ازمة سياسية حقيقية تمر بها الجزائر، فالخلافات السياسية بلغت دروتهافي اليومين الاخيرينبين أجنحة السلطة القائمة في الجزائر، ذلك ما كشفت عنه مصادر جزائرية مطلعة مفادها ان الخلافات في الجزائر لم تعد تقتصر بين علي حداد و عبد المجيد تبون ، وبين هذا الاخير ومستشار الرئيس السعيد بوتفيلقة، بل بين طرفين اكبر وأكثر قوة في السلطة القائمة في الجزائر ، ذلك ان العلاقة بين الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، و مدير مكتب ديوان الرئيس أحمد أويحيى من جهة ، و رئيس الحكومة عبد المجيد تبون من جهة اخرى بلغت مستوى خطير من التوتر، ويبدو ان " الرسالة الرئاسية" وهي عبارة عن توجيهات صارمة ، هي التي افاضت الكأس، ذلك ان الرئيس بوتفليقة وبلهجة حادة أمر الوزير الأول، عبد المجيد تبون، بتوجيه تعليماته الرئاسية التي تحمل طابعاً إستعجالياً على الدوائر الوزارية المعنية، مُشددا على ضرورة إحالة الوزير الأول على النصوص القانونية لمعالجة أي إنحرافات، مطالباً الحكومة بتفادي الإشهار الذي لا فائدة منه والتركيز على خلق جو هادئ يسمح بتحقيق وثبة إقتصادية في مُناخ مشجع.وطالب بتحرير كل السلع المحجوزة قبل إقرار رخص الإستيراد، مُشدداً على وزير المالية بدراسة الملفات عاجلاً، وتحرير السلع التي ثبت أن طلبيتها قبل فرض رخص الإستيراد. وتأتي خرجة الرئيس بوتفليقة، بالتزامن مع حالة الاحتقان التي سادت الرأي العام في أعقاب ما يصطلح عليه "حملة ممنهجة" يقودها الوزير الأول، عبد المجيد تبون، ضدّ المتعاملين الاقتصاديين، وهو ما يهدّد بفشل مخطط الإنعاش الإقتصادي الذي ستكون له انعكاسات وخيمة على الاقتصاد، خاصة وأنّ نظام رخص الإستيراد فتح الباب للمضاربة والاحتكار، وهو ما انعكس على الأسعار التي تؤثر على القُدرة الشرائية للمواطن الا ان الغريب في هذا التطاحن السياسي الذي تمر به الجزائر ، هو ما اكدته الاخبارأمس من مصادر حكومية جزائرية أن ما تم ترويجه من قبل بعض الأوساط الإعلامية على أنه تعليمة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى الوزير الأول يطالبه فيها بوقف الحرب على رجال المال والأعمال، هو في الحقيقة طلب صدر من مكتب مدير ديوان الرئيس أحمد أويحيى قبل أسبوع من بداية عطلة الوزير الأول عبد المجيد تبون الذي يتواجد حاليا بفرنسا، ليتبين بالملموس ان الرئيس الجزائري – المريض في قصر المرادية- لا علم له بما يجري في البلاد، وان احمد اويحيى هو المتحكم في زمام الامور بمعية المستشار السعيد بوتفليقة … ويرى المتتبعون في الشأن السياسي الجزائري ، ان ما زاد في الطين بلة في هذه الازمة السياسية هو الاسباب الحقيقية وراء إخراج الرسالة التي صدرت قبل أيام إلى الرأي العام الآن بعد أسبوع من إرسالها والتي تطرح عدة تساؤلات بخصوص توقيت تسريبها إلى الإعلام ، المتزامن مع وجود الوزير الأول عبدالمجيد تبون في عطلة بفرنسا، وكذلك عقب اللقاء الذي جمعه برئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب، وهو اللقاء الذي طرح اكثر من علامة استفهام…. هذا وتوضح المصادر، أن المعلومات المتوفرة في هذا الموضوع تؤكد أن الأسابيع القليلة القادمة ستشهد تطورات مهمة جدا من بينها احتمال تنحية الوزير الأول عبد المجيد تبون وتعيين وزير أول جديد، أو احتمالات أخرى تدخل في إطار الخلافات بين أجنحة السلطة القائمة في الجزائر. محمد علي مبارك