يواصل ادريس العلوي المدغري ٬ المعروف لدى الجمهور العريض بأنه جامعي ووزير سابق وكاتب٬ الغوص في عالم الثقافة والفن ٬ باقتحامه للمشهد التشكيلي٬ وذلك في إطار تجربة تروم استكشاف الحياة في أبعادها المتعددة. هذا ما تكشف عنه ٬ بشكل خاص ٬ تجربته الجديدة المتجسدة في لوحاته الخمسين المعروضة بأحد أروقة الدارالبيضاء من 4 إلى 14 من الشهر الجاري ٬ وذلك في إطار تظاهرة ( كام تو ماي هوم / تعال إلى بيتي) ٬ التي تروم المزج بين الفنون والثقافات والهويات. وتبرز هذه الأعمال غنى في أشكال التعبير الفني وتداخلا في الأجناس الفنية٬ التي تنضاف إلى التنوع في المواضيع والعناوين (العتبات) التي اختارها هذا الفنان - المحب للاستطلاع - للوحاته٬ والتي تغوص في عوالم وفضاءات " النيل " و" الأطلسي " و " القمر" و"المريخ" و"الأسطورة" و"الفصول الأربعة". يقول هذا الفنان - في ما يشبه التعبير عن رؤيته وتصوره لتجربته الفنية - "أرسم وأبدع دون قصد مسبق .. أعمالي الإبداعية توجهها عوامل اللحظة والموهبة والرؤية ". هذا التصور للعملية الإبداعية التشكيلية٬ والذي يشير في جانب منه إلى خرق لحدود الحياة والفن ٬ يجد له حضورا في أعماله التشكيلية سواء بشكل جلي أو خفي. فالرؤية متواجدة في كل الأعمال وتتخذ أشكالا وأوجها متعددة٬ في حين تبرز اللحظة في الاستحضار والاستثمار الإبداعي للقاءات مع أشخاص وكائنات بشرية حقيقية من بلدان أجنبية. أما الموهبة فهي التي توجه الاختيارات في استثمار الألوان والإيضاءات الفنية ٬ مما جعل هذه اللوحات الخمسين - التي تناجي التفاؤل - مطبوعة بالحياة والحركية. وللإشارة ٬ فإن تظاهرة ( كام تو ماي هوم ) ٬ المنظم في إطارها هذا المعرض التشكيلي الذي حجت لحفل تدشينه عدة شخصيات خاصة من عالم الثقافة ٬ تروم مزج الفنون بالثقافات والهويات على أساس مبادئ الحرية والحوار الخلاق بين الثقافات ٬ والتقاسم والتمازج. في هذه التظاهرة التي تقوم على مبدأ الحرية في التعبير والتفكير ? تتداخل أجناس فنية متنوعة ? وتعلو قيم المشاركة واقتسام الأفكار ? والحوار المبدع في فضاءات لعرض فنون التشكيل ونفيس المجوهرات وأمسيات للموسيقى وأخرى للشعر وعروض لفن الركح وفن الحكي وورشات للفن التشكيلي والمسرح. وقد برز هذا التقاسم والتمازج من خلال فقرات فنية تنشيطية لفنانين أجانب منهم الفنانة اليابانية ( أكان نيتسو) التي أتحفت الحضور خلال حفل التدشين ٬ بفقرة موسيقية على آلة (الكوطو / آلة وترية تستعمل في الموسيقى اليابانية التقليدية ) ٬ علاوة على فقرات أخرى ساهمت في تنشيطها فنانة الديزاين الصينية ( جيارونغ وو كوبيلينسكي ).