قال الكاتب والشاعر والوزير السابق مولاي إدريس العلوي المدغري المشرف على التظاهرة الثقافية والفنية "كام تو ماي هوم" (تعال الى بيتي) التي اختتمت فعاليات دورتها الثانية مؤخرا بالمدينة الإيطالية لوكا (توسكانا، وسط)، أن هذا الحدث يشكل مغامرة إنسانية وثقافية بامتياز. وأضاف ، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المغامرة التي انطلقت من الدارالبيضاء في شهر أكتوبر الماضي تهدف بالأساس إلى ترسيخ مفهوم الحوار الخلاق بين الثقافات في أذهان الناس. ووجه السيد العلوي دعوة لفنانين آخرين ورجال ثقافة وذوي النيات الحسنة للانضمام إلى هذه المبادرة، التي تهدف إلى أن تصبح مفهوما عالميا، "طالما أنهم مستعدون، ويتمتعون بروح تطوعية وأريحية ونكران ذات". وأكد أن "المشاركة في مثل هذا الحدث تعطي الكثير من الارتياح من حيث تعزيز وصورة البلد وثقافته ، وأيضا على المستوى الفردي، من خلال الانطلاق من فكرة تقديم مساهمات خاصة "، مشددا على أن كل اللقاءات الإنسانية ، التي جرت حتى الآن في إطار هذا التظاهرة ، " هي نتيجة صدفة وكيمياء تكونت على مر السنين بين هؤلاء بعضهم بعضا". وتميزت دورة "تعال إلى بيتي"، التي عقدت في الفترة من 31 مايو إلى 9 يونيو في الموقع الرائع "فيلا روسي" الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن 16، بإبداع عمل شعري موسيقي تحت عنوان "التاريخ الشعري للعالم" ، والذي قدم عرضه الأول بعين المكان أمام نخبة من الشخصيات الإيطالية والمغربية وعدد من الفنانين والمثقفين والصحفيين . ويتكون هذا العمل من 12 أو 13 لوحة ، ويستوحي مختارات من "ملحمة جلجامش"، أول قصيدة معروفة في العالم يعود تاريخها إلى 6 آلاف سنة قبل الميلاد ، مرورا بقصيدة الشاعر الهندي ماهابهاراتا "( 250 ألف بيت شعري)، والأوديسة لهوميروس، ومعلقة امرئ القيس، وولادة وابن زيدون وصولا إلى شكسبير ودانتي ورامبو وغيرهم. وبهذه المناسبة أمتع السيد العلوي ، الذي أصدر عددا من المجموعات منها "بحرية"، "بحثا عن الكلمات" ،الجمهور بقصيدته "ريف سوفاج " (حلم موحش) تحكي قصة قطرة صغيرة ، بمساعدة قطرات أخرى ، ستتمكن من تشكيل جدول صغير ثم نهر يصل إلى المحيط. وهي القصة التي تلخص بدقة روح هذا الحدث الذي تروج له مؤسسة الثقافات العالمية، التي يرأسها هذا الشغوف بالشعر والفن. كما تميزت هذه الدورة ، التي عرفت مشاركة نخبة من الفنانين والموسيقيين والمصممين والمحاضرين والكتاب وعلماء الاجتماع وأصحاب القرار المغاربة والأجانب ، بتنظيم معرض جماعي لسبعة فنانين وحفلات وموائد مستديرة وقراءات شعرية وعرض أفلام وورشات حول الفن التشكيلي وبطولات في الشطرنج وزيارات ثقافية. ومن المقرر أن تحط قافلة "كام تو ماي هوم" الرحال من جديد بالمغرب في إطار دورة جديدة خلال شهر أكتوبر المقبل بمدينة مراكش. وتهدف مؤسسة ثقافات العالم، وهي جمعية مغربية ذات بعد وطني ودولي، إلى النهوض بالثقافة المغربية والقيم المؤسسة على الحوار واحترام الآخر من خلال التفاعل وتلاقي الثقافات، وإرساء حوار حر بين المبدعين في كل أنحاء العالم.