خلدت الأسرة الادبية في مدينة المحمدية اليوم السبت اليوم العالمي للشعر،الذي أضحى تقليدا كونيا بعد أن أقرته المنظمة العالمية للتربية والثقافة سنة 1998 بتوصية من المغرب. وأكدت الرابطة الثقافية والفنية للمحمدية التي أحيت هذه المناسبة بتعاون مع النيابة الإقليمية للتربية الوطنية وكلية الآداب والعلوم الإنسانية في الكلمة الافتتاحية للتظاهرة التي احتضنها المسرح البلدي أن اليوم العالمي للشعر يعد فرصة لدعم التنمية الخلاقة لدى الأجيال الجديدة خاصة في المدرسة والجامعة. وأشارت إلى أنه على الرغم من المصاعب التي يواجهها الشعراء في طبع وترويج إبداعاتهم الشعرية،نظرا لهيمنة تعددية وسائط الاتصال اليوم وثقافة الربح المادي فإن إحياء اليوم العالمي لهذا الصنف من الآداب أصبح يعرف حضورا متزايدا في مختلف مدن المغرب. وتميزت الفترة الصباحية من هذه التظاهرة بتنظيم مائدة مستديرة حول موضوع "الشعر بأصوات متعددة" شارك فيها كل من الشاعر والفنان التشكيلي مصطفى غزلاني والشاعرين أحمد العمراوي وصلاح بوسريف. وقدم السيد غزلاني عرضا تحت عنوان "النص الشعري والنص التشكيلي،الاختلاف التكاملي : المصير والمسار" تناول من خلال أوجه الاختلاف بين النصين والتكامل القائم بينهما باعتبارهما حالة إبداعية من حيث تكثيف الخطاب الرمزي والرؤية الداخلية للمبدع داعيا إلى قراءة الشعر برؤية تشكيلية وتحليل اللوحة التشكيلية بقراءة شعرية. وتعرض السيد العمراوي في مداخلته إلى التمييز بين مستويين من التعامل مع الشعر موضحا في هذا السياق الفرق بين القراءة المدرسية الأكاديمية للشعر التي تعد،برأيه،الخطوة الأولى لاقتحام عوالم الشعر وبين الكتابة الشعرية الإبداعية التي تتجاوز المعايير المدرسية وتنفلت منها بحثا عن التفاعل مع المجتمع الذي يؤطر بيئة الشاعر. ومن جانبه تطرق السيد بوسريف إلى الأعمال الخالدة في ميدان الشعر خاصة منها الإلياذة والأوديسا لهوميروس وغيرهما من بعض القصائد العالمية التي خلدت لأسماء شعراء كبار والذي كتبوا عن أحداث تاريخية مضت وظلت معانيها وعبرها حية في أشعارهم. كما قدم بنفس المناسبة طلبة من كلية الآداب بالمحمدية قراءات شعرية من اجتهاداتهم نالت إعجاب الجهور الحاضر. ويشتمل برنامج التظاهرة في الفترة المسائية على أنشطة متنوعة منها على الخصوص توقيع بعض الدواوين الشعرية لكل من محمد لقلع ونادي أبولو للشعر التابع لكلية الآداب. كما تشتمل على قراءات شعرية لكل من حسن نجمي ووداد بنموسى تتخللها لحظات موسيقية بمشاركة الفنان سعيد المغربي بالإضافة إلى قراءات شعرية لتلاميذ فائزين في مسابقة أدبية بالمناسبة.