عبد الله المغربي و المهاجر السري, المقيم بصفة غير شرعية بالديار البلجيكية والحامل الجنسية المغربية. التي لم تنفعه في حياته بأي شيء لاعتراف ولا تسهيلات ولا حتى بطاقة وطنية أو جواز سفر. كأبسط الحقوق الوطنية التي تحرمه القوانين المغربية من اكتسابها في غياب بطاقة الإقامة البلجيكية . حيث القوانين المعمول بها في القنصليات المغربية بالخارج, لا تعترف بالمغاربة من المهاجرين الغير الشرعيين , ولا حتى بأبنائهم ولا بزواجهم الشرعي ,في حالة عدم اعترافهم من طرف السلطات البلجيكية, بمنحهم رخصة على شكل بطاقة الإقامة بحجم البطاقة البنكية و المتفاوتة المدة المسموح بها على التراب البلجيكي حسب ظروف حاملها . و حالة عبد الله ليست إلا حالة حرجة واحدة من بين مائتين وألف مهاجر ومنهم مائة ألف مهاجر مغربي في ظروف صعبة ومزرية. وما زاد الوضع سوءا لهده الفئة المحتاجة تجاهلها من طرف السلطات المغربية وإقصاءها من مواطنتها و تهميشها من برامج ,الوزارة المكلفة بالجالية والهجرة و كدالك من طرف وزارة الخارجية السابقة , التي توقع اتفاقيات دولية من أجل ترحيلهم بدل حل مشاكلهم وإدماجهم باتفاقيات تحمي حقوقهم كما تقوم به نفس الوزارة الخارجية الحالية في مناقشة حقوق المغاربة كشرط في الانضمام لدول الخليج . والمواطن عبد الله من مواليد 1985 الذي أضرم النار في نفسه' والتي ألحقت به بإصابات بالغة من الدرجة الخامسة التي أدت إلى الحد لحياته, توفي على الفور باثرها. بمدينة أنتوي ربن العاصمة الفلمنكية لمنطقة فلون در الأكثر عنصرية في الشمال لبلجيكا . التي أقام فيها لأكثر من 9 سنوات من الغربة والبعد والمعانات والخوف والبؤس الذي لحقه طيلة مغامرة الهجرة التي أبعدته عن وطنه وأمه وعائلاته في حياته وحتى في مماته. فليتبين في التحقيق والبحث أن المواطن المغربي عبد الله قد تقدم بطلب تسوية أوضاعه القانونية التي سمحت به الحكومة البلجيكية لمدة ثلاثة أشهر ,في الفترة ما بين 15/9/2009 إلى غاية 15/12/2009 والتي استغرقت أكثر من سنتين من لانتظار, للرد على أصحاب الطلبات في قانون التسوية . فمند السابع من هدا الشهر الجاري, توصل عبد الله بالرد السلبي من طرف مكتب الهجرة المكلف بدراسة الملفات العالقة.على إثرها لم يتحمل الصدمة التي أدت به إلى الجنون بعد مدة انتظار طويلة من أجل بصيص أمل تمنحه الحرية ومعانقة الأم والوطن والعائلة . لم يدق طعم الحيات إلا المرارة والماسات و التهميش والإقصاء في الوطن وفي المهجر, ها هو اليوم في أخر أيامه انتهى بمرارة الأيام والنار ولا حول ولا قوة إلا بالله العالي العظيم . لتتقدم القنصلية المملكة المغربية بعد الكارثة وفات عبد الله في تسريع وثائقه المؤقت التي تسمح بدخول التراب الوطني لنقل الجثمان, لم يعانق الوطن في حياته واليوم الوطن سيعانقه بشرط وفاته. تراب مقبرة مغربية وحدها من ستحضنه لأبد وتمنحه حنان وطن لم يدقها مند زمن ولم يعد إليها إلا وهو ميت يحتضر . أنا لله وإنا إليه راجعون. فيصل دومكسا