نظمت حركة المهندسين، النسخة الثانية لملتقى الهندسة المستدامة تحت شعار "المهندس رائد التنمية و التحولات الرقمية بأفريقيا "بمشاركة ثلة من المهندسين وممثلي عدد من القطاعات الحكومية و المؤسسات العمومية والمقاولات الخاصة و كذا ممثلي الهيئات الهندسية على المستوى الوطني. ويروم هذا الملتقى جعل الرباط عاصمة افريقية في التنمية و التحول الرقمي بغية أن تتمكن دول القارة من رفع تحديين اثنين هما التكنولوجيا وتعزيز التعاون بينها، حيث انكب الملتقى، الذي ينظم تحت رعاية وزارتي الثقافة والاتصال والصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي وكذا كتابة الدولة المكلفة بالاسكان، على مناقشة مفهوم التحولات الرقمية وارتباطه بالاقتصاديات الإفريقية. وفي هذا الملتقى، الذي حضره السيد حمو أوحلي، كاتب الدولة المكلف بالتنمية القروية و المياه و الغابات، والسيدة فاطنة لكحيل كاتبة الدولة المكلفة بالإسكان و السيد محمد حصاد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي و البحث العلمي بالإضافة إلى السيدة فاطمة مازي كعيمة، السيد محمد السرغيني و السيد محمد سيمو أعضاء المكتب السياسي للحركة الشعبية، أبرز خلال كلمة ألقاها الرئيس الشرفي لحركة المهندسين السيد ادريس مرون وزير التعمير و إعداد التراب الوطني الأسبق، الدور الأساسي للمهندسين في التنمية المستدامة، مسجلا أن مفهوم الاستدامة ينبغي اعتماده في جميع القطاعات و المجالات. وأضاف "أن الوقت قد حان للدول الإفريقية لتكون في مصاف الدول المتقدمة"، مبرزا أن التطور لا يمكن أن يتحقق إلا بتضافر جهود جميع الدول الإفريقية وتثمين إمكانياتها. وأكد السيد مرون أهمية العنصر البشري ولاسيما المهندسين الذين يساهمون بشكل لافت في التنمية المستدامة من خلال إقامة مدن ذكية واقتصاد عن بعد وتواصل سريع. ومن جهته، قال رئيس حركة المهندسين السيد حميد خليفي إن مفهوم الهندسة يرتكز على مقاربة شمولية تأخذ بعين الاعتبار، فضلا عن الجانب الاقتصادي، المظاهر البيئية والاجتماعية المتعلقة بالرهانات البعيدة المدى. وفي هذا الصدد، أوضح السيد خليفي خلال كلمة ألقاها في افتتاح المنتدى أن التسريع و توليفة التقدم العلمي والتكنولوجي في الميدان الرقمي ستؤدي إلى تحولات معقدة والتي ستؤثر ليس فقط على طرق العيش ولكن أيضا على مستقبل القارة برمتها. وأضاف "بصفتنا هيئة للمهندسين، فرؤيتنا لإفريقيا تتجه نحو التنويع الاقتصادي والتحول البنيوي بخلق مناصب شغل وضمان تكوين الجيل القادم للمقاولين والمبتكرين ، والمساهمة في بناء البنيات التحتية الأساسية في القارة". و في كلمته، نوه السيد حمو أوحلي بحسن اختيار شعار الملتقى الذي يتلاءم مع مضامين التزام وانفتاح المغرب المتواصل لفائدة التنمية بإفريقيا و فتح آفاق جديدة وواعدة في مختلف دول المنطقة و شدد على أهمية المساهمة في تدعيم العلاقات المغربية الإفريقية و تعزيز دور المغرب في القارة السمراء الذي يندرج في إطار التعاون جنوب-جنوب. كما أوضح أن مفهوم الاستدامة الذي يربط كل أنواع الاستهلاك بمبدأ مراعاة حاجيات الأجيال المقبلة هو مفهوم نسبي يتغير من بلد لآخر ويجب علينا تكييفه مع الواقع المغربي مذكرا بأن التنمية بصفة عامة كانت مستدامة من عدمها لن تتحقق بدون فعل الموارد البشرية من مهندسين و أطر باعتبارهم في صلب الابتكار و