نعيمة ادهم "خيمة الأخوة 1" كانت ناجحة بكل المقاييس، هذا ما أجمع عليه كل من حضر ذلك النشاط المميز والذي كان الغرض منه فتح القلوب قبل فتح الحدود، كان الهدف منه إنسانيا قبل كل شيء، والمطالبة بحق أكيد من حقوق الإنسان ألا وهو الحرية في التنقل. ما يجمعنا بالأشقاء الجزائريين أكثر مما يفرقنا، وأواصر الرحم والمصاهرة والجوار أقوى من أن تهدها حدود خانقة. بدأت الفكرة صغيرة ثم نضجت واختمرت في عقول وقلوب أناس يؤمنون بالحق والحرية ، ويؤمنون قبل ذلك بأن الجزائر والمغرب أمة واحدة. المبادرة كانت من المجتمع المدني، المغربي والجزائري من أجل نصب خيمتين على الحدود يوم 16 يوليوز في إطار يوم دراسي للتحسيس والمطالبة بفتح الحدود بين البلدين.. بدأت التنسيقة أعمالها ولقاءاتها برئاسة السيد مصطفى امعيسى.. هذه اللجنة التي ضمت أيضا فعاليات جمعوية وصحفية ومهتمين.. وضعوا نصب أعينهم الهدف الإنساني متعالين عن كل اختلاف سياسي أو مصالح اقتصادية.. توالت اللقاءات والاجتماعات و التواصل والتنسيق كان مستمرا مع فعاليات المجتمع المدني الجزائري الذين شاركوا في الأفكار وكانوا عازمين على المضي قدما نحو تحقيق الفكرة وتجسيدها على أرض الواقع لولا أنهم تم منعهم من طرف السلطات الجزائرية في آخر ليلة قرب مدينة "مغنية" التي قامت بمصادرة الخيمة التي كانوا ينوون نصبها بمحاذاة الحدود، ومن الطريف أن تلك الخيمة كانت مكتراة من مدينة وجدة. وكانت بعض الاحتجاجات من شباب الفايسبوك الجزائريين الذين كانوا يؤيدون المبادرة، بل خرج بعضهم للشارع محتجا في مدينة "تموشنت" مثلا، الشيء الذي دفع بالسلطات الجزائرية للدفع ببعض البلطجية للتظاهر قرب الحدود مع السعيدية رافضين لفتح الحدود. هذا وتجدر الإشارة أن التنسيقة كانت قد التقت بأحد المسؤولين بالقنصلية الجزائريةبوجدة من أجل الحصول على الراية الجزائرية وقد وعدهم بذلك ، لكنه تملص من وعده. كما قام أحد الصحفيين الجزائرين بالتسلل وقام بأخذ صورة للخيمة المغربية وقفل راجعا حين أحس باكتشاف أمره. نجح المجتمع المدني المغربي في نصب خيمته، بل أن السلطات قدمت كافة التسهيلات والمساعدات من أجل نجاح المسعى الإنساني للخيمة. كان الحضور نوعيا ممثلا في فعاليات المجتمع المدني وأساتذة جامعيين و صحافة وساكنة الحدود التي هي أكثر متضرر من غلقها. حيث رصدنا شهادات حية لعائلات تجمعها القرابة أو المصاهرة مع جزائريين لكنهم عاجزون عن زيارتهم، رغم أن المسافة الفاصلة بينهم لا تتجاوز عشرات الكيلومترات، الأمر الذي تطرق إليه الأساتذة المتدخلون في ذلك اليوم الدراسي حيث أكدوا على أن حق التنقل حق من حقوق الإنسان لا مجال للمزايدة عليه سياسيا. وقد تلت هذه المداخلات مناقشة وأسئلة طرحها الحضور وكذلك أسئلة ومداخلات أرسلها الإخوة الجزائريون عبر الشبكة العنكبوتية والفايسبوك، جل هذه التدخلات كانت تنصب حول ضرورة فتح الحدود وطي معاناة ساكنة الحدود من الطرفين خصوصا. تميز النشاط أيضا بإلقاءات شعرية مميزة لكل من الشاعر الجزائري سعيد هادف والشاعرة المغربية الفتية نعيمة أدهم، قصائد تناولت الوجع الذي يشعر به كل ذي ضمير من كلا البلدين وهو يرى هذه القيود تلف الشعبين الشقيقين. ويرى بعض الملاحظين أن خيمة الأخوة 1 وضعت النظام الجزائري في مأزق وإحراج وأظهرته بمظهر النظام المتسلط القمعي الذي يحارب الحق في التعبير، بسبب منعه نصب الخيمة على الطرف الجزائري، عكس ما حدث على الطرف المغربي حيث لم تعترض سبيل الخيمة أية عراقيل.