واشنطن- أعلن تحالف عالمي يهدف إلى توسيع نطاق توافر لقاحات التحصين، في 4 شباط/فبراير، عن خطة لتوزيع اللقاحات من أجل حماية الفتيات من ڤيروس الورم الحليمي البشري (HPV) في ثماني دول في العالم النامي. وكان التحالف العالمي للقاحات والمناعة (GAVI) قد أعلن عن إطلاق هذه الحملة بهدف تأمين الحماية من المرض لما يزيد عن 180 ألف فتاة خلال اليوم العالمي لمكافحة السرطان. يشكل ڤيروس الورم الحليمي البشري (اتش پي ڤي) السبب الرئيسي للإصابة بسرطان عنق الرحم الذي يودي بحياة 275 ألف امرأة سنويًا، حيث تعيش نسبة 85 بالمئة منهن في الدول الأكثر فقرًا في العالم. واستنادًا إلى بيان صحفي صدر عن التحالف العالمي للقاحات والمناعة، ومركزه في جنيڤ، والمدعوم بتمويلات أميركية ودولية، فإن الحملة تهدف إلى بذل المزيد من الجهود أكثر من مجرد الوقاية من السرطان. إذ إنها ستقدم أيضًا فرصًا للبلدان المعنية من أجل رفع مستوى قدراتها في مجال الرعاية الصحية التي ستحتاج إليها لنشر لقاح ڤيروس الورم الحليمي البشري على أساس يشمل كل بلد بكامله في المستقبل. قال الدكتور سيث بيركلي، المدير التنفيذي الرئيسي للتحالف العالمي للقاحات والمناعة، "إن إدخال لقاح مكافحة ڤيروس الورم الحليمي البشري إلى البلدان النامية يشكل بداية لجهد عالمي لحماية جميع الفتيات من سرطان عنق الرحم، إذ يشكل سرطان عنق الرحم أحد أنواع السرطان الرئيسية التي تُفتك بالنساء في العالم النامي." وتستهدف حملة اللقاح ضد ڤيروس الورم الحليمي البشري كلا من غانا، وكينيا، ولاوس، ومدغشقر، وملاوي، والنيجر، وسيراليون، وتنزانيا. بيد أن التحالف العالمي للقاحات والمناعة ينوي بحلول العام 2015، تقديم الدعم إلى 20 بلدًا للإسراع في توزيع اللقاح إلى مليون فتاة. ويخطط التحالف، بحلول العام 2020، إلى دعم الجهود الهادفة إلى تحصين 30 مليون فتاة في 40 بلدًا. وأكدت وزيرة الصحة في ملاوي، كاترين غوتاني هارا، أن "من الضروري أن تتم حماية الشابات والفتيات ضد سرطان عنق الرحم، المسبب الرئيسي لوفيات السرطان لدى النساء في منطقتنا". وأوضحت: "يشكل لقاح التحصين ضد ڤيروس الورم الحليمي البشري أفضل أمل لنا لحماية الفتيات ضد هذا المرض الفتاك". وجاء في بيان صحفي صدر عن التحالف العالمي للقاحات والمناعة، أن سرطان عنق الرحم بات يودي بحياة عدد من النساء سنويًا في جميع أنحاء العالم أكبر مما يحصل من وفيات خلال الولادة. ومن دون اتخاذ إجراءات أكثر للسيطرة عليه، فإن هذا المرض بات يسير في طريق تجعله أشد فتكًا، ومع احتمال وصول عدد الوفيات إلى 430 ألف امرأة بحلول عام 2020. تستهدف برامج التحصين هذه الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 9 و13 سنة، وذلك لأجل حمايتهن قبل أن يصبحن ناشطات جنسيًا ويتعرضن لخطر الإصابة بڤيروس الورم الحليمي البشري. ومن المقرر أن تباشر معظم البلدان الثمانية المشاركة في برنامج التحالف العالمي للقاحات والمناعة عمليات التحصين في عام 2013، وبصورة رئيسية عبر المدارس والبرامج الصحية لدى المجتمعات الأهلية. والبرنامج يستهدف الفتيات بالتحديد لأن عواقب الإصابة بڤيروس الورم الحليمي البشري بالنسبة لهن تكون أكبر بكثير مما هي عليه بالنسبة للفتيان. فمعظم الرجال لا تظهر لديهم أية أعراض أو مشاكل صحية في حال تعرضوا لڤيروس الورم الحليمي البشري. وقد تتطور بعض أشكال السرطان في الأعضاء التناسلية لدى الرجال بسبب ڤيروس الورم الحليمي البشري، ولكنها تبقى حالات نادرة للغاية. والآن، وبفضل دعم الحكومات، والشركات، والمؤسسات، والأفراد، أُنشئ التحالف العالمي للقاحات والمناعة في عام 2000 ردًا على التراجع في معدلات تحصين الأطفال في العالم النامي. ويُذكر أن الولاياتالمتحدة هي المانح الرئيسي للتحالف، سوية مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس. ومن ناحيته، رأى مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، راجيف شاه، أن التحالف العالمي للقاحات والمناعة، "هو مجرد مثال بارز حول مستقبل سياسة التنمية وتنفيذها لدينا." ويجدر التنويه بأن منظمة يونيسيف، والمفوضية الأوروبية، وغيرها من الحكومات الأوروبية الغربية، واليابان، وجمهورية كوريا، وروسيا، هي أيضًا مانحة للتحالف العالمي للقاحات والمناعة.