عمار العامري يعد المرجع الإمام محسن الحكيم؛ من القلائل في تاريخ الحوزة العلمية, الذين احدثوا انعطافه جوهرية, بقيت الاجيال تستذكرها على مدى العصور, حيث كسر طوق المنع الذي فرضته القوى الكبرى, بتنفيذ اذرعها في العراق على المرجعية الدينية, فكانت مرجعية الحكيمالرائدة في التأسيس لعصر جديد ومزدهر, للشيعة في العراق والعالم معاً. الإمام الحكيم؛ سليلاً لأسرة حسنية هاشمية, كان جدهم الاعلى طبيباً, فيسمى حكيم فشاع صيته "الحكيم", تولى اجدادهمسدانة الحضرة العلوية, وارتقىشأنها بالحياة الاجتماعية بالنجف الاشرف, فصارت من اعيان الشيعة واشرافها, فبرز والده عالم دينياً, يشار اليهم بالبنان, فتوسعت ادوار هذه الاسرة الكريمة, في مطلع القرن العشرين وما بعده, ساهم الإمامالحكيم بقيادة مجموعة من المجاهدين للقتال ضد الاحتلال الانكليزي. كان الفترة بين عامي 1921-1946, من بين اكثر المراحل التاريخية تضييق على الحوزة العلمية,ومنعها من اداء ادوارها بالشكل المناسب,بسبب القرارات المفروضة من السلطاتآنذاك, وما إن اثنيت الوسادة للإمام الحكيم, وتوليه مقاليد المرجعية خلفاً للراحل الاصفهاني, حتى لاحت بالأفق ملامح المواجهة, واخضاع السلطاتلإرادته الصلبة, فرفض استقبال الملك كما كان متعارف, نتيجة لعدم تلبيته احتياجات أبناء المدينةالامنين. لتبدا مرحلة مهمة وايجابية للمرجعية الدينية, وفي عدة مجالات؛ أسسالإمامالحكيم جهازهالمرجعي,لتنظيم وادارة شؤون الحوزة والمرجعية معاً, ثم ارسل الوكلاء والمعتمدين الى المدن والمحافظات العراقية,للقيام بدور الارشاد والتوجيه وتبليغ الرسالة الاسلامية للناس,فانتشرت المكتبات العامة باسم "مكتبة الإمامالحكيم" وشجع التأليفوالنشر, ودعم الحركة الثقافية والفكرية, وفتح العديد من مدارس العلوم الدينية, بمدن النجف وكربلاء والحلة. كان الإمامالحكيم؛ من اكثر المهتمين بشؤون المسلمين كافة,داخل العراق وخارجه, فيعد أول من أفتى بجواز العمليات الاستشهادية في فلسطين,ودعم الحركات التحررية فيها, ودافع عن حرمة رجال الدين من المذاهب الاخرى, فراسل جمال عبد الناصر, حول العفو عن سيد قطب, وتدخل في التجاذبات السياسية, بين الاسلاميين والتيار العلماني في باكستان, منعاً للضر الذي يصيب الشيعة هناك جراء ذلك. الإمامالحكيم؛ حفظ دماء العراقيين جميعاً من الاراقة, بسبب الصراعاتالايدولوجية والطائفية, فأوقف المد اليساري بفتواه العظيمة, حرمة الفكر الشيوعي "الشيوعية فكراً والحاد", بعد المجازر المروعة, التي استباحة الحرمات, وانتهكت المقدسات, حرم قتال الاكراد, بحجة انهم "بغاة", عندما اراد عبد السلام عارف ذلك, ليقف الحكيم حائراً بوجه نظام البعثيواطروحته الفاسدة, التي فندها الحكيم منذ الايام الاولى, لانقلابهم الاسود 1968. فالإمام الحكيم؛ كان فعلاً مرجعاً للامة عامة, المسلمين وغير المسلمين, العرب والاكراد وغيرهم, مثل الامتداد الطبيعي والصادق لمشروع النبوة والامامة, دافع عن مبادى الاسلام واحكامه, ونبذ كل اشكال التعسف والاقتتال, حافظ على كيان الدولة واستقرار شعبها, من عبث السلطات المتعاقبة, فاستحق أن يكون؛ عنواناً للمرجعية الانسانية, ورمزاً للوحدة الاسلامية والوطنية.