نحن جمعيات، منظمات المجتمع المدني، ساكنة بودنيب و معطلوه، و على إثر الأوضاع المزرية التي نعيشها من فقر و تهميش، و نظرا لكون بودنيب منطقة حدودية تعاني من الحرمان على جميع المستويات الإجتماعية، الإقتصادية و السياسية، مما أثر على فشل كل المجهودات التي قام بها المعطلون لخلق مبادرات تنموية و مشاريع ذاتية، علاوة على التقطيع الإداري السابق الذي أثبت هيمنة الجهات الوسطى، و الشمالية الغربية على التنمية . فعدد حاملي الشهادات يقدر بالمئات داخل ساكنة لا يتجاوز عددها 16000ن، وجلها عايشت ولازالت تعايش العطالة لعقدين من الزمن، هذا الوضع الكارثي و المئساوي هو جزء لا يتجزأ من مجموعة من المعضلات التي تتخبط فيها الساكنة و انطلاقا من فهمنا الموضوعي لواقع مدينتنا، المتمثل في غياب أدنى شروط العيش الكريم، من صحة،تعليم،شغل،خدمات، وسكن ...
فقطاع الصحة لازال يعاني من ضعف الخدمات الاجتماعية و نقص حاد في الموارد البشرية النوعية. مما يجعل المواطنين عرضة لمتاعب التنقل إلى المدن.
أما على مستوى التعليم فيلاحظ تدمر لدى كل عناصر المنظومة التعليمية من تلميذ و إدارة و أطر التدريس و كذا نقص حاد في الأطر التربوية، واكتظاظ في الأقسام، ضعف البنية التحتية ( خزانة،مرافق صحية، تجهيزات رياضية...).
أما فيما يخص الخدمات أقل ما يقال عنها أنها شبه منعدمة و من أبرز مشاكلها مشكلة الدقيق الذي يعرف تلاعبا كبيرا بحكم تحكم أرباب المطاحن في العملية برمتها فإذا كانت السلطة تسهر على توزيع الدقيق المدعم، فإن تفويت العملية إلى أرباب المطاحن خلق حركة تهريب واسعة تجعل الدقيق الجيد يباع في "السوق السوداء" على يد كبار التجار الاحتكاريين فيما يعرض علينا في واجهات المتاجر الدقيق الرديء، مما يترتب على استهلاكه من مخاطر صحية على الساكنة.
أما بالنسبة للسكن فالساكنة أصبحت عاجزة على الحصول على سكن لائق نظرا لغلاء المعيشة و صعوبة المساطر الإدارية المطبقة من شهادة الحيازة و رخصة السكن و "الزبونية".
و أخيرا آفة العطالة التي تنخر جسم المعطل و تتزايد نسبتها مع مرور السنوات مما يهدد بإنفجار كارثي يمس سلامة الناس و المجتمع.
أمام هذا الوضع الكارثي و المأساوي الذي يعيشه المعطل و الساكنة بالمدينة نطالب كل السلطات محلية،إقليمية،جهوية و وطنية التعامل مع ملفنا المطلبي و الشامل على اعتبار أنه يشكل حالة إستثنائية و ذلك بوضع إستراتيجية تعبر على إرادة الجميع للإنخراط المسؤول في بناء مغرب يواكب التحولات العميقة التي يشهدها العالم في جميع المجالات