يعيش القرويون داخل ستة دواوير بالجماعة القروية عين تيزغة التابعة لتراب إقليم ابن سليمان جحيم شبح المجاعة والتشرد الذي يلاحقهم منذ أن منعت ساكنة ثلاثة دواوير منهم من حق الانتفاع بالقطاع الغابوي (ظهر بن عمر) المجاور لمنازلهم وأراضيهم الفلاحية، والذي تزيد مساحته عن 2500 هكتار، حيث كانوا يستفيدون منذ عقود خلت من الرعي وجمع حطب التدفئة والمطبخ والسقي والشرب من إحدى العيون الطبيعية. وأصبحت ثلاثة دواوير أخرى مهددة بنفس المصير بعد أن تحركت أياد عليا للضغط على المجلس القروي لعين تيزغة بهدف الترخيص باقتناء إحدى الشركات السياحية للغابة المجاورة لهم واستغلالها في القنص على مساحة تفوق 600 هكتار، رغم أن الغابة مجاورة لمستودع الأسلحة والذخيرة التابع للقوات المسلحة الملكية وأن وجود حاملي السلاح (ولو على سبيل القنص) ليلا ونهارا على بعد أمتار من المستودع يهدد أمن المستودع. وقد سبق للمجلس البلدي أن رفض بالإجماع الترخيص للشركة السياحية خلال دورة استثنائية أجريت بتاريخ 31غشت الأخير. حالة المنع والحصار التي وقفت عليها «المساء» أثناء زيارتها للمنطقة، مست ساكنة دواوير بني موسى بالمعيدنات والتوميات أولاد يونس الكدية والعيون المجاورة لجزء من الغابة المستغل في القنص من طرف عمالة ابن سليمان والمسمى (ظهر بن عمر)، حيث عاينت عملية التسييج التي تعمل عمالة ابن سليمان على إنجازها في محيط الغابة. رجال ونساء وأطفال عاينتهم «المساء» على طول السياج، يقضون النهار وجزءا من الليل جالسين أو واقفين قرب السياج وينتظرون رأفة المسؤولين من أجل إنقاذ ماشيتهم من النفوق. رسائل وشكايات وجهت لكل المعنيين من سلطات محلية وإقليمية ومنتخبين ومسؤولي المياه والغابات دون جدوى. عرائض موقعة من طرف المتضررين وجهت عن طريق عون قضائي لضمان وصولها إلى المرسلين إليهم، تم رفضها من طرف مسؤولي المياه والغابات والسلطات المحلية، ولم تجد لها صدى لدى الجهات التي توصلت بها. عملية التسييج التي يشرف عليها حارس الغابة والموظف السابق في إدارة المياه والغابات رافقتها عمليات تضييق على الفلاحين الذين لا مورد لهم سوى تربية الماشية، حيث تم طرد الرعاة رفقة مواشيهم من الغابة وتحريض حراس الغابة على منع الساكنة من جمع الحطب، كما منع السكان، حسب شكايتهم التي توصلت بها المساء مكتوبة على شكل عرائض، من مياه (عين بولعجول) التي تعتبر الملجأ الوحيد لهم خلال فصل الصيف وسنوات الجفاف نظرا للملوحة والندرة التي تميز معظم المياه الجوفية بالمنطقة. وفي الطرف الآخر من غابة جماعة عين تيزغة، ينتظر ساكنة دواوير أولاد بوعزة والبرابشة والكنادزة ما ستفرزه ضغوطات جهات عليا على المجلس القروي لعين تيزغة والذي أرغم على إعادة جدولة طلب الشركة السياحية لحق القنص ضمن جدول النقط المنتظر تداولها الثلاثاء المقبل، خلال دورة أكتوبر العادية رغم أن المجلس سبق ورفض الترخيص لها بالإجماع. أزيد من مائة متضرر ومتضررة وقعوا على عرائض احتجاجية توصلت المساء بنسخ منها، تصب كلها حول المصير المجهول الذي ينتظر أسرهم في حال تفويت الأرض الغابوية المجاورة لمنازلهم إلى الشركة السياحية، والتي يعتبرونها مورد رزقهم. كما أكدوا أنهم سينفذون إنزالا جماهيريا سلميا صباح يوم الثلاثاء أمام مقر الجماعة، لدعم قرار المجلس القروي السابق، والتنديد بالجهات التي تسعى إلى حرمانهم من حقهم في الانتفاع من الغابة. مسؤول المياه والغابات بالإقليم الذي أكد أن غابة (ظهر بن عمر) هي فضاء تابع للعمالة، أكد للمساء أن من حق مديريته تسييج 20 في المائة من الأراضي الغابوية التابعة لنفوذه، مع تعويض المتضررين من حق الانتفاع وذلك بتعويضهم بمبلغ 250 درهما للهكتار سنويا، وتصرف التعويضات لجمعيات تشكل من طرف المتضررين على أساس أن يفوق عدد المساحات الأرضية لكل جمعية 300 هكتار. كما أكد أنه في حالة حصول الشركة السياحية على حق الاستغلال، فإنها لن تقوم بتسييج الغابة وستظل مفتوحة للانتفاع من طرف ساكنة الجوار. ولم يعط المسؤول توضيحات بخصوص غابة (ظهر بن عمر) التي تسيج حاليا من طرف العمالة وليس من طرف المديرية، وأبدى تحفظه في الإجابة عن بعض خصوصيات المنطقة من قبيل المساحة الحقيقية للغابة والمساحة المراد تسييجها. بينما أضاف أن السكان لديهم أجزاء من الغابة قريبة منهم ويمكن استغلالها.