سلام محمد العامري [email protected] قال رجل الدولة, والفيلسوف البريطاني فرانسيس بيكون: "ليس أخطر على دولة ما من الخلط بين المكر والحكمة". جَعل من بعض ساسة العراق, الخلط بين الحكمة والدهاء, وكمثال لا يختلف عليه شخصان, فإن سياسة معاوية, كانت سياسة دهاء, بينما كانت سياسة, علي بن أبي طالب سياسة حكمة, وشتان ما بين الحكمة والدهاء, فالعقلاء من يتبعون أهل الحكمة, والمتملقون يتبعون أهل الدهاء. عدم الاستقرار في كل حالة يسمى اضطرابا؛ وهذه الصفة التي تشوب سياسة الدهاة, سببها أنَّ الداهية, يُظهِرُ شعارات الخدمة, من أجل الحكم والتَسلط, ليكسب وِد العامة, ويعمل في الوقت نفسه, تشويه حملة الحكمة, كي لا يحترمهم الشعب, مع انه ينهل من حكمتهم ما ينفعه, فالداهية يحتاج للحكمة, بينما الحكيم لا يحتاج للدهاء, لاكتمال فكره بالحكمة. ليست المصلحة الشخصية مما تتبناه الحكمة, فهي مرفوضة لدى الحكماء, فمن يمتلك المبادئ الوطنية, لا يمكن أن يعمل لشخصه, أو لحزبه فقط, لذلك فقط سقط الساسة, الذين يحملون نظرة آنية, عملوا خلال مسيرتهم, لأنفسهم ولمن ينتموا لهم, متناسين أنهم مهما كان تأريخهم, فإنهم لا يمكن أن يمثلوا الأغلبية في العراق الجديد. هنالك مصدر مهم للحكمة, ألا وهو الذاكرة القوية, وعلى السياسي الناجح, أن يستحضر الماضي, من أجل تنمية الحاضر, لينطلق في مسيرته لبناء المستقبل, فالشعارات التي كان يتم الترويج لها, لا بد ان تطبق على أرض الواقع, وإلا فالوصول للحكم, يصنعُ طُغاة جدد, سرعان ما يرفضهم المواطن. يكتنف المشهد السياسي العراقي, إضطراباً مصحوباً بانشقاقات تقليدية, دون تغيير المنهجية في العمل, ما أفرز حكومات بنفس الوجوه المعروفة, سقطت بعين المواطن, لعدم الرقي إلى الخدمة الحقيقية, فمن الممكن ان تجد من يحكم, ولكن من الصعب أن تّجِد من يحكم بحِكمة. قال أحد الحكماء:" إذا وليت أمرا أو منصبا فأبعد عنك الأشرار, فإن جميع عيوبهم منسوبة إليك", وبناءً على ذلك, فقد عمل تيار الحكمة الوطني, منذ اول يوم لتأسيسه, بإبعاد كل من لا يؤمن بالحكمة. كان الاضطراب الذي مَرَّ به, تيار شهيد المحراب, ناتج عن مخاض حمل تاريخه الجهادي؛ ليلد باكورة مشاريعه, التي تُكللها الحكمة الممزوجة بالوطنية, وليس انفصالا شكلي دون مبادئ.