أزيد من 300 فنانة وفنان بوجدة يوقعون عريضة ضد طبيعة المهرجان الدولي للراي يحتجون على المؤامرة التي تقضي على الراي كخصوصية ثقافية لوجدة، ويطالبون بفتح النقاش من أجل مدونة الفنان يطلبون والي الجهة بأن يتدخل لتصحيح الاختلالات بوصفه ممثلا لصاحب الجلالة الذي يرعى مهرجان وجدة يبشرون الرأي العام الوطني، والوجدي على الخصوص، أن فناني مدينة وجدة سينتفضون هاته المرة لتلبية نداء مواطنتهم، وليقوموا بواجبهم أمام المواطنين الذين يسألونهم عن غيابهم غير المبرر عن منصات المهرجان الدولي للراي.. توصلت جريدة الجسور، وجريدة وجدة نيوز؛ بعريضة احتجاجية مثقلة بما يزيد عن 300 توقيع لفنانات وفنانين من مدينة وجدة، ومن فعاليات المجتمع المدني.. وهي عريضة مضادة لواقع ما يسمى مهرجان الراي الدولي الذي تنظمه جهات معينة بمدينة وجدة كل سنة... وبهذه المناسبة، تجري الجريدتان استجوابا صحفيا مع الفنان الشاب سونا، الناطق الرسمي للمعنيين المباشرين بهذه التوقيعات، ومن خلاله نستهدف تقريب الرأي العام المحلي من دوافع العريضة، ومراميها... كما نحاور الفنان المعروف بالشاب سونا أيضا من منطلق صفته الفنية في دائرة الراي، وهو المعروف بغزارة إنتاجاته الفنية، إلى جانب حركيته الدؤوبة في إطار المجتمع المدني... سألنا الفنان الشاب سونا: لماذا كل هذه الضجة حول الراي... فقال: " بعض الباحثين يعتبرون فن الراي فنا سطحيا، غير محافظ، ينتمي إلى أغنية السندويتش، لا للأغنية الطربية، وهذا حكم قيمي مردود؛ لأن فن الراي المنبع الرصين، هو فن اجتمع فيه ما تفرق في بعض الفنون الأخرى.. فن، لديه خاصية عالمية، بمعنى أن الراي هو زواج الأغنية العربية مع الغربية وبنجاح بدليل أن من يتواجد مثلا بكوبا، أو كرسيكا، أو بكوريا، أو... يقف ميدانيا على أن الفن العربي المعروف هو فن الراي، ولو سأل الواحد في مثل هاته الدول عن الفنانة/ الرمز، أم كلثوم، فلن يجد جوابا إيجابيا لأنهم لا يعرفونها، غير أن الكل يعرف مثلا الشاب خالد، وفي هذا تأكيد على أن الراي معروف عالميا.. وصل درجة عالمية.. ففنان هذا الصنف من الأغنية، يمكن أن يعزف معه أي عازف أركسترا من جميع العالم..". وعن طبيعة المشاكل التي يراها الفنان سونا جوهرية مرتبطة بفن الراي، يقول: " نسجل بالأساس أنه ليس للدولة إرادة سياسية، ومقاربة سليمة اتجاه الميدان الفني، إذ أنها بالتحديد تمارس حيادا سلبيا، وترفع يدها عن الواجب؛ في الوقت الذي يعيش الميدان الفني على وقع هستريا محكومة بفراغ قانوني ينظم القطاع.. كما يشكو الميدان من غول القرصنة.. فعلى الدولة أن تتدخل إيجابيا في الميدان الفني، اعتمادا على أن الحملات الموسمية لمحاربة القرصنة غير كافية.. نطالب بثورة في الميدان الفني، وعلى الوزارة الوصية إلى جانب المشرع، ونقابات القطاع الموسيقي، والجمعيات الجادة أن تفتح نقاشا ببعد أن يتمخض عنه نتاج رائع، يتمثل في مدونة الفنان، التي نعتبرها في جمعيتنا في صالح الدولة؛ لأن المشكل الهيكلي الذي تعاني منه الدولة، هو مشكل البطالة.. وقد أفاجىء الرأي العام الوطني حين أفصح عن أن خمسة ملايين من المواطنين يقتاتون من الميدان الفني.. ثم إننا لا نعتبر هذا الميدان مجالا للترفيه فقط، أو لمواجهة الحركات السياسية، بل هو قطاع منتج، يمكن أن يسرّع وتيرة النمو الاقتصادي، بمعنى أن الدولة لو تدخلت، ووضعت ترسانة قانونية، فإن المنتجين يضعون أموالا في خزينة الدولة، وأرباحا معقولة لا خيالية بدون دفع الضرائب، فتتحسن وضعية الفنان الاجتماعية، والنتيجة تحسن الخلق العام... ومثل هذا الإجراء كان على أجندة وزارة الثقافة، فتحضر مبادرات خجولة، ومن ثمة، فنحن بحاجة إلى وزير جريء لأجل حل راديكالي وجذري، نرقى معه إلى مستوى الاحترافية، عوض اجترار الهواية...". في