استغلت مجموعة من السكان انعقاد دورة أكتوبر الأخيرة للوقوف والتجمهر أمام مقر جماعة عين تيزغة من أجل التعبير عن احتجاجها على عملية التفويت المتواصلة للملك الغابوي المتواجد بالمنطقة وكذا لإثارة انتباه أعضاء المجلس وتحميلهم المسؤولية لمواجهة كل المخططات الرامية إلى احتلال واستغلال هذا القطاع الحيوي من طرف بعض الشركات والجمعيات مما ألحق أضرارا كبيرة بالساكنة المحيطة به. فحسب تصريح بعض المحتجين ل «الاتحاد الاشتراكي » فإن بعض الجهات المهتمة بمجال القنص والسياحة قامت مؤخرا ، رغم الشكايات العديدة الموجهة إلى المسؤولين بالإقليم ، بتسييج حوالي 800 هكتار من الملك الغابوي المسمى « ظهر بن عمر» في ظروف مبهمة مما خلف استياء وتذمرا لدى سكان المنطقة خاصة وأن هذا المجال يعد المورد الرئيسي للعشرات من الأسر المتواجدة بالدواوير الثلاثة ( لمعيدنات، اولاد يونس و التوميات) المحيطة بالقطعة الغابوية المذكورة والتي اعتادت (الأسر) منذ سنين الانتفاع من خيرات الغابة من خلال قيامها ببعض الأشغال والأنشطة المدرة للدخل لتأمين حياتها وضمان قوتها اليومي، ومن شأن عملية التسييج المشار إليها أن تؤدي إلى حرمان الساكنة من الاستفادة من الحطب وجلب الماء من العيون الطبيعية الموجودة وسط الغابة (عين بولعجول)، وكذا حرمانهم من رعي ماشيتهم بها ، علما بأن غالبية السكان تعتمد بالأساس على تربية الأبقار والأغنام والماعز ، وهي تعتبر أحد المصادر الرئيسية في تدبير معيشتهم والحصول على رزقهم لكن قرار التسييج الجائر للغابة تضيف تصريحات بعض المتضررين أزم وضعيتهم وحول حياتهم إلى معاناة و أصبحوا مهددين بالضياع والتشرد وجعلهم مضطرين إلى بيع ماشيتهم وممتلكاتهم والتوجه إلى المدينة للبحث عن مصادر أخرى لضمان عيشهم خاصة وأنهم أصبحوا يتعرضون مؤخرا لضغوطات كبيرة من طرف السلطات والدرك الملكي و«فبركة الملفات» وتقديم بعضهم إلى المحكمة الابتدائية ببنسليمان من أجل تهديدهم وتخويفهم و جعلهم يستسلمون للأمر الواقع وثنييهم عن مواصلة احتجاجاتهم المشروعة المتمثلة في الدفاع عن حقهم في الحياة والعيش الكريم. هذه الاحتجاجات دفعت بأعضاء المجلس الجماعي لعين تيزغة إلى رفض والتصويت ضد تفويت قطع أخرى من الملك الغابوي كانت مدرجة ضمن نقط جدول أعمال دورة أكتوبر المشار إليها التي غاب عنها رئيس المجلس وبعض نوابه. لكن استمرار عملية التسييج للمنطقة الغابوية «ظهر بن عمر» خلق توترا وقلقا لدى الساكنة ودفعها إلى التساؤل عمن يوفر الحماية للجهة التي تقوم بالاستحواذ على هذه القطعة الغابوية رغم الشكايات المتعددة الموجهة إلى المسؤولين ورغم الاحتجاجات المستمرة للسكان المتضررين الذين يصرون على مواصلة الدفاع والقيام بكل الأشكال الاحتجاجية رغم الضغوطات والتهديدات التي يتعرضون إليها إلى أن يتم إيجاد حل لمشكلتهم ورفع الضرر الذي لحقهم جراء هذا الاحتلال الغابوي.