عدن – خاص يحتفل العالم باليوم العالمي للسلام في 21من سبتمبر من كل عام بناءً على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ليكون يوماً عالمياً يتم فيه تعميم مثل وقيم وثقافة السلام بين أوساط البشرية في كل مجتمعات العالم وبين شعوب العالم . وقد حدد ان يكون شعار الاحتفال هذا العام بهذه المناسبة الإنسانية العالمية هو ” السلام والديمقراطية : أبلغ صوتك ” ولم يكن تحديد هذا الشعار الا تأكيد على الترابط القيمي والانساني ( بين السلام والديمقراطية ) وعمق معانيها التشاركية الإنسانية ، إضافة إلى كونهما مدماك البناء الإنساني للمجتمعات وتطورها ، إضافة إلى ما يحملانه من أهداف تجسد الخير لكل الناس . فالسلام هو مفتاح الحياة الإنسانية وهو ايضاً مطلب وحاجة ضرورية للحياة بكل حلقاتها وحاجة ملحة ايضاً لتحقيق التطور والتنمية والأمن الأمان والاستقرار لحياة البشرية . كما أن السلام هو ركيزة أساسية لاحترام وحماية حقوق الإنسان وكرامته . كما أن الديمقراطية هي عنوان مسار تطور ونهضة وتقدم الشعوب ومدخل لتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية وضمان مشاركة الناس بمختلف فئاتهم ومكوناتهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية في صناعة القرارات والسياسات التي تتعلق بحياتهم وتتعلق ببلدانهم وشعوبهم . واحتفالنا نحن اليمنيين بهذه المناسبة الإنسانية العالمية تحتل أهمية كبيرة كوننا نعيش منذ أكثر من خمسة أعوام حرب دمرت كل شيء له علاقة بالحياة الإنسانية وقتلت عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشباب وكبار السن كما شردت مئات الآلاف من مساكنهم ومناطقهم ، وتسببت بانتشار المجاعة بين ملايين من سكان اليمن ، وانتشرت بسببها العديد من الأمراض التي أدت إلى موت الاف اليمنيين في مختلف مناطق اليمن .وتسببت هذه الحرب المجرمة بأضرار كبيرة في كل مجالات الحياة الإنسانية في التعليم والصحة والبيئة والبنى التحتية لكل الخدمات العامة، إضافة إلى ذلك بروز العديد من الظواهر الخطيرة داخل المجتمع والتي سيكون لها آثار خطيرة على المجتمع لسنوات قادمة ولعل أبرز هذه الظواهر الخطيرة ما يمس التعايش والترابط والسلم المجتمعي، وبروز العديد من انتهاكات حقوق الإنسان والديمقراطية واتتهاكات للقانون الدولي الإنساني، إضافة إلى انتشار ظواهر التطرف والإرهاب والعنصرية والسلالية والمذهبية والمناطقية، وانتشار السلاح في كل بيت، والمليشيات المسلحة مع غياب لسيادة القانون والمؤسسات المعنية بحماية القانون وحقوق الإنسان. وبروز ظاهرة الاعتقالات والاختطافات والسجون السرية. ولعل أبرز المخاطر ايضاً التي سببتها الحرب في اليمن ولها آثار بالغة على مستقبل اليمن هو توقف مسار التعليم بمختلف مراحلة حتى وأن بقيت بعض المدارس والكليات مفتوحة وفيها تلاميذ وطالبات وطلاب لكنها في حقيقة الأمر والواقع لا تحمل مضامين حقيقية في التحصيل العلمي الضامن لمخرجات تعليمية تحمل كفاءات علمية حقيقية وهو ما يشكل خطر كبير على مستقبل اليمن وتطوره وتنميته اللاحقة ونفس الشيء بالنسبة لغياب معظم الخدمات العامة الضرورية للحياة الإنسانية والتي تحولت إلى معاناة لدى كل أفراد وسكان اليمن، إضافة الى خطر انعكاسات تردي الوضع الاقتصادي وماسببه من هبوط حاد للعملة الوطنية وأثر ذلك في تردي حياة الناس المعيشية واتساع مساحة الفقر والفقراء… أننا في مركز اليمن لدراسات وحقوق الإنسان ونحن نشارك العالم الاحتفال بهذه المناسبة الإنسانية ” اليوم العالمي للسلام ” ندعوا زملائنا وزميلاتنا في منظمات المجتمع المدني والصحفيين والإعلاميين وكل نشطاء المجتمع في جعل هذه المناسبة العالمية مناسبة للمطالبة بأصوات عالية من أجل وقف الحرب الدائرة في اليمن ونقل صور جرائم هذه الحرب وآثارها لتكون دالة على مخاطر الحرب وبشاعة جرائمها، والعمل على نشر ثقافة السلام والتأكيد على أهمية تحقيق السلام والديمقراطية لينعم الناس بالحياة التي منحها الله للإنسان . وهي مناسبة أيضاَ لنؤكد دعمنا وتأييدنا للجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من خلال دور الاممالمتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية الإنسانية ويخص بالذكر هنا دور المبعوث الأممي إلى اليمن في إدارته لهذه المهمة وحرصه على إنجاح مهمته من أجل وقف الحرب في اليمن وتحقيق سلام دائم ومستدام، تشمله ديمقراطية الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. كما ندعوا شعوب العالم والمجتمعات الدولية دعم مطلبنا في وقف الحرب في اليمن وممارسة كل صور الضغط على أطراف هذه الحرب والتي توسعت أطرافها لتشمل دول في الاقليم ودول عالمية من أجل تحقيق السلام في اليمن وجعل الديمقراطية هي وسيلة تحقيق السلام في اليمن ووسيلة لإعادة بناء اليمن ووسيلة لمعالجة كل التحديات التي تواجه مهمة إعادة بناء السلام والديمقراطية في اليمن وهي مناسبة هنا للتأكيد على أهمية بل وضرورة تمكين الجنوبيين من المشاركة في مفاوضات السلام لضمان استدامة السلام، وحماية التعايش والسلم الاجتماعي والديمقراطية في كل اليمن، ولضمان حق الجنوبيين في تمثيل الجنوب في الحوارات والمفاوضات المتعلقة بالمسار السياسي الذي يديره المبعوث الأممي إلى اليمن السيد مارتن غريفت، وتمكينهم من تقرير مصيرهم . كما نجدها مناسبة هنا ايضاً لنحيي كل المناضلين في اليمن وفي كل بقاع العالم الداعون والمدافعون عن السلام والديمقراطية وحق الحياة الآمنة المستقرة لكل شعوب الأرض ونحيي كل منظمات المجتمع المدني والنشطاء من النساء و الشباب في اليمن الذين يعملون من أجل رفض استمرار الحرب ويدعمون وتحقيق السلام، ويسهمون في نشر ثقافة السلام والديمقراطية وتحقيق السلام المستدام ونخص بالذكر الائتلاف المدني للسلام في اليمن الذي تعمل منظماته في مختلف محافظات اليمن من أجل دعم الجهود الدولية لإنهاء الحرب وتحقيق سلام مستدام في اليمن .