عمار العامري يعد السيد مهدي الحكيم؛ من أبرز اقطاب التحرك السياسي, وقادة التيار الإسلامي في القرن الماضي, ضد السلطات والتيارات المنحرفة, تصدى منذ سنوات شبابه الأولى للتيارات القومية والماركسية, وأخذ يطرح الفكر الإسلامي بأسلوب موضوعي معاصر, متخذ من الصحن العلوي منطلقاً له. ساهم السيد الحكيم؛ بتأسيس أول حزب سياسي يهدف لتنظيم الشباب الإسلامي, مواجهة تباين مواقف عبد الكريم قاسم؛ لاسيما تشجيعه المد الشيوعي, الذي هاجم المعتقدات الإسلامية علناً, ونشر ثقافة التفسخ الثقافي والاجتماعي, فيما تصدى لنظام عبدالسلام عارف؛ الذي رسخ النزعة الطائفية, وحارب مكونات الشعب العراقي كافة. أقر العارف النظام الاشتراكي, وأستهدف رؤوس الأموال الشيعية, وأحاول مقاتلة الأكراد, فكان للحكيم دوراً بتحشيد المرجعية الدينية للتصدي لتلك النزعات, بعد وصول البعثيين للحكم عام 1968, لم يختلفوا عن سابقيهم في مواجهة التيار الإسلامي, استهدفوا الحكيم لما يتمتع من دور قيادي, وعلاقات واسعة ورؤية ثاقبة. مما أضطره لمغادرة العراق, بعدما لفقوا عليه تهمة, استهدفت سمعته السياسية, فلم يتوقف عن التصدي للممارسات البعث, هاجر العراق نحو الكويت وباكستان والامارات العربية, واستقر في لندن, توسع نطاق عمله السياسي والاجتماعي على الساحة الإسلامية, ساهم بأنشاء العديد من المشاريع السياسية والثقافية والاجتماعية بتلك الدول. تمحورت حوله اقطاب المعارضة العراقية كافة, وكانت لرؤياه السياسية مقبولية كبيرة, فطرح عدة مشاريع منها؛ "الجبهة الوطنية الإسلامية" و"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية", كما ساهم في عقد "مؤتمر نصرة الشعب العراقي" و"مؤتمر الكوادر الإسلامية" أذ كان لخطاباته تأثيراً بتوحيد الصوت العراقي, وإيصال مظلوميته لأروقة الأممالمتحدة. تعرض لأربع محاولات اغتيال بائت بالفشل, نتيجة لتحركه الفاعل لأضعاف النظام السابق, وما أشيع لاختياره البديل الأفضل, لقيادة العراق لمرحلة ما بعد صدام, أستدرجه حسن الترابي بالتعاون مع المخابرات البعثية, لحضور مؤتمر إسلامي اقيم بالخرطوم, فاغتيل على يد المخابرات الصدامية, مساء 16/1/1988 في فندق الهليتون. بتلك اللحظات الفجيعة؛ رحل الشهيد المجاهد السيد مهدي الحكيم, الى الرفيق الأعلى طاوياً أخر الصفحات الناصحة, لتاريخ كتب بتضحيات ودماء قادة التحرك الإسلامي السياسي, ليكون مهدي الحكيم؛ فعلاً سفير المرجعية الدينية, وشهيد التيار الإسلامي الخالد. 16-1-2015