تسببت الأمطار الطوفانية التي تساقطت قبل يومين بإقليم الراشيدية في عزل منطقة إملشيل وعدة قرى ومداشر ممتدة بين الراشيدية والريش لساعات. ووجد العشرات من الراغبين في التوجه إلى موسم إملشيل أنفسهم محاصرين بفعل الكميات الكبيرة من الأمطار التي تساقطت في ظرف وجيز، وأدت إلى انهيار عدد من الصخور في المرتفعات المحاذية للطريق. السيول الجارفة أجبرت عددا من الزوار على العودة من حيث أتوا، في حين علق عدد كبير من السيارات وسط المياه بعدما اختفت الطريق التي غطيت بالأوحال وقطع كبيرة من الحجارة؛ ولم يتمكن عدد من السياح من الوصول إلى قرية إملشيل، ومتابعة فعاليات مهرجان موسيقى الأعالي، مما أثر بشكل واضح على النشاط الاقتصادي للمنطقة التي تعتمد بشكل أساسي على الموسم والمهرجان. ورغم الاتصالات التي قام بها عدد من المحاصرين بالمصالح المعنية، فإن الجرافات التابعة للأشغال العمومية لم تتدخل، في الوقت الذي رد فيه رئيس مصلحة الأشغال العمومية على اتصال أحد المواطنين بالتساؤل حول ما إذا كانت الأمطار تتساقط حقا بالمنطقة. واضطر عشرات المواطنين الذين حاصرتهم السيول الجارفة إلى التضامن في ما بينهم وإزالة الأحجار المتراكمة لإفساح الطريق أمام السيارات لمواصلة سيرها، وهي الوسيلة التي كادت تؤدي إلى كارثة بعد أن شارفت إحدى السيارات على الوقوع بنهر أسيف ملول الذي حمل كميات كبيرة من المياه إلى سد الحسن الداخل بالراشيدية، مما تطلب إفراغ جزء من حقينة السد. وكانت نصف ساعة من التساقطات المطرية كافية لتحول المرتفعات إلى شلالات تقذف بكميات هائلة من المياه المليئة بالأوحال على الطرق، وتكشف عن تدهور البنية التحتية في عدد من المناطق التي تصبح معزولة عن العالم في كل مرة تتساقط فيها الأمطار أو الثلوج. وفي سياق متصل، أدى انقلاب سيارة «بيكوب»، كانت تنقل عددا من زوار موسم إملشيل بفعل الحالة المتردية للطريق، إلى إصابة تسعة من ركابها بجروح متفاوتة الخطورة، وظل الضحايا مرميين على الأرض لساعات وهم ينزفون وسط التساقطات المطرية، بالرغم من الاتصالات الهاتفية التي تم إجراؤها من أجل إسعافهم. والتهمت السيول الجارفة أجزاء من الطريق، مما حول الرحلة إلى إملشيل إلى جحيم حقيقي بالنسبة إلى عدد من سكان المنطقة، وكذا عشرات التجار الذين وجدوا أنفسهم عالقين داخل شاحنات تحمل العشرات من رؤوس الماشية. كما أدت الأمطار العاصفية التي تساقطت يوم السبت إلى قطع الطريق الرابط بين إملشيل والقصبة، واضطر بعض زوار الموسم إلى تمديد فترة إقامتهم في انتظار تدخل الجرافات وإزالة الأحجار والأتربة. من جهة أخرى، أدى تساقط كميات كبيرة من البرد (التبروري) إلى إتلاف جزء مهم من محصول التفاح الذي يمثل موردا أساسيا لسكان المنطقة في حين اختفت بعض الحقول بعدما غمرتها مياه نهر أسيف ملول.