مازال طرد الجزائر للمهاجرين الأفارقة يثير الكثير من ردود الفعل المستنكرة، و في هذا الاطار أكد الكاتب العام للحركة الإيفوارية لحقوق الإنسان، كوليبالي براهيما، أن الطرد القسري الذي قامت به السلطات الجزائرية في حق مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، يشكل انتهاكا صارخا لأبسط الحقوق الإنسانية. وقال كرليبالي "ندد بقوة بهذا السلوك غير المتناسب من جانب السلطات الجزائرية، والمنتهك للاتفاقيات الدولية وللميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان الذي يمنع بشكل جلي أي عمليات ترحيل جماعية". ووصف كوليبالي مبادرة السلطات الجزائرية هذه ب"المجرمة" و"غير المتناسب"، منددا بالظروف "البشعة" و"الخطيرة" التي تم فيها توقيف وترحيل هؤلاء المهاجرين المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء نحو مدينة تامنراست في أقصى الجنوبالجزائري، قبل طردهم نحو بلدانهم الأصلية عبر النيجر. وندد بوجود أطفال ونساء ضمن الأشخاص المرحلين، داعيا الجزائر، باعتبارها بلدا موقعا على اتفاقية الأممالمتحدة حول حقوق الطفل، وكذا على اتفاقيات أخرى، إلى وقف هذا الطرد الذي لا يشرفها على الإطلاق. وخلص إلى أن على الاتحاد الإفريقي وباقي المنظمات الدولية المعنية بالقضية التفاعل بشكل فوري لأنه "لا يمكننا باي حال من الأحوال قبول هذا النوع من السلوكات". "هل كوننا سودا يحرمنا من الحق في حد أدنى من الكرامة". وندد المجلس الأعلى للفاعلين غير الحكوميين بالغابون وشبكة منظمات المجتمع من أجل اقتصاد أخضر بإفريقيا الوسطى، السبت، ب"الترحيل المكثف والقسري" لمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء من طرف الجزائر، داعين الاتحاد الإفريقي والمؤسسات الإقليمية إلى اتخاذ موقف بخصوص هذا الوضع. وقال منسق المجلس الأعلى للفاعلين غير الحكوميين بالغابون، نتزانتزي مياغو، والرئيس التنفيذي لشبكة منظمات المجتمع من أجل اقتصاد أخضر بإفريقيا الوسطى، إنه إثر عملية الترحيل المكثف والقسري لمهاجرين ينحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء، من طرف الجزائر، "نسائل الاتحاد الإفريقي بخصوص العنف الذي تعرض له المهاجرون من طرف الحكومة الجزائرية، ونطالبه بإدراج هذه القضية في أجندة اجتماع يناير المقبل". كما نوه المسؤولان بالإدانة التي عبر عنها مسؤول التواصل بمنظمة العفو الدولية بالجزائر، الذي طالب بإحالة المسؤولين عن هذه الانتهاكات على القضاء من أجل حماية المهاجرين من الاعتداءات المدنية والاعتداءات الجنسية وكراهية الأجانب. كما نددت الجمعية المالية للمهجرين السبت، بطرد الجزائر للعديد من المهاجرين المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء، من ضمنهم 400 مواطن من مالي، واصفة الأمر ب"الإهانة الرهيبة" و"المعاملة اللاإنسانية". وأوضحت الجمعية في بيان لها أن "400 من مواطنينا تعرضوا مؤخرا لإهانةرهيبة ومعاملة لاإنسانية بعد توقيفهم من طرف السلطات الجزائرية قبل اقتيادهم الخميس المنصرم إلى تامنراست التي سيتم طردهم منها نحو باماكو". وأضاف المصدر ذاته أن "القلق اليوم يهم مآل 200 مالي محتجزين في مختلف سجون الجزائر"، مشيرا إلى أنه، و"حسب رابطة حقوق الإنسان، فإنه من المرجح أن يكون ما يفوق 1400 مواطنا من إفريقيا جنوب الصحراء قد تم توقيفهم وحشرهم في السجن كما الخرفان". وجاء في بيان الجمعية أن "وجوه العديدين تشي بالحزن. والعديد منهم قلق بشأن مصيره. مصالح الأمن الجزائرية حرمت ضيوفها من كل ما يمتلكون: هواتف، أجهزة تلفاز، ثلاجات، أموال".