سعيد سونا اسمه هكذا الصديق كبوري، نعم وقد كان اسما على مسمى فكان الصدق دستوره المفضل وكان الكبرياء ورباطة الجأش أسلحته في التصدي للشدائد منذ مدة وأنا في ريبة من أمري حول الكتابة في هذا الموضوع وخصوصا أنه يحمل جانبا ذاتيا يتمثل في انتمائي لإقليم فكيك ،واحة عين الشعير، بل أن مدينة بوعرفة لديها فضلا كبيرا علي حيث درست هناك مدة ثلاث سنوات وحصلت على شهادة البكالوريا على أيدي أساتذة تنفرج أسارير قلبي كلما رأيتهم ،وأنا أتذكر تلك السنين أحس بشوق لطالما كان دافعا لي للتردد على مدينة بوعرفة القلعة المناضلة والبلدة الروحانية التي تريح النفوس، أستسمح من كل من يهمه هذا الأمر لأنني أحس وكأن كل الحروف تخدلني وكلما وجدت نفسي مستقرا على جملة أحسست بإلحاح غريب بداخلي يحذرني بذنب قد ارتكبته في حق أحد شرفاء هذا البلد وعلى مدينة يستغربوا كل أصدقائي أنها الوحيدة من دون المدن التي تستهويني . واستنتجت أخيرا أن لا القريحة تنفع ولا البلاغة تشفع لكي أفرغ ما بداخلي، فأرجوا من أهلي وأحبتي في القلعة المناضلة أن يتقبلوا وجهة نظر شخص وجد نفسه في الأخير داخل المعادلة و أن من واجبه أن يدلوا بدلوه في قضية أربكت الجميع، إلا الذين يعرفون المناضل الصنديد والمكافح الشريف الذي جعل من مدينة بوعرفة تخرج من شرنقة الصورة النمطية الذي كونها المغاربة عليها،و الذين لا يلتفتون إليها إلا مرتين مرة للانقضاض على ذهب المدينة المتمثل في " الترفاس" ومرة أخرى في عيد الأضحى حيث تعتبر ماشية المدينة الأجود على الصعيد الوطني، لكن الأصداء التي عمت البلاد بعد المعارك النضالية السلمية لسكان مدينة بوعرفة بتاطير من عدة إطارات نضالية أدخلت مدينة بوعرفة نادي المدن الذين سبقوا الحراك السياسي الحاصل بل أن سقفهم النضالي كان أقوى من حركة 20 فبراير بسنين عدة أناس متشبعون بأدبيات النضال وبتضاريسه. فأي طعم ادن لمدينة بوعرفة بدون الصديق كبوري؟ أي طعم لرجل هزل جسده من هم ثقيل رفعه فوق كاهله وأقسم على ألا تهدأ نفسه حتى تلتفت الدولة للمدينة بإرادة سياسية قوية تجعل المواطن حرا يتمتع بكل حقوقه المشروعة. فعبد ربه لا يتكلم من فراغ بل أتكلم من مدينة خبرتها وخبرت رجالاتها بحكم زيارتي المتواترة لها، ووجود كم هائل من عائلتي بداية من أخ شقيق إلى أعمام...ولهذا بعد تتبعي للمحاكمة المهزلة التي تحط من هيبة الدولة ولا تقويها لوجود لوبيات تريد أن تعطي إشارات مفادها أن المقاربة الأمنية هي أنجع الطرق لتخليص الدولة من أناس وهبوا نفسهم لكي تنال الطبقة المسحوقة حقها العادل فقط، بدل نشر ثقافة التفاؤل لدى المواطنين بأن دولة القمع والمحاكمات الصورية قد ابتلعتها مزابل التاريخ وفي نفس السياق أريد آن أطرح أسئلة محددة: هل ثبت على السيد كبوري تهما من قبيل: - الخيانة العظمى؟ - هل كان شخصا انفصاليا.؟ - هل السيد كبوري يمارس النضال من اجل النضال فقط وبالتالي فهو يهدا المعنى مراهقا سياسيا ؟ - هل السيد كبوري خطر على الأمن القومي للبلاد؟ - هل السيد كبوري يساهم في إثارة البلبلة وتحريض الساكنة للقيام بأعمال تخريبية، أقسم بأغلظ الإيمان أن السيد كبوري رجلا وطنيا غيور على مدينته وإقليمه بل الأدهى من ذلك أن السيد كبوري ضحى بلقمة عيشه لكي يهنأ الخادعون .