نظمت حركة المهندسين، النسخة الثالثة لملتقى الهندسة المستدامة تحت شعار “الإبتكار المواطن رافعة إقلاع لبناء مدن الغد”، حيث ترأس الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة السيد محند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية و رئيس جمعية رؤساء جهات المغرب، بمعية السيد محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال، السيد السعيد أمسكان نائب برلماني، ورئيس المجلس الوطني، السيد لحسن سكوري، نائب برلماني و وزير الشباب والرياضة السابق، والسيد ادريس مرون، عضو المكتب السياسي ووزير التعمير وإعداد التراب الوطني السابق، وذلك بمشاركة ثلة من المهندسين وممثلي عدد من القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية والمقاولات الخاصة وكذا ممثلي الهيئات الهندسية على المستوى الوطني. وألقى السيد حميد خليفي، رئيس حركة المهندسين، في مستهل هذا الملتقى الذي ينظم تحت رعاية وزارة الثقافة والاتصال وكتابة الدولة المكلفة بالاسكان، كلمة افتتاحية رحب من خلالها بضيوف الشرف والمشاركين الوافدين من مختلف مناطق وجهات المملكة، حيث أكد بهذه المناسبة أن هذه التظاهرة المتميزة والذي دأبت حركة المهندسين على تنظيمها للمرة الثالثة، ستعكس لا محالة الأهمية القصوى للابتكار المواطن في بناء مدن الغد خصوصا في الظرفية الراهنة التي تعرف إرساء أسس وتصور لنموذج تنموي جديد للمملكة الذي نادى به صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وذلك من خلال تسليط الضوء على مختلف المفاهيم والمجالات المرتبطة بموضوع هذه النسخة التي تعرف مشاركة مهمة لمقاولات عاملة في ميادين وقطاعات اقتصادية متعددة، مؤسسات وقطاعات حكومية وجمعيات مدنية، مشيرا كذلك إلى التطور الذي عرفه عدد العارضين والتزايد المستمر والمكثف لعدد المشاركين والزوار خلال هذا الملتقى. ومن جهته نوه السيد محند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية ورئيس جمعية رؤساء جهات المغرب، في كلمة بالمناسبة، بحسن اختيار شعار الملتقى مؤكدا على أنه من دون ابتكار لا يمكن أبدا تحقيق التقدم والتنمية المنشودة خصوصا في عالم يتسم بالدينامية المتسارعة في وتيرته وتطوره التكنولوجي، مشددا على أنه بغض النظر على الانتماء السياسي فالمهندس المغربي من الواجب عليه أن يكون في خدمة الوطن والمواطنين والقضايا الوطنية. وأشاد الأمين العام في الختام بالتنظيم المحكم للملتقى منوها بالمجهودات التي تبذلها حركة المهندسين مهنئًا إياهم على كسبهم لرهان استمرارية هذا المنتدى الهندسي السنوي ودعا بالمناسبة إلى مواصلة تنظيم مثل هذه الملتقيات الوازنة التي تستأثر اهتمام فئة المهندسين والفاعلين السياسيين والاقتصاديين. ومن جانبه توقف السيد محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال عند الأهمية البالغة والراهنية التي يتميز بها موضوع المدن الذكية والذي يطرح عدد من التساؤلات والاشكاليات مؤكدا على أن الموروث الثقافي والتراث من الضروري أن يكون حاضرا خلال التفكير في مدن الغد بحيث أنه لا يمكن ان نتحدث عن الهندسة أو الابتكار دون استحضار هويتنا وتاريخنا وحضارات المملكة المغربية مذكرا بالعناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده للثرات المعماري والمدن العتيقة. ومن جهته، قال السيد لحسن سكوري، عضو المكتب السياسي ووزير الشباب و الرياضة السابق، إن المهندس هو القنطرة الحقيقية لبلوغ أهداف التنمية المستقبلية، منوها بهذه المبادرات الحية التي من شأنها ان تفجر طاقات المهندسين باعتبار هذا الملتقى فرصة لتعزيز سبل الانفتاح والتعاون والبحث وتبادل الأفكار والخبرات على مجموعة من المستويات، و كذلك لتوسيع مجال المعرفة للانتقال من مجال البحث إلى التطبيق والتصنيع، من خلال المشاركة الوازنة للمقاولات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، والجمعيات المدنية، إضافة إلى المشاركة المكثفة للمهندسين والأطر العليا التي عرفها هذا الملتقى والتي ستساهم بفعالية ونجاعة في مسار و مستقبل التنمية المستدامة لمواكبة كل التغيرات والتحولات التي يشهدها العالم والمغرب خاصة. و في كلمته أبرز الرئيس الشرفي لحركة المهندسين السيد ادريس مرون وزير التعمير وإعداد التراب الوطني الأسبق، الدور الأساسي للمهندسين في التنمية المستدامة، مسجلا أن مفهوم الاستدامة ينبغي اعتماده في جميع القطاعات والمجالات، معتبرا أن موضوع الملتقى ذو أهمية قصوى ويدخل فيه كل ما هو تشريعي وتنظيمي وتقني وثقافي من أجل بناء مدن ذكية جديدة تسهل فيها الحياة وتتوفر فيها كل المرافق الأساسية حتى يتحقق العيش في فضاء لائق. تم كذلك خلال هذا الحفل الافتتاحي تكريم السيد السعيد أمسكان، رئيس المجلس الوطني ونائب برلماني ووزير النقل السابق، كعربون عرفان وامتنان لما قدمه من خدمات جليلة لهذا التنظيم الهندسي، حيث عبر في كلمة بهذه المناسبة عن شكره للمهندسات والمهندسين وفرحه بهذه الالتفاتة التي وصفها بالمفاجأة السارة والمؤثرة. وأشاد السيد السعيد أمسكان الذي لازال يحتفظ بعضويته في الهيئة الوطنية للمهندسين الطوبوغرافيين، بجهود كافة القائمين على هذا الملتقى الذي وصفه بالحدث المتميز وذو الجودة العالية مؤكدا على أهمية مثل هذه المبادرات والملتقيات العلمية، مذكرا بمقولة “لا شيء عظيم يمكن أن يتحقق من دون شغف”، داعيا أعضاء اللجنة المنظمة إلى تنظيم مثل هذه اللقاءات وتوسيعها لتشمل كل جهات المملكة لتعميم المعرفة والتحسيس بأهمية المواضيع التي تستأثر باهتمام المغاربة عامة والممارسين للشأن العام خاصة. تجدر الإشارة أن هذا الحدث العلمي والمقاولاتي بامتياز تضمن سلسلة من الندوات والورشات التقنية و تميز بمشاركة عدة مقاولات ومؤسسات رائدة لعرض المستجدات والحلول التكنولوجية، بالإضافة إلى خبراء ومتخصصون لمناقشة عدد من المواضيع الآنية المرتبطة بمفهوم المدن الذكية كأهمية استخدام الطاقات المتجددة والذكاء الاصطناعي علاوة على التحولات الرقمية وأدواتها الاقتصادية والقانونية بالإضافة إلى تعزيز بنية تحتية رقمية متطورة تتماشى ومتطلبات التنمية المستدامة.