حفل تكريم من رئيس الجامعة الملكية لجيدو التهامي شنيور الشاب سونا، يثير كذلك الإشكالية القضائية حين اللجوء إلى العدالة للدفاع عن حقوق المنتج/ الفنان... فيقول: " المشروع الحداثي الديمقراطي الكبير، والتنمية المستدامة، إقلاع قاصر بدون إشراك القطاع الفني.. فالفنان حين يلجأ إلى القضاء، ماذا يحدث؟.. القضاء يعمد إلى تمطيط القضية الفنية لأنه يعتبرها قضية ثانوية، وبالتالي تطول مدة إصدار الأحكام، ولن يكون الحكم النهائي سوى حكم بعدم الاختصاص، وهذا للتذكير لسبب وجود فراغ قانوني ينظم الميدان الفني.. ولهذا، ننبه الدولة إلى أن تلتفت للميدان الفني، فالفن ثروة بشرية بعائدات إيجابية، كما قال أستاذ المستقبليات المهدي المنجرة، بمفهوم أنه ليس للمغرب ثروات اقتصادية كبيرة، وثروته التي يمكن الاعتماد عليها، هي الثروة البشرية، وفي هذا أيضا تلميح للقطاع الفني". وعن موقع فناني المنطقة الشرقية من التظاهرة الدولية لفن الراي التي تقام سنويا بوجدة، يقول الفنان سونا: " لقد تريثنا سابقا، ولم نشإ التسرع في إصدار الأحكام على هاته التظاهرة الفنية التي تنظم سنوي بمدينة وجدة، وفضلنا ترك الفرص لتنضج الظروف الموضوعية لأجل أن تكون الأحكام أيضا موضوعية؛ لهذا، وإلى حين مشارف النسخة الرابعة للسنة الماضية، نقول: إن المهرجان خرج عن الأهداف المسطرة له.. يجب أن ندرك أن الراي يمثل الخصوصية الثقافية لمدينة وجدة، وينحصر بينها وبين مدينة وهران الجزائرية، والقائمون على هذا المهرجان لم ينتبهوا إلى أن المستشهرين تخلوا عنهم.. وقد لاحظنا لديهم ارتباكا وارتجالا.. ولهذا الواقع، ونظر لجو الانفتاح الذي تشهده بلادنا، ولمسلسل إعادة الثقة للمغاربة في مواطنتهم، فإننا نحن نجوم الراي نبشر الرأي العام الوطني، والجمهور الوجدي على وجه الخصوص، أن فناني مدينة وجدة سينتفضون هاته المرة لتلبية نداء مواطنتهم، وليقوموا بواجبهم أمام المواطنين الذين يسألونهم عن غيابهم غير المبرر عن منصات المهرجان الدولي للراي.. ونؤكد من هذا المنبر أننا نتحمل مسؤوليتنا القانونية، وبصدد تقديم عريضة قانونية موقعة من حوالي 300 فنان من وجدة، يحتجون على المؤامرة التي تنطوي على القضاء على الخصوصية الثقافية لوجدة، وهي الراي. إننا نلاحظ أن 70 في المائة من الحضور بالمهرجان هم ضيوف شرف لا علاقة لهم بالراي، بمعنى أن القائمين على المهرجان يبدلون فناني الراي بما يسمونهم ضيوف شرف، و20 في المائة هم جزائريون، و 2 في المائة حاضرون دائما في هذه التظاهرة، والباقي مغاربة، أغلبهم لا علاقة لهم أيضا بهذا الفن...". وعن تقييم التوجه الرسمي في هذا الإطار، وبالضبط في شخص ولاية الجهة الشرقيةبوجدة، ثم عمَّ إذا كان يمكن الثقة في أن فن الراي يمكن أن يؤسس مهرجانا... يجيب الشاب سونا: " إننا نعلم أن لوالي الجهة الشرقية يدا بيضاء على وجدة التي أصبحت ورشا مفتوحا، وقد وضع فن الراي في سياق الترويج السياحي لها، غير أن لوبيا يسيطر على المهرجان من غير المهنيين، يستغلون انشغالات الوالي وحسن نيته، ويفرغون المهرجان من أي محتوى.. لهذا، نطلب من والي الجهة أن يتدخل لتصحيح الاختلالات بوصفه ممثلا لصاحب الجلالة الذي يرعى المهرجان.. ثم إن أغرب ما في الأمر؛ أن المتتبع البسيط لما يجري، يمكنه أن يخرج بفكرة مغلوطة، وهي أن وجدة ليس فيها فنانون للراي يشرّفون المدينة، ويروّجون لها، وهذا انحراف لا يتماشى مع الورش الجهوي... إن الجهوية من منظورنا الفني تشمل أيضا مطلب إعطاء الأولوية للفنانين المحليين في أي نشاط محلي يقام في مدينتهم، ومن جهة ثانية، فإن ما يسمى المهرجان الدولي للراي، يعطي الانطباع، وكأن فن الراي قاصر، لا يمكن أن يؤسس لمهرجان... ولهذا نقترح مقاربة أخرى، وهي ضرورة إعادة الاعتبار للفنان المحلي ليس عطفا