واشنطن – تقول هيلاري رودام كلينتون إنها سعت هي والرئيس أوباما، خلال السنوات الأربع التي قضتها كوزيرة الخارجية الأميركية، في سبيل الترويج لعالم يتولى فيه عدد أكثر من البلدان مسؤولية أكبر في رسم مستقبلهم. وقد شرحت هذه الإستراتيجية للسياسة الخارجية الأميركية في 29 كانون الثاني/يناير في مقابلات أجرتها عبر الأقمار الصناعية مع شباب في ست مدن في مناطق مهمة من حول العالم. واستشهدت كلينتون بوجود عدة أماكن في أفريقيا حققت فيها هذه الفلسفة تقدمًا ديمقراطيًا ملحوظا. وأشارت إلى "النتائج الناجحة جدًا في الصومال" خلال انتخابات عام 2012، التي أجريت بعد أن قضت القوات الأفريقية على سيطرة المجموعات المدعومة من تنظيم القاعدة. وذكرت وزير الخارجية المغادرة أيضًا الانتقال السلمي للسلطة في كل من غانا وملاوي. وخاطبت مجموعة من الشباب في استوديوهات محطات تلفزيونية في لاغوس، بأن الانتخابات النيجيرية المقبلة سوف تكون مهمة أيضًا، وأعربت عن أملها بأن يتحقق تقدم في الحد من الفساد في هذه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا. وإذ أشارت إلى الدول العديدة التي تشهد عمليات تغيير مضطربة في أنظمتها السياسية، فقد أكدت كلينتون أن العمليات الانتقالية ليست سهلة على الإطلاق وليست محتمة على الإطلاق. وشددت على أنه "يتعين على الناس أنفسهم التحقق" من أن العملية الانتقالية تقود إلى الديمقراطية والازدهار وفرص أفضل في المستقبل. وخلال حديثها مع شباب مثقفين من ست مناطق مختلفة في العالم، ناشدتهم كلينتون التسامح تجاه الخيارات المتعددة التي قد تتخذها تلك الدول خلال هذه المراحل الانتقالية. وفي الوقت نفسه، نددت بالتطرف والتعصب. وطالبت كلينتون الجميع "بالتصدي لأولئك الذين يريدون اختطاف الديمقراطية، سواء أكانوا من الداخل أو الخارج، الذين يؤمنون بأن وجهة نظرهم المتطرفة يجب أن تلغي وجهة نظر كل إنسان آخر. ويتعين على الجميع أن يهبّوا ويتحدثوا علنًا ويعملوا من أجل تطلعات الشعب". وفي سياق ردها على سؤال طرحه أحد الشباب حول الصعوبة المستمرة التي تواجهها النساء في سعيهن لتولي مناصب مهمة في العديد من البلدان، وصفت كلينتون تقدم النساء والفتيات بأنها "قضية حياتي". وقد جاء السؤال من شاب مشارك في حلقة نقاش استضافتها محطة تلفزيون نيو دلهي المحدودة (NDTV) في نيودلهي. ومن الجدير بالذكر أن مسألة تمكين النساء والفتيات وصون حقوقهن قد استأثرت باهتمام الشعب الهندي خلال الأسابيع الأخيرة في أعقاب قيام مجموعة من الرجال بتعذيب واغتصاب فتاة في مقتبل العمر في إحدى الحافلات العامة. وقد توفيت الضحية متأثرة بجروحها، فأطلق الحادث حشودًا عارمة من الجماهير التي انطلقت إلى الشوارع مطالبة بتوفير المزيد من الحماية والاحترام لحقوق المرأة. وأعربت كلينتون عن شعورها بالرضا لأن النساء والرجال الهنود كانوا من بين حشود المتظاهرين. وتساءلت كلينتون، "من يدري ما الذي كان بوسع هذه الضحية أن تساهم به في مستقبل الهند؟ وعندما نضع الحواجز أمام نصف سكان العالم، فإنك تكبح في الواقع تنميتك بالذات كدولة." وتأمل كلينتون، التي سوف تخدم يومها الأخير كوزيرة للخارجية في الأول من شباط/فبراير، بأن تشهد تقدما كبيرًا في هذه المسألة في الهند خلال السنوات المقبلة. وأجابت كلينتون على أسئلة حول السياسة الأميركية تجاه آسيا الشرقية طرحتها مجموعة من الطلاب جمعتهم مؤسسة الإرسال اليابانية (NHK) في طوكيو، بأن الولاياتالمتحدة ترغب في توسيع علاقاتها مع اليابان والصين. وفي الوقت نفسه، أعربت عن قلقها وأسفها حول موقف المواجهة الذي اتخذه زعيم كوريا الشمالية الجديد من خلال إطلاق تهديدات جديدة بإجراء اختبارات نووية. وأعربت عن خيبة أمل حكومة أوباما لأن الزعيم الشاب لهذه الدولة المعزولة منذ فترة طويلة لم يتخذ خطوات أكبر لإدخال دولته إلى حظيرة المجتمع الدولي. وأبلغت كلينتون مجموعة من الشباب جمعتهم في بوغوتا الشبكة التلفزيونية NTN24 بأن الولاياتالمتحدة تمتعت بعلاقات عمل مثمرة مع حكومات أميركا اللاتينية خلال فترة الرئاسة الأولى لأوباما. وعارضت كلينتون سؤال يذكر أن أميركا اللاتينية لا تحظى بأولوية عالية لدى هذه الحكومة، فأكدت بأن التعاون والحوار اللذين تتمتع بهما الولاياتالمتحدة مع أميركا اللاتينية لا يتصدران العناوين الرئيسية للأخبار، التي تهتم في معظم الأحيان بالخلافات والنزاعات. ومثل وسائل الإعلام الأميركية، عبّر الشباب المشاركون في الاجتماعات الستة مع كلينتون عبر الأقمار الصناعية عن فضول كبير لمعرفة خططها بعد مغادرتها منصبها في حكومة أوباما وإمكانية مشاركتها في حملة رئاسية ثانية عام 2016. أجابت وزيرة الخارجية المغادرة بأنها تخطط للتعويض "عن 20 سنة من الحرمان من النوم" ولكتابة مذكراتها. وتجنبت الإجابة على أسئلة حول طموحاتها السياسية اللاحقة، ولكنها عبرت عن تصميمها على مواصلة عملها في تعزيز حقوق وتطلعات النساء والفتيات. كان من بين الشركاء الآخرين الذين ساهموا في المناقشة العالمية هيئة إذاعة الشرق الأوسط (أم بي سي) في بيروت وهيئة الإذاعة البريطانية في لندن.