أستاذ الملك وصديق البصري يرى الأستاذ عبد القادر باينة أن من بين الأسماء الأساسية التي ساهمت في صناعة الدستور المغربي نجد الفرنسي موريس ديفيرجي، الذي كان أستاذا للملك الراحل الحسن الثاني في بوردو الفرنسية، حيث كان من المساهمين الأساسيين في وضع الدستور المغربي لسنة 1962. وأضاف باينة إن من الأجانب الذين كانوا وراء صياغة الدستور المغربي، كان هناك العديد من الأسماء منها جاك رولير روبير، هذا الأخير الذي توفي. وفي مرحلة أخرى، كانت هناك أسماء فرنسية، تولت هي الأخرى المساهمة في وضع الدستور المغربي مثل جاك روسي، الذي يعتبر من أصدقاء وزير الداخلية الراحل ادريس البصري. ويقول الأستاذ عبد القادر باينة أن هؤلاء الأجانب ينتمون إلى فرنسا بحكم أن المغرب استوحى دستوره عن الدستور الفرنسي. ومن بين المساهمين في وضع الدساتير المغربية، يضيف باينة، هناك عبد الهادي بوطالب الذي هو الآخر ساهم في وضع الدستور المغربي، بصفته مستشارا للملك الراحل الحسن الثاني آنذاك. مساهمة الأجانب كانت تقنية من بين الأسماء الأجنبية التي ساهمت في وضع الدستور المغربي، هناك ميشيل روسي الذي ساهم في وضع دستور الجمهورية الخامسة، هذا ما أوضحه سعيد خمري، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، مضيفا أن مساهمة هؤلاء الأجانب اقتصر على الجانب التقني فقط، إذ قدموا خبرتهم بالمقابل، أما من حيث المحتوى وما يجب أن يتضمنه الدستور من حيث توزيع السلط والبنيات داخله، فكان من اقتراح الملك الراحل الحسن الثاني، وعن الأسباب التي كانت وراء الاقتصار على هذه الاسماء الفرنسية دون غيرها يرى الاستاذ سعيد خمري أن هناك عاملا تاريخيا يتجلى في الاستعمار وبالتالي ظل النموذج الفرنسي الأقرب ليس للمغرب فحسب، بل لكل دول المغرب العربي. ونبه خمري إلى أن الاقتباس من الدستور الفرنسي ليس معناه الاستنساخ التام لدستور الجمهورية الفرنسية، بل الأمر تعلق بتقنيات القاعدة الدستورية المرتبطة بالعلاقة بين المؤسسات الدستورية أو التنصيص على بعض الحقوق أما جوهو نظام الحكم، فتم تثبيته بقواعد دستورية، لكنها مستلهمة من تاريخ وتراث المغرب الاسلامي.