ودع العشرات من أطفال إملشيل فصولهم الدراسية والتحقوا بصفوف رعاة الغنم والماعز بالجبال، بعد أن دفع الفقر أسرهم إلى منعهم من مواصلة الدراسة احتجاجا على إقصائها من برنامج تيسير لدعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي. و دخل حوالي 150 تلميذا بمنطقة إملشيل إقليمالراشيدية منذ أزيد من ثلاثة أسابيع في إضراب مفتوح عن الدراسة، بعد أن اتخذت أسر التلاميذ القاطنين بدوار أكدال ودوار تماريين قرارا بمنع أبنائها من مواصلة تعليمهم لضعف مستواها المعيشي، وعدم قدرتها على مواجهة تكاليف التمدرس بعد أن تم إقصاؤها من الاستفادة من منح الدعم الذي قد يغطي رغم هزالته بعض المتطلبات المدرسية. وأكد أحد سكان المنطقة، في اتصال هاتفي مع «المساء»، أن مستقبل الأطفال المدرسي أصبح مهددا نتيجة إصرار الأسر على مواصلة الإضراب إلى حين إرسال مسؤولين إلى المنطقة للتحاور معهم بخصوص عدد من المشاكل التي يعاني منها تلامذة المنطقة ومنها الاستفادة من المنح. وأضاف أن عددا من دواوير إملشيل تعرف معدلات فقر قياسية تدفع الأسر إلى التضحية بمتطلبات أساسية، ومنها التغذية، من أجل ضمان حد أدنى من التعليم لأطفالها الذين يتعين عليهم قطع مسافات وسط الثلوج والتضاريس الصعبة للمنطقة التي تقع على ارتفاع 2300 متر عن مستوى البحر، كما نبه إلى إمكانية حدوث عزوف جماعي لتلاميذ دواوير أخرى في حال عدم انتباه المسؤولين إلى أوضاع السكان الذين يعيشون على مدار السنة ظروفا صعبة خاصة في فصل الشتاء، حيث يستعينون بالشحم والتمر الفاسد لمواجهة البرد . وتعرف منطقة إملشيل نسب هدر مرتفعة حيث تغادر نسبة كبيرة من الأطفال الدراسة عند المستوى الابتدائي من أجل إعانة أسرها التي تعيش من خلال تربية بعض رؤوس الأغنام والماشية. وتعذر على «المساء» الاتصال بنيابة وزارة التربية الوطنية بإقليمالراشيدية من أجل توضيح الملابسات التي وقفت وراء عدم استفادة الأسر من منح الدعم، أو الإجراءات التي سيتم اتخاذها لوقف الإضراب. ويهدف برنامج تيسير إلى الحد من نسبة الهدر المدرسي -حيث يغادر أزيد من 300 ألف تلميذ من الفئة العمرية ما بين 6 و15 سنة مدارسهم سنويا- عن طريق تقديم منح مالية لحوالي 40 ألف أسرة تختلف قيمتها حسب المستوى الدراسي لأبنائها.