تعرف قصبة مديونة التاريخية هذه الايام اهتماما ملحوظا من طرف سلطات الإقليم، التي تشرف احدى مصالحها التقنية على عملية ترميمها. ويعود هذا الاهتمام بعد أن أصبحت أسوار القصبة عرضة للتلف وأضحت جوانبها آيلة للسقوط مما زاد في تشويه معالمها التاريخية ، خاصة الباب الرئيسي الذي يتواجد بشارع القصبة ، حيث أصبحت جنباته عبارة عن مجمع للنفايات والأزبال. وقد خصص المشرفون على الترميم ميزنية مهمة بالاضافة الى المواكبة والمراقبة اليومية للمصالح التقنية بالعمالة ، وذلك من أجل الحفاظ على المعالم التاريخية للقصبة التي تعتبر من أهم الموروثات الحضارية بالمنطقة. وقد عبر عدد من فعاليات المجتمع المدني بمديونة عن ترحيبهم بهذه الالتفاتة من قبل السلطات، في الوقت التي تقاعست الجهات الوصية على الشأن المحلي من مجالس محلية متعاقبة على التسيير بالمنطقة التي همشت هذا الارث الحضاري . وللإشارة فإن قصبة مديونة التاريخية تعتبر من أهم القصبات التي بناها السلطان مولاي اسماعيل بالمغرب، حيث كانت تعتبر محطة مهمة بالنسبة للقوافل التجارية القادمة من فاس في اتجاه مراكش وكذا الرحلات التي كان يقوم بها السلطان مولاي اسماعيل من أجل استتباب الامن بالبلاد، كما اتخذتها سلطات الاحتلال الفرنسي والبرتغالي نقطة مهمة للمراقبة الامنية لجيوشها لفرض سيطرتها على منطقة الشاوية، واعتبارها منطقة مؤونة لقوافلها وجيوشها المرتكزة بميناء الدارالبيضاء. كما جعلت السلطات الفرنسية سنة 1907 إحدى جنباتها مجزرة لتزويد رعاياها وجنودها المتمركزين بالمنطقة باللحوم الحمراء.