ندد بو بكار سيي رئيس "آفاق بلا حدود" وهي منظمة غير حكومية ، في بيان تم تعميمه يوم الاحد الاخير عمليات طرد مهاجرين وانتهاكات حقوق الإنسان من طرد السلطات الجزائرية ،وهو السلوك الذي يعد بمثابة عار بالنسبة لإفريقيا، حسب ما جاء في البيان. وأفادت منظمة "آفاق بلا حدود" أن "الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام عبر العالم حول الوضعية المزرية للمهاجرين بالجزائر لا تشرف القارة الإفريقية، وحسب ذات المصادر، فإن المعيش اليومي للمهاجرين ومعظمهم من جنوب الصحراء، يتأرجح بين كراهية الأجانب والعنصرية وعمليات الطرد بما يهدد سلامتهم ، مشيرا إلى أن تنامي العنصرية في المدن الكبرى مثل الجزائر العاصمة ووهران يمكن أن يتسبب في إحداث اضطرابات في مجموع أنحاء البلاد. وخلصت "آفاق بلا حدود" إلى أنه "يمكن أن نقول، بكل ثقة، إن الأمر يتعلق فعلا بانتهاكات لحقوق الإنسان، ولا سيما للفصلين 3 و5 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"، مسائلة المجتمع الدولي حول مصير هؤلاء المهاجرين الذي يوجدون في "محنة ووضعية هشة وإذلال بالجزائر".من جهتها أكدت إذاعة "إر إف إ"، اليوم الجمعة، أن وضعية المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء في الجزائر تحولت إلى معاناة حقيقية، مذكرة بأن مئات المهاجرين تم توقيفهم نهاية الأسبوع بالجزائر العاصمة، وإرسالهم إلى مخيم تامنراست جنوب البلاد. وأوضحت (إر إف إي) أن السلطات الجزائرية طردت، الأربعاء الماضي، مجموعة من هؤلاء المهاجرين قاربت 1400 مهاجر نحو النيجر ووصلت إلى أكدز، في حين لا زال البعض في تامنراست حيث يعيشون أوضاعا مزرية. وأضافت الإذاعة الفرنسية أن "المهاجرين الذين أرسلوا إلى مخيم بتامنراست تم تكديسهم في بيوت جاهزة (25 في كل غرفة)، ويفترشون الأرض، ويقضون حاجتهم في أكياس من البلاستيك " مؤكدة أنهم يحصلون على وجبة واحدة كل يوم. وقالت مهاجرة في تصريح للإذاعة إن "الشرطة تأمرنا بالبقاء بالداخل، وإذا ما خرجنا، نتعرض للضرب، فهم يعاملوننا معاملة الكلاب ".. والغريب في الامر انه في ظل هذه المعاناة، اتهم مسؤول جزائري سامي المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء بنشر داء فقدان المناعة المكتسبة في البلاد. بل و صرح فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية للنهوض وحماية حقوق الإنسان، ومحامي السلطة، لجريدة محلية، حسب إذاعة (إر إف إي)، أن هذه الأمراض "تعتبر شيئا عاديا " بالنسبة لهؤلاء المهاجرين. وقالت إذاعة "كانكان" الغينية " نحن نشهد اليوم في الجزائر سيناريو مروعا يذكر بالرعب الذي ميز فترات كالحة من التاريخ، لكن أشقاءنا من إفريقيا جنوب الصحراء هم المستهدفون هذه المرة. إنها فترة تحولت فيها الجزائر إلى خبير في الطرد اللاإنساني للمواطنين الأفارقة " وتابعت "هؤلاء الأشقاء من ذوي البشرة السوداء تم ترحيلهم إلى تمنراست في أقصى جنوبالجزائر، قبل أن يتم حشرهم في ظروف لاإنسانية في مخيمات تقليدية بنية إجرامية مروعة لطردهم إلى الدول المجاورة". و قالت الجمعية النيجرية للدفاع عن حقوق الإنسان، في شخص رئيسها جبريل أبراشي، إن "الظروف التي تم فيها ترحيل الجزائر لمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، مؤسفة" حقا، ودعت الجمعية الاتحاد الإفريقي والمؤسسات الإقليمية إلى اتخاذ موقف بخصوص هذا الوضع. وندد المجلس الأعلى للفاعلين غير الحكوميين بالغابون، بما اقدمت عليه الجزائر المكلفة بملف حقوق الإنسان داخل الاتحاد الإفريقي، "وهو ما يشكك في قدرات الجزائر على بلوغ إفريقيا موحدة" حسب المصادر ذاتها. وفي سياق ذي صلة، دق المجلس الأعلى للجالية المالية "جرس الإنذار للسلطات العليا بالبلد" حول مصير المواطنين الماليين المرحلين "بشكل تعسفي" من طرف الجزائر، إذ ندد في بلاغ رسمي نشره على موقعه، بالطرد "التعسفي" الذي طال مواطنين ماليين خلال عملية الترحيل التي نقلتهم لمسافة تقارب ألفي كلم إلى تامنراست نحو الحدود النيجرية المالية. للإشارة فاتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين وبروتوكولها لعام 1967، التي تعد الجزائر طرفا فيها، تمنع الدول من طرد أو إعادة لاجئ إلى مكان تتعرض فيه حياته أو حريته للتهديد، في إطار مبدأ عدم الإعادة القسرية. محمد علي مبارك