واللبيب بالا شارة يفهم . وفي المقابل ماهي مطالب السيد الصديق كبوري والتي هي مطالب الساكنة و مطالب ككل غيور ووطني: إنه يطالب بالحد الأدنى من الخدمات في ميدان الصحة حيث تسجل أكبر عدد من الوفيات نظرا لضعف التجهيزات وللنقص المهول في المسائل اللوجستيكية والبشرية بالمستشفى الإقليمي الوحيد الموجود بالمدينة الذي يختلط فيه عليك الممرض من الطبيب حيث الإهمال، وغياب الاختصاصين حتى أصبح المستشفى كملحقة تابعة لمستشفى الفارابي ، فحتى في أبسط الأمراض يحيلونك على الفارابي كان هذا الأخير مستشفى نموذجي فيما الوزارة الوصية والدولة لا تقومان بأي مجهود لإرغام الاختصاصين للإلتحاق بالمدينة ؟؟؟؟ يتكلم السيد الصديق كبوري ، قد يقول قائل أن الشغل مطلب لكل المغاربة، لكن في مدينة بوعرفة يستفحل الوضع إلى مستوى خطير، فمن يشتغل أسبوعا ينتظر أسبوعا أخرا طيلة السنة لكي يعاود الاشتغال، فليس هناك أي مرفق يمتص نسبة البطالة المرتفعة هناك.،ضف إلى ذلك عامل الزبونية وإقصاء أبناء المدينة والإقليم من حاملي الشهادات الكبرى من التشغيل بل منهم من نكل به حتى أصبحت البطالة معضلة هيكليا بسبب إهمال الدولة للإقليم فقطاع الإنعاش المعول عليه في مدينة بوعرفة لا يلبي حتى القلة القليلة من طالبي الشغل بل أن المسؤلين عليه لايحترمون حقوق الإنسان،وذلك بإرغامهم لبعض الشيوخ الدين بلغوا من العمر عتيا بل منهم من يعاني من إعاقات مستدامة ويرغمون على الاشتغال وإلا سيحرمون من أجر هزيل لا يتجاوز الألف درهما بدل إحالتهم على المعاش ،فقلة الشغل تدفع بالشباب إلى الفراغ وبالتالي إلى ظواهر اجتماعية مشينة كتعاطي المخدرات واستفحال الجريمة ولهذا يطالب الصديق الكبوري بخلق فضاءات للشباب حتى لا يجنحوا سبيل المظاهر الاجتماعية التي قد تتراكم لتنتج ثقافة اجتماعية أكثر خطورة وخصوصا في الجانب النفسي والاجتماعي للمواطن هناك وسنعود بالتفصيل لهذا الجانب. يطالب الصديق الكبوري بالحكامة الأمنية بدل سياسة عسكرة المدينة لخنق المطالب المشروعة كما يصر على التصدي للدعارة وبيع الخمور والأقراص المهلوسة والتي تتحمل الدولة النزر الأكبر في استفحالها لتسفيه مطالب المدينة المشروعة. يطالب كذلك في مجال الحريات العامة بتوسيع هامشها لكي تتصالح الدولة مع الشعارات التي ترفعها والتي لا نجد أي صدى لها في الواقع. يطالب بفك العزلة عن المدينة عبر تشغيل خط السكك الحديدي، وإيجاد مقاربة سليمة لتشغيل المطار، كما يطالب بعدم نهب خيرات المدينة والإقليم وتفويتها الشركات لا تنتمي للمدينة ولا تحترم أدنى حقوق الشغل وأبجديات التعامل في حقوق الإنسان فالبرغم بتشبعه بقيم اليسار لا يمنعه انتمائه الحزبي للحزب الاشتراكي الموحد للتصدي لكل من سولت له نفسه العبث بحقوق الساكنة حتى ولو لم تكن تتقاطع معه نفس الايدولوجيا فهو من السياسيين الدين يمقتون الحزبية الضيقة التي ساهمت في تكريس الوضع المؤلم التي تعيشه المدينة ،فكلنا نتذكر الموقف الشجاع والتاريخي للصديق كبوري عندما ندد بقوة بالقرار الغريب الأطوار الذي صدر من السلطة والمجلس البلدي القاضي بغلق المدرسة الوحيدة لتحفيظ القران ،موقف لا ينبري له إلا المتشبعين بقيم العمل السياسي النبيل وليس باستحضار الاختلاف الأيدلوجي في تصريف أي نازلة قد تقع بالمدينة فكلنا نعرف المعركة الحامية الوطيس التي جرت ولازالت تجري بين مكونات اليسار وحزب الاستقلال في المدينة الذي يترأس المجلس البلدي ويتربع على اكبر