفر على 06 أطباء( 04 في الصحة العمومية، 01 لمصالح القوات العسكرية، و01 للهلال الأحمر)؛ وقد تراجع هذا العدد ليصبح فقط طبيبا واحدا لفكيك، وطبيبا واحدا لجماعة عبو لكحل.. وطبعا هذا يعني أن الخدمات الصحية الجيدة للمواطنين من الصعب أن تتوفر بطبيب أو بطبيبين على مدار 24/ 24 ساعة، وهذا ما يثير عدم ارتياح المواطنين هنا بالمنطقة من هذا الجانب أيضا. أشير كذلك إلى مشاريع أخرى تبشر بالخير، وهي التي ترتبط بتعبئة الموارد المائية.. وقد كان هذا حلما للساكنة في الماضي، وهو حاليا يتحقق، إذ يجري بناء سد على وادي صفيصف، حوالي 50 كلم، وهو في مراحل الإنجاز النهائية، وبالنسبة لبناء القنوات، فقد تم الإعلان على الصفقة، وقد انطلقت الأشغال أيضا؛ وهذا لا شك سيغير من الطبيعة الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالواحة، وسيوفر إمكانيات مائية إضافية، لطالما اشتكت الواحة من ضعفها". دور المجلس في إنعاش المدينةوالإقليم وبخصوص مساهمات المجلس البلدي في تهيئة المدينةوالإقليم، وإنعاش الجانب الاجتماعي والاقتصادي... قال الرئيس:" إن أشرنا إلى الإمكانيات الذاتية لبلدية مدينة فكيك، فالواضح أن مشروع من مثل حجم التطهير السائل، يصعب أن يمول بالاعتماد على الإمكانيات الذاتية للبلدية؛ لأن مواردها ضعيفة، وبالتالي فإن ميزانيتها أيضا ضعيفة؛ علما أن البلدية تعتمد بشكل شبه كلي على امدادات الدولة؛ أي على الحصة المعطاة من الدولة... وقد تمت الاستفادة مثلا من البرنامج الوطني للماء والتطهير الذي موّل شطرا من شبكة التطهير، إلى جانب تدخل المجلس الجهوي، ومجلس الجهة... لكن حجم المشروع يستحق التدخل الفعلي للدولة، لتدخل البرنامج الحكومي؛ لأننا حينما نتحدث عن التطهير، فإننا نتحدث عن حماية الموارد المائية للواحة، حماية الفرشة المائية من التلوث، وحماية المواطن من أخطار هذا التلوث، أي إن للاهتمام بالشبكة بعدا صحيا، وللجانب الصحي كذلك بعد اجتماعي، إذ نحن في منطقة واقعة على الحدود المغربية الجزائرية، ومراعاة للخصوصية الجيو سياسية مع الجارة الجزائر.. ولهذا من الضروري العمل على إيجاد السبل التي من شأنها تثبيت السكان، وضمان استقرارهم، وهذا يتحقق بمجموعة من المطالب منها توفير الخدمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وهذا يدخل في إطار سياسة دعم المناطق الحدودية.. في المجال السياسي، توجد اتصالات مباشرة سواء مع المسؤولين بوزارة الصحة على الصعيد الإقليمي، أو على الصعيد الجهوي، وآخرها كان يوم أمس مع المندوب الجهوي الذي وعد بتوفير الأطر الطبية، وتوفير بعض الأجهزة، وذلك في إطار برنامج يشمل الجهة الشرقية ككل.. ونتمنى أن يتحقق هذا لأن الخصاص كبير ليس على مستوى الأطر فقط، بل أيضا يشمل الخصاص البنايات، ويوجد وعد بتغيير بناية المستشفى المحلي بفكيك، وإن قلت إن المطلب الصحي هو اهتمام رئيسي، فلأن أقرب نقطة في مناطق أخرى استشفائية هو على بعد ما بين 50 و 150 كلم على الأكثر، في حين أنه بالنسبة لمدينة فكيك، أقرب مستشفى هو على بعد 110 كلم بمدينة بوعرفة، علما أنه لا وجود لكل الاختصاصات به، أي أن أقرب مستشفى من فكيك مجهز ومؤطر، هو مستشفى الفارابي بمدينة وجدة على بعد 400 كلم، ومع هذا يضطر المريض للسفر على امتداد أكثر من خمس ساعات، وهذا يقلل من نسبة السلامة في الحالات المرضية الصعبة... ولهذا، فهذا القطاع يشكل نقطة أساسية لتثبيب السكان في هاته المنطقة الحدودية؛ إذا تم دعمه بما يجب.. نفتخر بميزة جالية فكيك مطار بوعرفة، كان أيضا محط سؤال مطروح على الرئيس من موقع تثميليته للسكان، وهو الموضوع الذي يعني كذلك المهاجرين أبناء الإقليم، وهم طبعا غير مفصولين عن هاته