عليه، وإنما لجدارته وتتمثل المقاربة في تخصيص 70 في المائة كنسبة للفنانين المحليين، و20 في المائة لنجوم الراي العالميين، و10 في المائة لضيوف الشرف، وحبذا لو كان منهم خمسة مغاربة؛ لأن الأمر يتعلق بالمال العام... ونسجل كذلك التعتيم والكولسة، وعدم الوضوح لدى القيّمين على المهرجان في ما يخص المالية، علما أن المهرجانات الدولية شفافة في هذا الإطار.. وفي هذا الخضم المتشابكة خيوطه، سنقدم العريضة/ التوقيعات للديوان الملكي، ولولاية وجدة، والجرائد الجهوية، وقد ابتدأنا بجريدة الجسور الطموحة، وبجريدة وجدة نيوز الإلكترونية المتميزة؛ لأنهما قريبتان منا، ثم نقدمها للجرائد الوطنية، وجمعيات حقوق الإنسان، وجميع الأحزاب المغربية ليتحمل كل طرف مسؤوليته... وقد يقول الواحد إننا أطنبنا في الكلام، وجوابنا أن الأمر يتعلق بالمال العام الذي يدخل في إطار المقدسات...". الفنان سونا: تحدث بالمناسبة عن مشروعه الفني، وقال: " كما العادة بالنسبة لجميع الفنانين، فإنهم يخضعون لمسطرة المنتج في اختيار أغانيهم، وشخصيا مررت من هذه القناة التي لا بد منها، وعانيت مثل غيري، ثم غنيت بعض الأغاني التجارية التي تتماشى ورغبتي، وهويتي، وانتظارات الشعب.. والآن، بعد تسعة ألبومات، فقد ولى كل شيء، وسجلت في باريس ألبوما موسيقيا ضخما مع موزع عالمي، وهو من وزع للشاب خالد، وبلال، وفوضيل، ويتعلق الأمر بالأستاذ الكبير هشام الختير، وتعاملت مع أحد الموسيقيين الذي كان يعمل في فرقة الشاب خالد، وأشكر المنتج الذي وثق في موهبتي، وأنفق أموالا باهظة على هذا المشروع الفني، والأهم أنني أصبحت لا أخضع لسطوة المنتج، فتحررت.. ولدي أغنية وطنية ضخمة تلامس الحكم الذاتي، شارك فيها فنان من طنطان بمقطع على الطريقة الحسانية، ثم فرقة" راب" الفرنسية.. أما الأغنية الثانية، فتتغنى بالمعالم التاريخية لمدينة وجدة، وتدعو السياح ليكتشفوا جمال المغرب... والألبوم بصفة عامة يشمل 14 أغنية، فيها جميع الإيقاعات الموسيقية( الراي، الشعبي، الركادة، اسلو، الريكي...)... ونجدد الدعوة لوالي الجهة الشرقية للتدخل لتصحيح الاختلالات، ولا نشك في نيته في الدفع بمدينة وجدة في جميع الميادين، ومنها الميدان الفني...". الشاب سونا، كان له أيضا كلمته في المجال السياسي، فقدم الإضاءة المختزلة القائلة: " أرى أن النقاش العمومي أفرغ من الأسئلة الموضوعية، وأصبحنا نلاحظ ميوعة سياسية؛ في الوقت الذي بشّر البعض بأن الحراك السياسي الحاصل الآن، سيفرز ثلاثة أقطاب سياسية واضحة، متمثلة في القطب الليبرالي، والقطب المشكل من أحزاب الكتلة وقوى اليسار، والقطب الثالث هو حزب العدالة والتنمية كمعارضة بديلة للحركات الإسلامية الراديكالية الأخرى، لكننا نسجل أن حزبا ما، يخرج ببيان، فينبري له حزب آخر بالرد ببيان مضاد، كما نسجل تحكم صراع الأشخاص لا صراع البرامج.. وتتأكد مقولة أن العقول الكبيرة تناقش الأفكار، بينما تناقش العقول الصغيرة الأشخاص، ولهذا أفرغ النقاش العمومي من الأسئلة الموضوعية التي تهم مصير الشعب المغربي؛ كمشكل الأمية، والتعليم، والبطالة، ومجابهة الأزمة الاقتصادية، ثم الإصلاح الدستوري الذي سيفضي إلى تطبيع سياسي، بدل الانتقال الديمقراطي الذي طال أمده... وهي فرصة، نتمنى ألا تضيعها النخبة السياسية". يذكر أن الشاب سعيد سونا، هو رئيس جمعية المغرب غدا للثقافة والرياضة والتنمية بوجدة، ورئيس شرفي لجمعية النور لإنقاذ الواحة بعين شعير فكيك.. وما يزال طالبا باحثا، وهو مجاز في القانون العام / ماستر قانون العقود والعقار.. له مشاركات في العديد من البرامج التلفزية، منها: بين جيلين ليلة تكريم الشيخ اليونسي / نغمة وتاي برنامج أجيال في قناة دوزيم، زيادة على المشاركات في مهرجانات السعيدية ومراكش، وفكيك...