توصلت الجريدة من السيد نور الدين بسيدي علي برسالة موجهة إلى باشا وجدة نوردها على حالتها متحفظين عما تتضمنه علي اعتبار أنها تعبر عن رأي صاحبها “في عهد جديد استبشر الناس فيه خيرا أن يكون المواطن في مأمن من تعسف السلطة و شططها و ان ينعم بحقوقه السياسية الديمقراطية في إطار الحق و القانون بكل حرية و إرادة مشاركا في بناء و طنه بما يمليه عليه حسه الوطني و الديني يطل علينا من حين لأخر رؤوس التسلط و الاستبداد الذي سئم الناس منهم و من وجوههم السمجة التي تذكرنا بعهود رموز التسلط و الاستبداد الضاربة بالحقوق و المكتسبات عرض الحائط و تلبس جلد الأفاعي السامة التي تزحف في الظلام و تحيك الحيل و المؤامرات. نعم لقد ولى عهد قديم و حل عهد جديد أصبح للمواطن فيه قيمته و مكانته بجميع حقوقه و واجباته التي ما فتئ جلالة الملك يؤكد عليها و يحث ولاته و عماله و رجالات دولته جميعا على احترامها و صونها تماشيا مع روح العصر و ثقافة الديمقراطية و حقوق الإنسان إلا أن ممارسات بعض رجالات الدولة ليست جميعا علي هذا القدر من المسؤولية و الأمانة و دولة الحق و القانون . و هكذا نجد من يتعسف بسلطته و كأنها ملك يتصرف بها كيفما يشاء و يتخذ من القرارات المعوجة ما يشاء و كأنه أصبح الحاكم بأمره بلا منازع و لا رقيب و لا حسيب فيغلو كل الغلو و يذهب في عسفه كل مذهب و كان المواطنين أقنان في إقطاعيته أو خدم للسخرة في مزرعة حتى انه يرفض استقبالهم بمكتبه و يحشر انفه في شؤون السياسة بعيدا عن حيز القانون أو وازع الأخلاق هذا ناهيك عن إعطائهم لبسط حقوقهم التي يقرها القانون و يفرضها عليه واجبه . حاشا يا باشا إن ما يجري من السخافة و الإسفاف لهو كمين بان يفجر غضب كل مواطن شريف يريد أن يشتغل بالسياسة في وضح النهار و ليس في عتمة الليل و كواليس الظلام و أن ممارسات بعض رجال السلطة الذين رضعوا من أثداء ذلك العهد الغابر و لم يتشبعوا بثقافة حقوق الإنسان و دولة الحق و القانون لهو كفيل بان يزرع ثقافة الكره و التطرف و السقوط في الحضيض و أسفل السافلين و لا يسعني إلا أن أقول لمولانا الباشا لو دامت لغيرك ما وصلت إليك و حاشا و ألف حاشا يا باشا “