عدد من المستشارين في الإقليم حيث يترأس 4 جماعات قروية كما لديه ممثل وحيد في البرلمان، ومن هنا نطرح السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح لماذا أو لا يتنطحان هذان الحزبان بكل هاته القوة بالمدينة بل وصل الأمر إلى حد التخطيط من هذا الجانب أو ذاك لتوريط الأخر في ملف أخلاقي يزج به في السجن، ثم ألا يمثلان الحزبين أحد أضلاع الحركة الوطنية ، لولا دخول المعطى القبلي في الصراع لا شكلا قوة سياسية ضاغطة في الإقليم للتوافق على ملف مطلبي قوي، بتماسك أبناء المدينة ونخبها بدل هدر الجهد في صراعات سياسية هامشية ،فالصراع لم يعد مقبولا وخصوصا أن لم يعد ينسجم ومتطلبات المرحلة حيث تسبب في الإجهاز على مكتسبات نضالية ،وقد تستغله بعض الأطراف ليبقى الإقليم يجلد أبنائه . عموما هذا يحتاج إلى ملف خاص سنحاور فيه جميع القوى بمدينة بوعرفة التي لم تعد تستحمل تلك البرويكندا الرخيصة التي مفادها هل أنت مع قادة أو مع السباعي ؟؟؟ لنغير جميعا من هاته الأسطوانة ومن محتواها فليرحل قادة ويتبعه السباعي فالإقليم يعج بنخب بمقدورها القفز على هاته الطابوهات وتقديم الاظافة للمدينة والإقليم معا،فمطلب تجديد النخب أولوية عند صاحب الجلالة رغم أن النقاش العمومي الحالي يحاول الالتفاف على هدا المطلب بشتى القنوات لصالح تقديس الزعامات وتكرار نفس الوجوه "القدافية " . ولهدا فل يقاطع الإقليم الانتخابات في انتظار إطلاق احد شرفاء هذا البلد المناضل الاهد الصديق كبوري ،فمثله من يقصد بهم صاحب الجلالة في خطاب العرش بتجديد النخب كما أسلفت الدكر، فمدينة بوعرفة وساكنتها عليها أن تخرج من ثنائية الجهل والعار أليست هاته الثنائية من كانت وراء أكبر وصمة عار تسجل في المدينة عندما خسر السيد الصديق كبوري في دائرته مع شخص اشترى الساكنة ب100 درهم للصوت، نعم أقولها مدوية هناك أصوات غوغاء وهناك عناصر شاذة بفكر عنصري قبلي هل أمثال الصديق كبوري يباعون ب100 درهم إنها وصمة عار وعلامة قبح وذل لأناس لا يفهمون الشريف من الوصولي. إن السيد الصديق كبوري يعتبر علامة فارقة في الدفع بالملف ألمطلبي للإقليم وفي فضح المتلاعبين بالمال العام والعابثين بحقوق المواطنين ورغم الصفعة التي تلقاها من بني جلدته واصل المسير كأسد لا ينتبه إلى الوراء مرددا بلادي وإن هانت علي عزيزة وأهلي وإن ظنوا بي كرام أعطوني شخصا يشبه الصديق كبوري في حلمه وسعة صدره ،وتشبثه بقناعته التي أوصلته لسجن سيخرج منه بطلا ينضاف غلى زمرة من أعطى ولا يزال يعطي لإقليمنا العزيز. سجنتموه ذليلا ونحن نأبى إلا أن يكون بطلا بيننا وهاهي إلا أيام قليلة حتى يخرج بقامة لاتنحني ليكمل المسير ولينغص على الفاسدين خططهم في إفساد المدينة. حاورته كما قلت سالفا منذ ما يقارب السنة فوجدته هادئا هدوءا سورياليا ، سيصنع لهم مجدا لأن هناك ظواهر صوتية تضن آن علو الصوت سيصنع لهم مجدا زائفا فبالحجة والتمكن ينال المراد، وجدت في الصديق كبوري أدب الاستقبال الذي ليس غريبا عن قوم عرفوا بالا ثار والكرم ، الصديق كبوري مثقف من العيار الثقيل يتميز بكريزما المناضل الذي لا يستكين وحتى في استكانته رسالة ماوت ستونغ. صراع أول وإخفاق اول صراع ثاني وإخفاق ثاني حتى النصر لا يردعه ما يردده المترددون في نضالهم ولا طول السنين وقسوة الأحبة، قوي الشكية ،متمكن من كل الملفات التي