سلام محمد العامري [email protected] قال أحد الحكماء:" كلّ وعاء يضيق بما جُعِل فيه إلّا العلم فإنّه يتّسع". التأكيد على العلم بشمولية, يجعل من القائد مُحَفزاَ, لحَمَلة كافة العُلوم, الانخراط تحت لوائه, كي يتكامل عمله لقيادة مجتمع, يعمل العلماء والمتعلمين, من أجل الشروع بعملية, بناء منظومة متكاملة, لبناء دولة حضارية. العلوم كما يعلم جميع المطلعين متعددة, والسياسة علم من العلوم, وهناك شباب اختصوا بهذا العلم الراقي, وهو كما اراه عِلم واسع, وعلى من يمارس هذا العلم, الاطلاع والإلمام بالعلوم الأخرى, فالسياسي عليه أن يكون على دراية, بالعلوم الأخرى, ليكون مؤهلا لقيادة المجتمع, ومعرفة التمييز بين المختصين ومعرفة كفاءاتهم. يسعى بعض المهتمين بالشأن القيادي للتكامل المعرفي؛ واخذه من مصادره, التي تكون عند المسلمين, مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة, مما يجعل التكامل المعرفي رصيناً, فيما لو تم التصرف به بحكمة ودراية, مرتبطة بالتشريع الإنساني المتكامل, وهذا ما أهمله أغلب المختصين بالسياسة, لاعتمادهم على المواد الحُكمية, المستمدة من الأفكار البشرية المحضة, فَفُقدت الحِكمة من الحُكام. حسب ما يرى الباحثون, "أن الحكمة, يقتضي ان تتوفر فيها ثلاثة أركان, الحجة, التنبيه, والتوكيد, وأساسياتها الحقيقة, والبلاغة التي تشتمل على, الايجاز والفصاحة, وعِظم المضمون", وبما أنَّ الحِكمة هي مورد العلم, فكان لزاماً على من يريد العمل بالحكمة؛ الاهتمام بالعلم بشكل عام, مع توفير مؤهلات حملة العلم من الشباب؛ فالحِكمة متجددة وغير جامدة. القيادة السياسية تتأقلم وتتجدد وتتطور, إن كان لتلك الحركة الاستمرار, فالحركات السياسية كالماء في الزراعة, إن أريد له أن يكون مفيدا, فيجب جعله جارياً, كي لا تترسخ فيه الملوحة, فيصبح ضاراً بالزرع والارض, مما يجعله بالنتيجة غير صحي للبشر, والمياه الجديدة هي التي تغسل الملوحة وتزيح الضرر. إن فقدان أي ركن من أركان الحكمة, لا يجعل منها حكمة حقيقية, لذا فقد اعتمد تيار الحكمة الوطني, الجديد بتسميته, العريقة وتأريخه العلمي, وحيازته على كافة الاختصاصات, التي انتجت برنامجاً متكاملاً, لقيادة الأمة العراقية, لما شاب التيارات والأحزاب والحركات, الحمود في التعامل مع الوضع, المليء بالمستجدات. إنَّ رفد تيار الحكمة الوطني, بثلة من الشباب الواعي, المتكامل فكرياً لبناء دولة عادلة, مبنية على أساس علمي سليم, يجدد الشباب بالعملية السياسية, التي اعتمدت على جمود الأفكار, التي شاخت ولم تَعُد مستساغة. قال أبو الطيب المتنبي:" آلة العيش صحة وشبابُ – فإذا وَليا عن المرء وِلى", فمن يريد استمرار الحياة, عليه اعتماد استقطاب الشباب.