عندما تقف بباب قصبة شالة، تطالعك لوحة كبيرة تحمل العنوان التالي: "تصميم موقع شالة الأثري" هذا التصميم يثير انتباه الزوار إلى المواقع الموجودة بداخل هذه المعلمة التاريخية وذلك كالأتي : قصر العدالة، المدرسة الزاوية، معبد الكابتول، المسجد، حوض النون، المعابد الموريطانية، الحمام، ضريح أبي الحسن، الساحة العمومية، الحي الحرفي، إلى غير ذلك من المواقع الأخرى، وبجانب هذا التصميم توجد لوحة أخرى مكتوبة باللغتين العربية والفرنسية، تقرأ في مطلعها مايلي : (شالة من أهم المواقع الأثرية بالرباط). أما بخصوص أبي الحسن الملقب" بالسلطان الأكحل" دفين قصبة شالة، فقد ورد بشأنه في كتاب" مذكرات من الثرات المغربي"، الذي أنجز من طرف مجموعة من الباحثين المغاربة، مايلي : ((هو أمير المؤمين أبو الحسن علي، بن أمير المؤمنين أبي سعيد عثمان، بن أمير المسلمين أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق المريني الزناتي، مولده عام 697 ه / 1297م، وبويع عام 731ه/ 1331م، ثم توفي عام 752ه/ 1351م، بعدما استمرت دولته عشرين سنة وثلاثة أشهر ويومين ... وفي بعض أيامه توحد المغرب العربي تحت ولايته: بدءا من السوس الأقصى وما وراءه وإنتهاء عند مسراتة، قريبا من الحدود المصرية، فضلا عن انفساح هذه المملكة بالأندلس حتى مدينة روندة. يتوفر"أبو الحسن" على ثقافة إسلامية، وله إنجازات كتبها له شيوخ المحدثين بمصر والشام والحرمين الشريفين...)) ورغم هذه الأهمية التاريخية التي يتميز بها هذا الموقع، فإن الزائر المغربي يصاب بخيبة أمل كبيرة عندما يلج هذه القصبة ويطلع على الوضع المتردي الذي وصلت إليه مآثرنا التاريخية، حيث تعتبر شالة نموذجا من هذا الوضع . إن" قصبة شالة" أصبحت في حاجة إلى تدخل استعجالي من أجل إصلاح جميع المواقع المكونة لها، حيث لابد من وضعها ضمن أولويات المهتمين بملف ترميم المآثر التاريخية بالمغرب. كما أن الوافد على هذه القصبة يستغرب انعدام وجود مكان صالح لأداء الصلاة، وقد صرح لنا- بخصوص هذه القضية- بعض العاملين بقصبة شالة، أنهم ينتظرون بفارغ الصبر اليوم الذي يتم فيه ترميم المسجد الموجود وسط القصبه، وبذلك يتم إنقاذ هذا المكون الأساسي للقصبة وفي نفس الوقت توفير مكان للصلاة خدمة للزوار المسلمين. وقد التقينا إحدى العاملات بداخل القصبة، فأكدت لنا أن وجود مجموعة من الطيور بالقصبة يساهم في انتشار الأوساخ داخل هذه المعلمة التاريخية. وبخصوص ملف النظافة بهذه القصبة، فإن الجميع أكد على أنه يعرف إهمالا كبيرا لمدة طويلة، إلا أنه في الأيام الأخيرة تم التعاقد مع إحدى الشركات لكي تسهر على تطهير القصبة وتقوم بتشذيب الأشجار التي تظهر في حالة تثير الاشمئزاز، نظرا لعدم الاعتناء بها. كما أن" حوض النون" يعتبر من المواقع التي تحظى باهتمام الزوار، خصوصا الأطفال منهم، فإن الحالة التي يوجد عليها تعتبر عنوانا بارزا للإهمال الذي تعيشه قصبة شالة. ومما يزيد الطينة بلة وجرد بعض المظاهر المخلة بالحياء التي تصدر من بعض المراهقين والمراهقات، خاصة وأنها تسبب حرجا كبيرا لمن كان رفقة أسرته، كما أنها تكشف غياب الأجهزة الساهرة على النظام داخل القصبة، وذلك حماية للزوار سواء كانوا مواطنين أو أجانب. وحسب تحرياتنا، فإنه لا يظهر في الأفق أي مشروع لاستئناف عملية الترميم داخل القصبة والتي توقفت منذ أكثر من ثلاثة سنوات حيث اقتصرت على الأسوار الخارجية دون غيرها. عبد الرحيم بلحاج