يدافع عنها، يمارس النضال بألمعية قل نظيرها، يقول لمن يتهمونها بأنه انفصالي: أنه من أشد المدافعين عن مغربية الصحراء وكان من أكبر المدافعين عن انعقاد المؤتمر الأخير للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالعيون الجنوبية كرسالة للمشككين . ويرد على من يتهمه بأنه وراء التلويح باللجوء إلى الجزائر، بأنه بريئ من كل هذا وإن الطريقة السليمة للنضال تبقى هي الإيمان بعدالة المطالب والنضال بطرق سليمة حضارية تكفلها دولة الحق والقانون. نعم إنه مناضل هادئ لكن بمضامين ثورية وهكذا كانوا العظماء في سلوكهم وهكذا انظاف لاقليمنا شخص عظيم نحسبه مع رموز منطقتنا الدين أبلو البلاء الحسن في اعطاء اشعاع قوي عن الاقليم . نعم كان هادئا يتكلم بأريحية المتضلع في الأمور، أو لم يقل عبد الكريم الخطابي" فكر بصمت واضرب بقوة " بقوة الحجة والقرينة لا بقوة الحديد والحجارة لا وألف لا آن يكون ملهم و..مؤطر سكان مدينة بوعرفة بهاته الوضاعة ... ان الذين رشقوا الملك العام ورجال السلطة بالحجارة هم من أسقطوا الصديق كبوري في الانتخابات الفارطة واللبيب ... ظل الصديق كبوري يناضل بنفس طويل وبعزيمة تجعلك تفتخر بانتمائك لتلك المنطقة الرمزنلكن أتساءل لمادا ضربتم كل الرصيد النضالي الذي راكمه الصديق كبوري ورفاقه عرض الحائط، وانتم تسلكون مسلك الغوغاء فالصديق كبوري لن تسمح له مبادئه للهبوط إلى هذا المستوى الوضيع ،لأن الدولة استغلت الوضع لكي تنقض على رجل من رجالات هذا الزمن لتلفق له تهما بليدة بلادة أصحابها. إلى ساكنة مدينة بوعرفة أقول ارتفعوا لمستوى الصديق كبوري فهذا الأخير ارتفع لمستوى تراث أجداده، أقول لكم لقد جعل مدينة بوعرفة مثالا للنضال ومدرسة قائمة الذات في عدم الانحناء والخضوع للمساومات، فتعبئوا لمتابعة ماركمه الصديق كبوري بطرق سلمية، لا تتركوا للفرصويون لكن ينقضوا على صيد ثمين أخر . هزمتموه في انتخابات اعتبرها وسيلة وليست غاية، اعتبرها قناة أخرى إضافة" لكدش"" وجمعية حقوق الإنسان" وتنسيقية محاربة الغلاء والدفاع عن الخدمات العمومية للضغط وتحقيق الملفات العادلة،لعامة المواطنين أقول لاتستغبوا عندما خرج من بطننا رجل بهدا الزخم النضالي نارجعو ا الى التاريخ ،فالتاريخ رجل لاينسى فقد ساهم أجدادنا بقسط وافر في سبيل رقي هدا البلد ،أستسمح فأنا متأكد أنني لم أسرد الملف المطلبي لاقليمنا كاملا ،وأستسمح انقصرت في حقكم . فعنما قال صاحب الجلالة في خطاب 9مارس لا نريد جهوية بسرعتين قلت في قرارة نفسي ياصاحب الجلالة اننا لم ننطلق بعد فهواة العدم جعلو الاقليم يراوح مكانه ، للصديق كبوري المجد وعلى الظالمين تدور الدوائر ظنوا وفرحو بسجنك ولهذا وضعوا نفسهم في تهمة تخرجهم من دولة الإنسان في قول الإمام الشافعي: لا تأسفن على غدر الزمان لطالما رقصت على جثت الأسود كلاب لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها فالأسد أسد والكلاب كلاب تبقى الأسود مخيفتا في أسرها حتى وان نبحت عليها الكلاب وأخيرا وليس أخرا اعلم أنني قصرت في حق أخي الصديق كبوري واستسمح فقد استرسلت في الكتابة بدون تصنع وتركت الباب للعاطفة لكي تتسيد، بدل لغة الخشب . سأزور مدينتي المفضلة قريبا لكن من الأخبار تبدوا أنها غدت جريحة فأي طعم لمدينة بوعرفة بدون شخص اسمه الصديق كبوري تقبلوا لغوي وانتم أهل العفو والمكارم.