فال الرئيس السابق كلينتون إن التواضع الذي تحلى به كريستوفر إنما مزية دفعت البعض إلى إغفال الإشارة إلى إنجازاته العديدة كمسؤول حكومي.بقلم ستيفن كوفمان، المحرر في موقع أميركا دوت غوف واشنطن- نعى الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودام كلينتون وزير الخارجية السابق كريستوفر، الذي تضمنت أهم أحداث حياته المهنية التفاوض من أجل إنهاء الحرب في البوسنة عام 1995، والإفراج عن الرهائن الأميركيين الذين كانوا محتجزين في إيران من عام 1979 حتى عام 1981. وقد توفي كريستوفر، الذي شغل منصب وزير الخارجية في حكومة الرئيس كلينتون السابقة من عام 1993 إلى عام 1996، يوم 19 آذار/مارس في لوس أنجلوس نتيجة المضاعفات الناجمة عن إصابته بسرطان المثانة والكلي عن عمر يناهز 85 سنة. في بيان صادر بتاريخ 19 آذار/مارس، وصفه الرئيس أوباما بأنه "دبلوماسي ماهر، ومسؤول حكومي مثابر، ومواطن أميركي مخلص" وبأنه كان "ساعياً مثابراً من أجل تحقيق السلام." وأشار الرئيس إلى أن الحياة المهنية لكريستوفر، "تراوحت بين عمله كمجند احتياطي في سلاح البحرية خلال الحرب العالمية الثانية وكاتب في المحكمة العليا وممارسة مهنة المحاماة والعمل السياسي في كاليفورنيا وواشنطن." وأشاد أوباما "بقيادة وزير الخارجية السابق لمفاوضات السلام في الشرق الأوسط، وتوقيع اتفاقية دايتون عام 1995، التي أنهت الحرب في البوسنة. وقد أشارت التقارير إلى أن كريستوفر قطع مسافة خلال السنوات الأربع التي شغل فيها منصب وزير الخارجية تزيد عن 1,250,000 كيلومتر في الجولات التي قام بها إلى خارج الولاياتالمتحدة. كما شغل كريستوفر أيضاً منصب نائب وزير الخارجية من عام 1977 حتى عام 1981 في حكومة الرئيس السابق كارتر. وفي ذلك المنصب، أجرى مفاوضات في عام 1981 للإفراج عن الرهائن الأميركيين المحتجزين حينها في إيران ولتوقيع معاهدات توريخوس –كارتر التي مهدت الطريق لإعادة السيطرة على قناة بنما إلى دولة بناما بعد عام 1999. وفي بيان أصدرته يوم 19 آذار/مارس، قالت وزيرة الخارجية كلينتون إن موهبة كريستوفر، وإخلاصه وحكمته جعلت منه "دبلوماسي الدبلوماسيين." وأوضحت بقولها إنه "كلما طال بقائي في هذا المنصب، كلما ازداد عمق تقديري للعمالقة الذين سبقوني"، مضيفة أنه "مثل أي واحد من أبناء جيله، أدرك كريستوفر جيداً التفاعل الدقيق بين المصالح القومية، والقيم الأساسية، والدنياميكيات الشخصية التي تدفع العمل الدبلوماسي." وأشارت إلى عمل كريستوفر للمساعدة في إقامة علاقات دبلوماسية للولايات المتحدة مع الصين وتوسيع العضوية في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وإلى جهوده الرامية لتعزيز السلام في الشرق الأوسط وحقوق الإنسان حول العالم. وأكدت وزيرة الخارجية أن "أميركا أصبحت أكثر أماناً والعالم أكثر سلاماً نتيجة للخدمات التي قدمها." تحية من رئيس سابق كما أصدر الرئيس السابق كلينتون أيضاً بياناً يوم 24 آذار/مارس أثنى فيه على التواضع الذي تحلى به كريستوفر والذي قال إنه مزية دفعت البعض إلى إغفال الإشارة إلى إنجازاته العديدة كمسؤول حكومي. وقال الرئيس الأسبق كلينتون "إنه رغم الإنجازات الكثيرة التي حققها كريس، إلا أنه كان أقل المسؤولين غروراً على الإطلاق بين المسؤولين الحكوميين الذين عملت معهم. وقد جعله ذلك هدفاً سهلاً للاستخفاف به. ولكنه ينبغي على جميع الأميركيين أن يشعروا بالامتنان له لأنه امتلك القدرة على التحمل، والصلابة، وحصافة الرأي لكي ينجز أشياء كانت استثنائية بالفعل." كان كريستوفر هو الذي ترأس لجنة البحث عن نائب للرئيس كلينتون عام 1992 وأوصى بالسناتور آنذاك آل غور كنائب للرئيس كلينتون في تلك الانتخابات. وفي أعقاب الانتخابات الرئاسية عام 2000 التي شهدت تنافساً حاداً، قاد كريستوفر الجهود القانونية غير الناجحة للمرشح آل غور لدى المحكمة العليا الأميركية لفرض إعادة فرز أصوات الناخبين في ولاية فلوريدا. وبعد فوز بيل كلينتون في الانتخابات الرئاسية عام 1992، ترأس كريستوفر فريق الانتقال الرئاسي. وكتب الرئيس السابق أن كريستوفر قبل بأن يصبح وزيراً للخارجية "حيث أشرف على تشكيل المجموعة الموهوبة والمتفانية والمتنوعة التي كانت إلى جانب نائب الرئيس حاسمة في تحقيق الازدهار الذي تمتعت به الولاياتالمتحدة في التسعينات من القرن العشرين. وأشاد الرئيس السابق بكريستوفر قائلاً إن "جهوده التي لم تعرف الكلل وحكمه الثاقب على الأمور، ووطنيته العريقة الطراز كلها ساعدت الولاياتالمتحدة في مواجهة التحديات التي أعقبت انتهاء الحرب الباردة."