انطلاقا من تشخيص واقعي للمدن والأحياء المغربية التي تعاني من مشاكل بنيوية يدفع ثمن تبعاتها آلاف الشباب الذين يعيشون في وضعية هشاشة توفر مناخا مناسبا لانتعاش التوترات الاجتماعية واتجاهات فكرية وسلوكية مطبوعة بالتطرف والعنف. وسعيا إلى تشجيع وتنمية قدرات الشباب وكفاءاتهم من خلال العمل على إرساء ثقافة الوساطة الاجتماعية والحوار والتعايش داخل التجمعات السكانية في مختلف جهات المغرب، تواصل منظمة « من اجل أرضية مشتركة» ترجمة الأهداف والنتائج التي يطمح إليها مشروع «ميدي اكسيون» بدعم من السفارة البريطانية بالرباط خلال الفترة الممتدة من يناير إلى دجنبر 2009. هذا المشروع ساهم إلى حد كبير في خلق دينامية فكرية وتربوية من خلال برامجه وأنشطته التي تروم ترسيخ ثقافة الوساطة لاجتماعية بالارتكاز على آليتي المؤسسات التعليمية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني بهدف تحقيق تواصل أكثر قربا وبالتالي أكثر نجاعة مع الفئات المستهدفة أساسا بالمشروع. وقد كان آخر انجازات المشروع خلق مراكز للوساطة الاجتماعية بمدينة فاس بتعاون مع برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مندوبية التعاون الوطني، وجمعية الشعلة للتربية والثقافة. المحور الأول من المشروع ارتكز على مكون التواصل وتعزيز القدرات من خلال تنظيم دورات تكوينية لفائدة 30 شابا 18 منهم إناث قصد تمكينهم من المفاهيم المؤسسة لثقافة الوساطة، والآليات والمبادئ الأساسية لتنشيط مراكز الوساطة الاجتماعية. المرحلة التالية من البرنامج تضمنت برنامجا تنشيطيا لفائدة الشباب عمل على تنشيطه الشباب المستفيد من الدورات التكوينية، حيث اطروا أنشطة تحسيسية لفائدة الشباب داخل الأحياء السكنية الشعبية لجنان سيدي بوجيدة مما مكنهم من جهة من تطبيق مبادئ الوساطة لاجتماعية التي تلقوها خلال الدورات التكوينية، ومن جهة أخرى الوقوف على حجم ونوعية ومصادر التوترات الاجتماعية التي تحفل بها الأحياء الشعبية، في أوساط الشباب خصوصا. عملية الأبواب المفتوحة التي احتضنها جنان سيدي بوجيدة، سبقها برنامج تحسيسي تواصلي داخل المؤسسات التعليمية ومؤسسات رعاية الطفولة بفاس منذ بداية شهر أكتوبر 2009 . مما مكن من تعبئة 27 شابة وشابا توزعوا إلى مجموعات عمل متباينة المهام الشيء الذي مكنهم من تثبيت المبادئ والآليات التنشيطية التي تم تلقينهم إياها في أفق ضمان استدامة نتائج المشروع عبر تنشيط مراكز الوساطة الاجتماعية التي تم تأسيسها داخل المؤسسات السالفة الذكر. وتتويجا لهذا البرنامج الذي اخذ بعين الاعتبار البعد التكويني من خلال تعزيز قدرات 30 شاب وشابة سيعملون على تنشيط المراكز المذكورة في استقلالية عن منظمة « أرضية مشتركة»، والبعد التواصلي التنشيطي من خلال برنامج تنشيطي اعتمد منهجية القرب لمخاطبة الفئات المستهدفة بالمشروع عبر توظيف آليات تنشيطية تساوق مراكز اهتمامها، وتعبئة مخاطبين يقاسمونهم نفس الخصوصيات المرحلية والاجتماعية ، ثم أخيرا البعد المؤسساتي من خلال تأسيس وهيكلة مراكز للوساطة الاجتماعية بشراكة مع المؤسسات التعليمية، مؤسسات الرعاية الطفولة والجمعيات التربوية، مع تحصين هذه المكتسبات وضمان استدامتها وضبط وتتبع نتائجها من خلال توقيع اتفاقيات شراكة وتعاون لخلق مراكز للوساطة الاجتماعية مع مركز « أهلي للأطفال في وضعية صعبة»، جمعية « بلادي للتنمية المستدامة وتخليق الحياة العامة»، « الجمعية المغربية للطفولة والشباب» ثم إدارة الشباب البطحاء. نتائج التشخيص الذي خلصت إليه هذه الحملة التحسيسية يوضح بالملموس الحاجة إلى الإجابة السريعة على انتظارات فئة الشباب داخل الأحياء السكنية للحد من حالة الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية التي تتنازعهم وتحد بالتالي من نتائج جميع المبادرات التي تصب في اتجاه التنمية السوسيو اقتصادية وتعزيز ثقافة الديموقراطية بالمغرب. قد تبين بالملموس الحاجة إلى مشاريع تنموية قادرة على ضمان الاستقلال المالي والكرامة الإنسانية للفئات الاجتماعية التي تعيش وضعية هشاشة متعددة الأوجه تجعلها تحت رحمة مجموعة من الظواهر الاجتماعية التي تضرب في العمق كل المكتسبات والطموحات التنموية. ففي ظل انتشار البطالة،الفقر والإقصاء الاجتماعي يصعب بشكل كبير الحديث عن ثقافة الأمل والديمقراطية والتنمية السوسيو ثقافية. وتبقى الآلية الجمعوية في الوقت الراهن الأداة الأكثر فعالية لأجل اختراق هذا الواقع الصعب قصد خلخلة المواقف السلبية للشباب من المؤسسات والخطابات العمومية والشأن المحلي. ومساهمة في التخفيف من التوترات لاجتماعية وإرساء ثقافة بديلة للعنف والصدام وترتكز على الحوار وواقعية الحلول، يطمح مشروع « ميدي أكسيون» إلى خلق خمسة مراكز جماعاتية في كل من الرباط، سلا، فاس، مكناس ومراكش.تكوين 125 وسيطا اجتماعيا قياديا ينحدرون من أحياء وتجمعات سكانية تعيش وضعية هشاشة،في مجال تدبير وحل النزاعات ، الاعتزاز بالذات،الوساطة والتسهيل، والتواصل الغير عنيف. كما سيعمل المشروع على إنتاج دليل منهجي حول الوساطة الاجتماعية بالعربية والفرنسية. وهي مشاريع ضمن أخرى تروم إرساء وترسيخ أجواء اجتماعية تقل فيها التوترات والصراعات.