الكلمة الخاصة باليوم الوطني للمهاجر بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين. – السادة رؤساء المصالح الأمنية؛ – السادة رؤساء الجماعات الترابية؛ – السيدات والسادة البرلمانيون والمنتخبون؛ – السيدات والسادة رؤساء المصالح اللاممركزة؛ – السيدات والسادة أفراد جاليتنا المقيمة بالخارج؛ السيدات والسادة ممثلي وسائل الإعلام حضرات السيدات والسادة كل باسمه وصفته أود في البداية أن أرحب بجميع الحاضرين، وفي مقدمتهم أفراد جاليتنا المقيمة بالخارج، من أجل الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر، الذي يتزامن مع عملية العبور، التي تعرف توافد عددا كبيرا للمغاربة المقيمين بالخارج خلال هذه الفترة من السنة، والتي تمر هذا العام، بجهة الشرق، كما السنوات السابقة في أحسن الظروف. تتميز جهة الشرق بكونها تمثل ما يناهز 30 في المائة من مغاربة العالم، موزعين على عدة دول، من بينها على الخصوص فرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وإسبانيا، وهو ما يمثل رصيدا بشريا ومعرفيا واستثماريا مهما يجب توظيفه في المجهودات التنموية التي تعرفها الجهة التي تعرف نهضة غير مسبوقة منذ أن أعلن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عن مبادرة ملكية لتنمية الجهة بتاريخ 18 مارس 2003. ووعيا بأهمية هذه الشريحة من مواطنينا، فقد بذلت الدولة دائما مجهودات جبارة لتوطيد أواصر انتمائهم إلى وطنهم والدفاع عن مصالحهم ومنحهم وضعا خاصا يناسب التضحيات التي يتحملونها والخدمات التي يقدمونها لفائدة بلادهم. وكان من المبادرات المهمة في هذا المجال، قرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده بتخليد يوم وطني للمهاجر في 10 غشت من كل سنة، احتفاء بمغاربة العالم وعرفانا بما يسدونه من جليل الأعمال للوطن. وقد اختير كشعار لاحتفالات هذه السنة "استثمارات مغاربة العالم: الفرص والتحديات"، لما هو منتظر من مغاربة العالم من دور أساسي من أجل الاستثمار في بلدهم، والإسهام في تقدمه ونهضته. وإن جهة الشرق، التي تعرف طفرة تنموية كبرى، تشكل مجالا ترابيا خصبا وجذابا للاستثمار وإقامة المشاريع، وذلك من خلال تنوع منتجاتها وقوة تجهيزاتها وبنياتها الأساسية من مطارات وموانئ وطرق سيارة ومناطق صناعية ورصيدها الهام في الرأسمال اللامادي، وتموقع الجهة كقطب اقتصادي مهم في مغرب اليوم والغد، كما أن مجلس جهة الشرق التي يشكل تحفيز الاستثمار أحد أهم دعامات برنامج تنميتها الذي يوجد في مراحله الأخيرة من إعداده، قد وضع آليات تحفيزية للاستثمار تخص العقار والتجهيزات وخلق فرص الشغل بالجهة. كما وجب التذكير في هذا الشأن بما تم توقيعه من اتفاقيات السنة الماضية، في إطار برنامج شمولي أطلق عليه إسم "شراكة"، بين مجموعة من الشركاء، ومن بينهم الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة ومجلس جهة الشرق والولاية، والذي يهدف فيما يهدف إليه إلى تيسير سبل إنجاز المشاريع من طرف أفراد جاليتنا بالخارج. وينضاف إلى ذلك تجند الأطر الإدارية والتقنية بمختلف الإدارات لتسهيل مهمة المستثمرين من مغاربة العالم ومواكبتهم. فأفراد جاليتنا بالجهة هم مدعوون أكثر من غيرهم إلى استغلال ما توفره جهة الشرق من ظروف مؤهلات مواتية للاستثمار، والانخراط في المجهود التنموي المجالي. حضرات السيدات والسادة؛ إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، يولي اهتماما خاصا لقضايا وأفراد جاليتنا بالخارج، ويحرص أشد الحرص على العناية بهم، سواء داخل الوطن أو في بلدان الإقامة، إذ ما فتئ جلالته يؤكد على الاهتمام بأحوال الجالية في خطبه السامية، وفي مجموعة من الأنشطة التي يترأسها. وإن الحرص الملكي على الاهتمام بأحوال الجالية يواكبه تدخل عدد من المؤسسات، منها على الخصوص مؤسسة محمد الخامس للتضامن ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، إضافة إلى إحداث وزارة منتدبة تختص بهذه الفئة الغالية. وعلى صعيد عمالة وجدة أنكاد، توجد خلية دائمة تعنى بأحوال أفراد جاليتنا بالخارج، وتوجيههم ودراسة ملتمساتهم، والبحث عن الحلول المناسبة لتظلماتهم وشكاياتهم، وبصفة عامة الحرص على رعاية مصالحهم تنفيذا للتعليمات الملكية السامية الواردة في هذا الشأن. وإن مصالح العمالة ومعها مختلف المصالح اللاممركزة الجهوية والترابية مجندة طوال السنة، وبصفة خاصة مع التزامن مع عملية مرحبا، من أجل خدمة أفراد جاليتنا المقيمة بالخارج، بالسرعة والمرونة اللازمتين. حضرات السيدات والسادة؛ إننا معتزون أيما اعتزاز بجاليتنا المقيمة بالخارج، وبتعلقها بوطنها وبأهداب العرش العلوي المجيد، وبإسهاماتها في تقدم وتنمية بلدنا، وبدفاعها عن القضايا الكبرى والأساسية للوطن وفي مقدمتها قضية وحدتنا الترابية. وإن هذا لدليل على التفاف جميع أبناء هذا الوطن، سواء أكانوا بالداخل والخارج، حول ملكهم وحبهم لوطنهم، وعملهم المستمر على تقدمه وازدهاره والذود عنه. وفي الختام أجدد ترحيبي بأفراد جاليتنا بالخارج وأشكرهم على حضورهم، وأتمنى لهم مقاما طيبا ببلدهم وبين ذويهم وأهليهم. وفقنا الله لما فيه خير بلادنا تحت القيادة الرشيدة لمولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.