امتزجت الإيقاعات وتنوعت اللغات لتصيغ كوكتيلا فنيا اهتز له الحضور بقاعة المركب الثقافي المهدي بن بركة بمدينة الرباط، حيث اتحدت موسيقى الفلامينكو بالطرب الأندلسي المغربي مع إيقاعات «الكدرة» وليدة النغمة الحسانية الصحراوية، اضافة إلى سخاء ورقصات الأدغال الافريقية. الأمسية الفنية اختار لها المنظمون أن تكون تقليدا سنويا تحتفي به الثقافات المتنوعة والثراث الفني من مختلف المشارب الانسانية، مع التركيز على البعد الاستعراضي من خلال رقصات إيحائية تحمل في طياتها زخما تاريخيا ومراحل موشومة في الذاكرة الشعبية للبلدان التي تنتمي إليها المجموعات المشاركة. وقد عرفت الأمسية الفنية التي حضرها رئيس فيدرالية اتحاد القيم الثقافية الأندلسية في كاطالانيا فرانسيسكو كارسيا بريطو، ورئيس رابطة تحالف البحر الأبيض المتوسط لأصدقاء المغرب عزيز هشام، وهي الجهة المنظمة، مشاركة عدد من الفرق الغنائية من المغرب وخارجه، حيث افتتحت الأمسية بإيقاعات من فن الملحون المغربي أداها جوق شموع الأجيال الرباطي أعادت المتفرجين إلى زمن الأعياد ودفئ النغمة الطربية الأصيلة، ليتمتع الجمهور الحاضر بعروض مجموعة «روبابيخا» الإسبانية للفلامينكو التي تترأسها الفنانة «ألبا كارامون» و التي حضرت إلى المغرب للمرة الثانية على التوالي حيث قامت بالزيارة الأولى في نفس المناسبة للسنة الماضية احتفاء بذكرى المسيرة الخضراء. مجموعة «روبابيخا» ركزت في عرضها على النفحة الأندلسية من خلال الرقصة الفردية والاستحواذ على الخشبة وتحويلها إلى فضاء للحكي عبر الحركات الجسدية. وتفاعل الجمهورمع مجموعة «الكدرة باب الصحراء» برئاسة الفنانة السعدية شرف، لتأخذ المتفرجين في جولة إلى الصحراء المغربية، ومقاسمتهم نشيد الرمال الدافئة، والغوص معهم في سحر الأجواء الصحراوية بإيقاعاتها ورقصاتها التي تمزج بين البناء الفني وبين الإيحاء الفلكلوري التاريخي للواقع الصحراوي. وتنوعت فقرات الحفل الفني الذي أضفت عليه مجموعة «أفريكا ميوزيك» من الكونغو الديمقراطية، مسحة احتفالية من خلال عروضها ورقصاتها الضاربة في عمق الأهازيج الإفريقية، وقد سبق للجمهور المغربي أن استمتع بإيقاعات هاته المجموعة الإفريقية في العديد من المناسبات، كمهرجان «الرباط إفريقيا» ، ومهرجان «الصحراء» بمحاميد الغزلان بالصحراء المغربية.