أمرت مصالح وزارة الداخلية بالراشيدية بهدم معلمة تاريخية يعود بناؤها إلى سنة 1800 ويزورها العشرات من السياح من مختلف بقاع العالم بمنطقة إملشيل بالراشيدية، بعد أن رفضت وزارة الثقافة ترميمها وطولب من مالكي قصبة أيت بنمو الضخمة والتاريخية، هدمها على نفقتهم وهددتهم بتحميلهم عواقب الكارثة التي يمكن أن تنتج عن انهيار هذه المعلمة التاريخية فوق رؤوس السياح المتوافدين عليها. "" فقد توجه قائد منطقة إملشيل ورئيس الجماعة وممثلين عن السلطات المحلية إلى القلعة المذكورة، وأمروا مالكيها بهدمها في أقرب وقت بعد أن كانت وزارة الثقافة في عهد الأشعري قد قررت ترميمها سنة 1996، وتم رصد مبلغ مالي لذلك حسب بعض المصادر، لكنها لم توف بالتزامها ولم تنفع النداءات الموجهة إلى وزارة الثقافة الجديدة التي تشرف عليها السعدية أقريطيف نفعا في إنقاذ هذه المعلمة التاريخية، التي سيهدم معها تاريخ عريق. وفي رسالة إلى السلطات المختصة سلم لنا صاحب هذه المعلمة، حمو بنمو نسخة منها مرفوقة بصورة هذه المعلمة التاريخية، جاء فيها مايلي: "تعتبر قصبة أيت بنمو التي تتوسط قرية إملشيل من بين أهم المآثر التاريخية بالمنطقة، حيث تم بناؤها سنة 1800، ونظرا لجماليتها، فقد أعطت منظرا جميلا لهذه القرية السياحية، إذ إن كل سائح أجنبي أو مغربي يكون متشوقا لأخذ صور تذكارية بجانبها، وتوجد صور هذه المعلمة بمجموعة من المواقع على شبكة الإنترنيت. وفي سنة 1996 وجه وزير الثقافة آنذاك الأشعري إلى عامل إقليمالراشيدية رسالة، نصت على ضرورة إصلاح وترميم هذه القصبة، وخصص لهذا الغرض مبلغ مالي، إلا أن القصبة إلى يومنا هذا لم تعرف أي ترميم، وقد بدأت تنهار جزءا جزءا، والمثير هنا أن السلطات المحلية أصبحت تجبر أهالي القصبة بهدمها، وبذلك ستقبر معلمة تاريخية تستحق كل الاعتماد المخصص لهذا الغرض منذ سنة 1996." ففي الوقت الذي تعتبر هذه القصبات تراثا إنسانيا مغربيا بامتياز ويرمز إلى تاريخ من الحضارة المغربية، فإنه على ما يبدو أصبحت مهددة بالانهيار، وربما سيكون مصير قصبة أيت بنمو مثل مصير مجموعة من المآثر التاريخية، التي أعدمت بالمغرب ومن ضمنها قبة السلطان التاريخية بالرباط والتي تقع في الطريق الساحلي الرابط بين الرباط وتمارة، التي تم هدمها من أجل مشروع كورنيش الرباط. بالإضافة إلى مجموعة من المآثر التاريخية الأخرى التي يزخر بها المغرب والتي أصبحت مهددة بالاندثار.