يتوفرون من الكفاءات ما يلزم و يضمن مساهمة ناجعة و مفيدة من أجل تنمية القارة الإفريقية. كما أشاد في الختام بالتنظيم المحكم للملتقى ودعا بالمناسبة إلى مواصلة تنظيم مثل هذه الملتقيات الوازنة التي تستأثر اهتمام فئة المهندسين والفاعلين السياسيين والاقتصاديين. و من جهتها، توقفت السيدة فاطنة لكحيل، عند الدور الفاعل والمحوري الذي يطلع به المهندس في نشر مبادئ التنمية المستدامة باعتبار المهندسين بشتى تخصصاتهم الركيزة الأساس في مواكبة التطور بإفريقيا خصوصا في ظل عودة المغرب إلى بيته الإفريقي. كما أضافت أن الهندسة لن تكون لها أهمية إلا إذا كانت مستدامة و لن تطبعها الإستدامة إلا إذا كانت تواكب التطورات العلمية و الثقافية و البيئية، علاوة على تنوعها و تشبعها بصفة شمولية و بطريقة متكاملة. وأكدت السيدة كاتبة الدولة على أن المغرب رائد في مجالات شتة، ولمهندسيه المؤهلات الكافية ليلعب الأدوار المنوطة به، بل قادر على أن يضع خبراتها الهندسية في إطار الديبلوماسية الموازية و في تبادل الخبرات و الطاقات العلمية. و في تصريحه، أشاد السيد محمد حصاد بجهود كافة القائمين على هذا الملتقى الذي وصفه بالحدث المتميز و ذو الجودة العالية مؤكدا على أهمية مثل هذه المبادرات و الملتقيات العلمية التي من شأنها أن تساعد على بروز مقاولات شابة و تعزيز سبل الانفتاح والتعاون والبحث وتبادل الأفكار والخبرات بين المشاركين . كما أوضح أن المشاركة الوازنة للمقاولات و المؤسسات الحكومية و غير الحكومية، و الجمعيات المدنية، إضافة إلى المشاركة المكثفة للمهندسين و الأطر العليا التي عرفها هذا الملتقى ستساهم بفعالية و نجاعة في مسار و مستقبل التنمية المستدامة مشددا على أهمية دور التكوين في مجالات التكنولوجيات الحديثة لمواكبة كل التغيرات و التحولات التي يشهدها العالم و المغرب خاصة. والتحول الرقمي هو استعمال الابتكارات التكنولوجية من أجل رفع أداء الهيئات للاستجابة للاستعمالات الجديدة وتطويرها . وعند استعمالها ستؤدي هذه الابتكارات إلى خلق معطيات داخلية وخارجية والتي سيتعين استغلالها وتحليلها من أجل تحسين معارف الزبناء والأشياء والصيرورات وأيضا معارف المستخدمين، كما أن المقاولة لن تستطيع الحفاظ على موقعها في السوق وقطاع نشاطها ، إلا عبر توفرها على حلول ناجعة من أجل تحليل وتحويل المعطيات. جدير بالذكر أنه تم خلال الفعاليات الافتتاحية تكريم السيد أحمد سيبا مدير الأمانة العامة للحركة الشعبية من طرف حركة المهندسين عرفانا و امتنانا له لما قدم من خدمات جليلة منذ تأسيس المنظمة، و تم أيضا تكريم السيد مدير شركة "إيكسلابيزا" على ثقتهم المستمرة كشريك رسمي لهذا الملتقى. تجدر الإشارة أن هذا الحدث العلمي والمقاولاتي بامتياز تضمن أروقة لأكثر من عشرين مؤسسة شريكة وعارضة، و تم كذلك خلال هذا الملتقى الذي امتد ليومين، تجميع القدرات والخبرات في المغرب وإفريقيا عبر ندوات استهدفت محاور عديدة بغية خلق بيئة علمية وثقافية وتقاسم التجارب ومناقشة مختلف مجالات الهندسة الرقمية وآليات تطبيقها في المشاريع بشكل موسع، علاوة على مداخلات حول مواضيع "التحول الرقمي في إفريقيا رهانات وآفاق"، و"الاستثمار في المغرب وإفريقيا مفتاح التنمية الإفريقية" و"مرجع المقاولات الصغيرة والمتوسطة والأعمال الشخصية المؤطرة" ومباراة في الابتكار.