التمثيلية... قال الرئيس في المحور:" بالنسبة لجالية إقليم فكيك، فلها ميزة أساسية، تتمثل في كونها جالية تعود إلى موطنها الأصلي على الأقل مرة في كل سنة، وهي الميزة التي نفتخر بها كمغاربة، وسكان بالإقليم.. والجالية كما ترتبط عاطفيا بالإقليم، فهي ذات ارتباط مادي به؛ عن طريق محاولة دعم المشاريع، أو المساهمة في عمليات الإحسان، ودعم الأسر.. بل، يمكنني القول إنه إن كان لواحة فكيك استمرار، فهو استمرار يعود لدرجة كبرى إلى التحويلات المالية للجالية في مرحلة من المراحل من تاريخ هذه الواحة.. هذه التحويلات التي تلعب دورا في وجود مجموعة من الشيوخ، ومن العجزة، ومن الأطفال الذين ما يزالون يقطنون هذه المدينة، يعني أن المورد الأساسي لهؤلاء، يرتبط بتحويلات أفراد الجالية .. وتبقى الإشارة إلى أن خصوصية الجالية سواء ببوعرفة أو بفكيك، أو بالإقليم ككل، هي نسبيا جالية منظمة، أي منخرطة داخل جمعيات، وهذا جانب إيجابي بالنسبة لوضعها في الخارج.. فبالنسبة لفكيك، توجد تقريبا جمعية لكل قصر في المهجر.. جمعيات تخضع للقانون الفرنسي، إلأ أنها جمعيات تسير من مغاربة منحدرين من فكيك، أو من كل الإقليم... بالإضافة إلى أن هذه الجمعيات التي تنتمي لكل قصر منخرطة داخل النسيج، أو داخل فيدرالية للجمعيات حاولت أن تجمع كل جمعيات فكيك في الخارج.ز إذاً، جمعيات تعمل وفق القانون الفرنسي.. ومن شأن هذا التنظيم أن يلعب دور أداة للمرافعة بالنسبة لمشاريع، أو مطالب الجالية؛ كما يمكن أن يلعب دورا آخر إذا تم تأطير وتكوين هذه الجمعيات كوسيط للحصول على تمويلات، أو مساعدات من طرف جماعات، أو جمعيات أجنبية.. مطار بوعرفة بحاجة إلى دعم بعض الجهات بالغٌليم والجهة ليكون هذا المرفق الحيوي فعلا في خدمة المواطن، وخدمة الجالية أثناء توافدها على الإقليم بالنسبة للمطار، فدولة الإمارات العربية المتحدة على عهد الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله كان له ضلوع أساسي في عملية البناء، وفي تهييء بهو الاستقبال، وتجهيز المرافق التابعة للمطار.. فقد عرف المطار شطرين أساسين: الأول هو بناء المطار، والثاني يتعلق ببناء المرافق وبتجهيزاته، وهو في مرحلة متقدمة.. إذاً، المطار موجود، لكنه غير مستغل إلا في مناسبات محدودة، من مثل الزيارة الملكية، أو أثناء توافد المسؤولين في منطقة الخليج(إماراتيين، قطريين، كويتيي) على الإقليم.. وقد تم القيام بتجارب على الصعيد الدولي، وعلى الصعيد الوطني، إذ تحملت بعض الجهات نسبة من النفقات التي تصرفها شركة الطيران، فمثلا، بعض الشركات، خاصة الخطوط الجوية الملكية المغربية، أن تقوم برحلات جوية منتظمة إلى مطار بوعرفة، من مطار الدارالبيضاء، أو من باريس... فإن إمكانيات الإقبال ستكون ضعيفة، والذي يعوض الخسارة المحتملة هي مجالس الجهات، وهذه تجربة في فرنسا، وفي المغرب بمطار الراشدية، إذ تعوض جهة مكناس تافيلالت نسبة من المصاريف.. إذاً، المؤمل أن تتحمل بعض الجهات نسبة من هاته المصاريف ليكون هذا المرفق الحيوي فعلا في خدمة المواطن، وخدمة الجالية أثناء توافدها على الإقليم، سواء من ألمانيا التي تشكل جالية بوعرفة نسبة مهمة فيها، أم من إسبانيا التي تشكل جالية تندرارة نسبة منها، أو من فرنسا التي تشكل نسبة مهمة من أبناء فكيك. للإشارة، وبالنسبة للتشكيلة السياسية، يتكون المجلس البلدي الذي يرأسه السيد عمر عبو من 15 عضوا، موزعين على التنظيمات السياسية التالية: 08 أعضاء من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، 04 من حزب التجمع الوطني للأحرار، 03 لا منتمون، ( مع تسجيل حضور نسوي، تمثل من خلاله العضوة الأولى الاتحاد الاشتراكي، والثانية تمثل الأحرار)